٤. حي على الفلاح | يوميات حب XL

يومياتي 🌟 :

لدينا مشكلة حقيقية.. في التسويف والتأجيل والمماطلة..

وكأننا سنعيش للأبد، وكأن الأوقات بأيدينا..

يوووه.. غداً أكمل..

بكره أبدأ الريجيم..

ان شاء الله اتصل عليكِ في وقتِ لاحق..

سأتغير.. سأتحسن.. سأبادر.. سأفعل.. غدا.. الاسبوع القادم.. بداية الشهر التالي..

ولا يأتي هذا الغد ولا الأسبوع ولا الشهر…😏

كانت فترة من فترات الخمول الديني، او التقهقر الإيماني، وكنت أشعر بتأنيب الضمير، أبحث عن طرف صفحة نقية بيضاء أبدأ بها..

هل تعرفين ذلك الشعور.. أنك دائما مقصرة أمام الله عز وجل؟؟
وأنك بنهاية اليوم.. عندما تضعين رأسك على الوسادة، تذرف دموعك، لأنك لا تعرفين إن كنتِ سترفعينها غدا صباحاً مرة أخرى، ثم.. يخالك ذلك الشعور.. لو قُبضت روحك هذه الليلة، أنك لا تعرفين مصيرك الى نار أم الى جنة!!

وتتمنين من أعماق قلبك، أن يمنحك الله فرصة أخرى، ليوم آخر، تُحسنين فيه من نفسك، تبذلين جهداُ أكبر في تشذيب إيمانياتك، ويمضي اليوم، بهستيرية المسؤوليات والانشغالات والماراثونات للحاق ما يمكن اللحاق به من الالتزامات… كالعادة!

جاءتني مرة رسالة على الواتساب، حديث عن الرسول عليه الصلاة والسلام، نحفظه جميعا عن ظهر قلب منذ الصفوف الابتدائية، وكررناه ورددناه ربما عشرات المرات طوال مسيرتنا الدينية أمام غيرنا، دون أن يمس حقا شغاف قلوبنا كما أراده لنا نبيّ الرحمة عليه الصلاة والسلام:

عن ابن مسعود رضي الله عنه قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أي العمل أحب إلى الله قال: الصلاة على وقتها. قال ثم أي؟ قال: ثم بر الوالدين. قال: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله” قال حدثني بهن ولو استزدته لزادني. رواه البخاري.

تأملتُ الحديث قليلاً.. أحياناً تكون تلك اللحظة الفارقة في حياتنا، عندما يأذن الله عز وجل، أن يتغلغل نوره في قلبك، وهي نعمة لا ندركها ولا نتأمل فضلها إلا نادراً..

أطرقتُ رأسي وقلتَ في نفسي: أحب.. أحب عمل الى الله.. يعني لو حرصتُ عليه.. ربما يكون هو العمل الوحيد الذي يكون سبباً في دخولي للجنة..
لحظتها فقط.. عاهدتُ نفسي على الالتزام بأداء الصلاة بعد الأذان مباشرة، ليس بعد نصف ساعة، ولا ساعة، ولا آخر وقتها، بل بمجرد ما يردد صوت الأذان في هاتفي النقال.

وكانت لحظة تغيير في حياتي فارقة ❤

في الجامعة كان الاختبار الأصعب، كانت لدي سجادتي المحمولة دائما في حقيبتي، أصلي بين المحاضرات في داخل الوقت، لكن أن أحرص على أداء الصلاة، بعد الأذان مباشرة، كان أمراً يحتاج الى عزم.. وتصميم.. ومثابرة.

أذكر أنني كنت في المختبر الذي يمتد لثلاث ساعات متواصلة، ولا يمكن الخروج خلالها، ودخل وقت صلاة العصر، رأيت الجميع منشغلين في تجاربهم، فتركت ما بيدي مباشرة، واتجهت خلف الطاولات الرخامية، فردت سجادتي، وبدأت بالصلاة خلفها.. وبعد أن انتهيت.. عدتُ الى مكاني وتابعتُ التجربة.. دون أن يتدخل أحد في شأني!!

كان مثل هذا المنظر من المستحيلات في جامعة تركية قبل 12 عاما، قبل عهد الحكومة الإسلامية، حيث كنا نصلي بالخفاء، في أماكن مظلمة، تحت السلالم، ولكن الحمد لله وبفضله، أصبحتُ أصلي حيثما أشاء، وعندما تأخرتُ مرة عن مختبر الكمبيوتر، وسألني المراقب عن سبب تأخري، أجبته بأنني ذهبتُ لأصلي، فأجابني بكل أريحية: تقبل الله!

لا يمكن ولا بأي حال من الأحوال أن أصف لكِ شعوري، وأنا أحرص بشدة على تأدية أحب الأعمال الى الله، راحة عجيبة، عجيبة، وكأن ثقلاً هائلا أزيح من على ظهرك، لتتابعين أعمالك خفيفة كالفراشة، حتى وقت الصلاة التالي 🙂

أتعرفين الأروع من ذلك كله؟
أنك تتعلمين شيئا فشيئا معنى الأشياء لوقتها، والقرارات لوقتها، والحياة لوقتها..

تدريجيا يتراجع التأجيل والتسويف والأعذار ببكره او بعده او غدا او الشهر القادم…

لو بحثