في حفلات الزفاف التركية.. ليلة الحنة من العادات والتقاليد التي لا يمكن التنازل عنها..
هي من الليالي المميزة للعروس.. تودع فيها عزوبيتها.. مع أهلها وقريباتها وصديقاتها المقربات..
في تركيا حضرت ليلتي حنة اثنتين..
وشاء الله سبحانه وتعالى ان تكونا لنفس الطبقة من الناس..
الطبقة الاسلامية الراقية.. المخملية.. الهاي فاي.. سميها كما تسميها..
المهم انهم ناااس كلااااس جدا… ولكنهم متدينون وملتزمون..
ايش رماني عليهم؟؟؟
امممم.. 😚😌
لنقل انني كنت مدعوة في الحفل الاول.. مع اني غلبانة جدا وعلى قد حالي 😆
اما الحفل الثاني.. فاتصلت بي العروس صدفة.. بعد معرفتها انني انقش الحناء في بعض الحفلات النسائية.. واصرت بشدددة ان اقوم بتحنيتها.. وتحنية صديقاتها في ليلة الحنة.. وتحت دوشة مكالماتها وافقت.. والحمد لله اني فعلت 🙂
المهم بعد لقائي مع العروس اياها.. اكتشفت انهم من العائلات الكلااااس جدا… لهم صلات ومعارف مع حزب العدالة والتنمية الحاكم..
بمعنى.. ان زوجة الوزير الفلاني كانت معزومة.. وبنت الوزير العلاني.. كانت مدعوة.. الخ الخ..
ما سأقوله لكِ.. قد يجعلك تطلقين صفيرا طويلا من الدهشة والتعجب..
ليس لأن حرملك مجلس الوزراء حضر في تلك الليلة..
ولكن..
لأن المقارنة ستكون مفجعة.. حينما تقارنين بين ما يحدث عندهم.. عند الاتراك يعني.. وما يحدث عندنا.. في حفلاتنا النسائية.. النسائية البحتة.. وخصوصا بالطبقات الواي فاي اياها..
هل انتِ مستعدة؟؟👇
لن أنقل لك الامر بثا حيا مباشرا..
بل سأنقل لك ما شد انتباهي.. وجعلني أشعر بالخجل مما يحدث في حفلاتنا 😓
تذكري.. ان الحفلين اللذين اتحدث عنهما لم يكن فيهما اي اختلاط.. كانا نسائيا خالصا.. حتى الجرسونات من النساء..
طيب وماذا عن الكاميرات..؟؟
والله يا عزيزتي.. لم تكن هناك لجنة تفتيش على باب القاعة تصادر الموبايلات والكاميرات.. لانه الناس ما عندها ذمة ولا ضمير.. و…. خلينا ساكتين بس 😠
انما بدأ الحفل الساعة السابعة والنصف تماما.. كما هو مذكور في بطاقة الدعوة.. وامسكت اخت العروس المايكروفون.. وشكرت المدعوات على الحضور.. وقرأت لهن رسالة من العروس.. تشكر فيها ايضا الحضور.. وانه يسعدها تواجدهن.. وترجوهن رجاء خاصا بعدم استخدام الكاميرات.. باستثناء فقرة صغيرة (فقرة وضع الحناء) وسيتم التصوير من كاميرا خاصة بالعروس فقط..
وبس.. 🙂
ولا أزمة جمارك ولا يحزنون.. الكل بلا استثناء احترم رغبة العروس.. ولا تصوير ولا فلاشات.. ولا فضايح من تحت لتحت تطير الى اليوتيوب والفيسبوك في اليوم التالي 😔
وصلتُ الى القاعة.. وكانت في أفخم فنادق أنقرة.. ورغم ان الحفلة كانت نسائية خالصة.. الا ان اكثر من نصف النساء كنّ محجبات.. حتى أم العروس.. ولن أبالغ حينما أقول لك بأنه لم يكن هناك عري على الاطلاق..
لا افخاذ مكشوفة..
ولا نحور عارية..
ولا شعور منكوشة..
ولا مكياج جنيات..
على غرار حفلاتنا التي تتذرع انه ما فيه رجال.. عاد خذي راااااحتك..
يعني شوية حياء يا بني آدمة.. اعفينا من منظر لحمك الطافح شوية 😠
اييييه.. ما علينا… 😁
أكثر ما أعجبني هو بساطة العروسة واريحيتها.. قابلتني في المصعد وأنا آتية.. وهي كانت صاعدة للاعلى لتغير ثيابها..
نعم..
غيرت ربما أربع مرات في تلك الليلة..
كنتُ اظن أن تلك عادة قديمة سوفاج (يعني بيئة.. يعني قروية.. يعني مش كلاس) .. عندما تغير العروس فستانها لتلبس جميع الوان الطيف.. الاخضر والاحمر والاصفر والبمبي.. الخ الخ…
وحتى عندما حنيت العروسة في بيتها وقالت لي عن فساتينها.. استهجنتُ الامر.. وتخيلته مضحكا!!
لكنني في الحفلة.. فهمت السبب..
انها ليلة تهييص للعروس.. بكل معنى الكلمة 👌👸
يعني العروس لبست كل ما في نفسها.. الطويل والقصير.. المنفوش والضيق.. دون الحاجة الى ان تلتزم بثوب واحد قد يكون مناسبا عليها او لا.. ودون ان تتحسر ليتني لبست كذا او كذا..
لبست كل ما اشتهت.. وكل مرة كانت تأتي كانت تستعرض بمرح امام جمهورها وصديقاتها يطلقن صفير الاعجاب.. كانت منتشية.. فرحة جذلة.. ترقص بحبور.. تنطنط بين الطاولات وترحب بالمدعوات..
كانت ماخذة راحتها في أن تعيش اجواء احتفالية هي ملكتها.. دون قيود حفل الزفاف.. حيث عليكِ ان تمشي بخطوات مرسومة.. وأن تتحدثي بكلمات محسوبة.. وان تعطي للكاميرات ابتسامات مدروسة.. إلخ الخ من سيناريو التصنع والتكلف إياه..
كانت صاحبة الحفل.. ونجمة الحفل.. ومضيفة الحفل.. وفراشة الحفل..
سعييييدة بكل ما في الكلمة من معنى.. ومهيييصة.. حتى انني شككتُ في انها قد اخذت جرعة تحشيش قبل الوصول😂
بعد الرقص مع الصديقات.. بدأت مراسم الحناء..
صينية خاصة.. بوسطها كمية معجونة من الحناء.. وخفتت أضواء القاعة.. فلا يبقى الا اضواء الشموع حول العروس الجالسة..
تأتي امها واخواتها.. وقريباتها.. ويبدأن بالتكبير.. الله اكبر.. الله اكبر الله اكبر.. لا اله الا الله.. الله اكبر الله أكبر ولله الحمد..
لا.. ليس لأن الاجواء اجواء عيد.. انما هذه هي المراسم والله 🙂
وتمسك احداهن الميكروفون.. وتبدأ وصلة شعرية نثرية.. كلام مؤثر.. عن علاقة الام بابنتها.. عن علاقة الفتاة بأهلها.. عن التربية التي يجب ألا تنساها.. عن أهلها الذين تحمل اسمهم الان.. والكل يبكي وينهنه..
وفي تلك الاثناء تضع أم العروس الحناء في باطن كف ابنتها وتغلقها.. وتضع في كفها.. وتمد يدها من تريد وتضع في كفها.. كما في الصورة اعلاه..👆
ثم تختم صاحبة الميكروفون كلامها بشيء عجيب.. تسبب بقشعريرة في جسدي لحظتها..
تسأل الام.. هل تسامحين ابنتك؟؟ هل تحللينها؟؟ هل وهل… وتجيب الام وسط دموعها نعم…
ثم تسأل العروس.. هل تسامحين أمك؟ هل تحللينها؟؟ هل وهل وهل….. وتجيب الفتاة.. ان نعم..
يعني….
لا تعليق.. !!!!
حتى ان هناك مثل تركي مشهور عن ليلة الحنة: Hem ağlarım… Hem giderim بمعنى انني سأبكي.. كما انني سأرحل..
ثم..
وهنا كانت القشة التي قصمت ظهر البعير..
ووددت لو اني الملم ثيابي وارحل.. خجلا.. واكبارا.. لأهل تركيا.. وقوم تركيا.. وناس تركيا..
قامت تلك السيدة.. وامسكت الميكروفون.. وبدأت الدعاء للعروس.. ولزوجها.. وأهلها.. و.. و…
ثم وصلت في دعواتها لأهل سوريا.. تدعو لهم بحرااارة.. ووصلت لأهل غزة.. تدعو لهم بحررررقة.. والجميع يؤمن عليها بصوت عال..
ياااااه..😢
شعرت للحظة اني داخلة غلط.. او ان السيدة هي الاخرى محششة.. تحشيشا من نوع اخر!!
تنحت.. وفغرت فاهي..
هل انا في حفل حنة.. اما على منبر خطبة الجمعة؟؟؟؟
ولوهلة.. لجزيء من الثانية.. كنت أتخيل حال حفلاتنا.. التي تبدأ بالموسيقى الصاخبة من اول لحظة.. الى اللحظة التي تسقط فيها جميع النساء مغشيات عليهن من كثرة الرقص وسط القاعة.. ثم ينتفضن عائدات الى بيوتهن مرتاحات الضمير انهن ادين الواجب !!
يااااه.. وسط الفرحة العارمة.. لم ينسين اخوات لهن في سوريا.. وفي غزة.. وفي الدول الاسلامية الاخرى..
وسط التهيييص والتحشيش والمزاج الكيف.. كان الجميع يبكين.. وكأن همومهن مع أمة المسلمين واحدة..
وسط حفل بلغت كلفته ما بلغت.. في فندق خمس نجوم.. ومدعوات سبع نجوم..
ولم تتفلسف احداهن لتقول مالنا ومال سوريا الان.. هو هذا وقته؟؟؟؟؟؟
اي والله.. سؤال صعب حقا..
أطرحه في كل حفلات الطبقات المخملية عندنا..
بلاش..
في كل قعدات الستات والحريم والقرقرة اياها..
بلاااااش..
في جلستك انتِ.. مع نفسك..
هل هذا وقته؟؟
كم تأثرت بهذا المقال وكم يحكي عن كثير من نساء هذا الزمان للأسف اختفى الحياء واختفى الذوق وأصبح الوضع مقرفًا! ما هذا الرقي الذي قرأته الآن؟! لا أصدق حقًا من… اقرئي المزيد »
شكــرا ع الطـرح الاكثـر مـــƒrō๓ـــن رائع بصراحــةة موضوع يستحق القــراءةة ..
و ي ريت الكـل يستفيد اسال الله الهـداية للجميع
رررروعه
انا بتكلم بنقطه يمكن مااحد تطرق لها الا وهي العروس والبابمي والاخضر والاحمر الي لو وحده سوته عندنا قالو هذاي ماصدقت انها تزوجت :ermm: ياناس احس وصلنا لدرجة مانعرف نفرح… اقرئي المزيد »
أنا مقيمة في لندن ولي جيران كثر من المهاجرين التركيين لم اتخيلهم يوما كما تقولين ياخلود فاني احسهم ان لا علاقة لهم بالإسلام لا من قريب ولا من بعيد، وفقط… اقرئي المزيد »
عزيزتي ام احمد.. جزء لا بأس به من الشعب التركي “المتمدن” لا علاقة له من الاسلام بشيء سوى في بطاقة الهوية.. وكثيرون لا يعرفون من الاسلام سوى قولة “ما شاء… اقرئي المزيد »
لا اعرف ما اقول… تركيا اصبحت دولة اسلاميه مميزه في كل شئ… احلم بأن نكون مثلها فعلا (:
عموما عقبال ليلة زفافكم جميعا وتكون بـ هالروعه والجمال (:
تقبلو مروري
مااااشاء الله أهنئك بحضور هذا العرس :happy: أعجبتني الفكرة وبخطفها في حفل عرسي :wub: و أحب أخبرك أن في حفلات أعراس أخواني وأخواتي .. لا عري ولا موسيقى ولا حتى… اقرئي المزيد »
غاليتي كم أسعدتني عودتك . . فوالله ان لك في القلب مكانة . . وان لكلماتك صدى في عقلي و روحي . . عودأ حميداً . . و مبارك المولودة… اقرئي المزيد »
لما حد ييجى يضرب المثل بتركيا وطبعا دلوقتى تركيا بقت المثل الأعلى فى كل حاجة تقريبا وييجو مثلا يقولو شوفو تركيا زمان كانت ايه رغم انهم كانو اقل بكتيييييير من… اقرئي المزيد »
شكرا على المدونة ا خلود خال افراحنا هنا لا يجب ان يقارن بما ذكرتيه فشتان بين العري والفجور وبين من تطلب التحليل وتدعوا لسوريا في افراحنا ان تتفشخري وتبذري وتمني… اقرئي المزيد »
بوركت اختي خلود .. لا ادري كيف ارتبطت السعادة عندنا في هكذا مناسبات بمستوى العري ؟؟!!! ما هو الرابط العجيب بين الامرين .. لا ادري :blink: يبدو ان مسلسل الاعجاب… اقرئي المزيد »
ما أدري وش أرد بس صراحة دمعت عيوني من المقال :cwy: . بجد زواجاتنا ماهي فرحة بقدر ما هي تكلف وتصنع وضياع فلوس عالفاضي :cwy: أهنييييييييييك من قلبي عالمقال :heart:… اقرئي المزيد »
الرقي معناه الحياء والعفاف والستر هذا هو الرقي كثيرات يبحثن عن الرقي لكن مفهومه يختلف فتتعرى الفتاة وتفقد مقومات انوثتها وحيائها باسم الرقي والتمدن وهو عنه بعيد نقبل ونسعد برؤية… اقرئي المزيد »
وصف أكثر من رائع
شكرا حبيبتى خلود
يارب انصر اهل سوريا وفك همهم
أتوقع هذا و أكثر في تركيا إلا أني سمعت عن النسوة هناك من أمي كلهن عاريات إلا قليلا لاتظلمي ليس كل العرب هكذا ولا كل طبقة الهاي فاي و المخملية… اقرئي المزيد »
اتفهم مقصد الاخت خلود ، واتفهم وجهة نظرك اختي ، فعلا لو قارنا هذه العائله ، بـ احدى بنات عوائل التجار عندنا المعروفه بالخير والتدين ،، لربما وجدنا عندهم من… اقرئي المزيد »
اخجلتني من نفسي اولا و من حالنا ثانيا هكذايجب ان تكون احتفالاتها فيها ذكر لله و دعاء للعروسين و إخواننا في كل مكان لا غيبة و لا نميمة و لا… اقرئي المزيد »
تجربة رائعة ، أعجبتني التقاليد كثيرا.. :angel:
اممم.. اعتقد انني قمت بتعديلات في المدونة ادت الى تغيير صيغة الردود هنا.. ولا ادري كيف يمكن ان اعيد الساعة للوراء لاعيد الحال الى ما هو عليه.. هل وضع التعليقات… اقرئي المزيد »
وضعها لا بأس به
السلام عليكى أ. خلود والف حمدلله على سلامتك بارك الله فى مولودتك الجميلة وجعلها ذرية صالحة وتعزمينا فى ليلة حنتها ان شاء الله وتكون كتلك الليلة التى نقلتيها الينا قلبا… اقرئي المزيد »
رائعـة بحق.. أولاً اشتقنالك كتير وافتقدناك أكتر.. والحمد لله على سلامتك ومبارك المولودة الجديدة نسأل الله أن يجعلها من الصالحين.. ثانياً.. كـ العادة.. الحيرة تأخذنا بين الضحك والبكاء والقشعريرة.. وبعد… اقرئي المزيد »
راااااااااااااااائعة انت غاليتى … حقا كم أنا سعيدة ان اكون اول القارئات لتدوينتك الرائعة لقد شعرت حقا اننى انتقلت الى تركيا الى قلب الحفل الرائع .. سعدت لهذه العروس سمعت… اقرئي المزيد »
تجربة جميله جدا،وانا شخصيا انتابتني القشعريرة حين قرأت ما وصفتِ،رغم ان الحال عندنا في فلسطين مشابه تقريبا لما يحصل في حفلات تركيا التي وصفتها. شكرا لكِ وعلى ما تضيفنه لنا… اقرئي المزيد »
بصراحة يا خلود جعلتيني ابكي قهرا وحزنا على الحال التي وصلنا اليها صدقتي ففي حفلاتنا ان لم تكن المدعوات على سنكة عشرة لا يهنا لها بال هذا غير الغيبة والنميمة… اقرئي المزيد »
فعلاً .. الحفلات عنا فرصة للتباهي والتفاخر بما رزقهم الله من ” لحم”
أول مرة أشعر إنه الحياء له قيمه رفيعه لهذه الدرجة..ولا يتوقف عن الحياء أمام الرجال
صدقاً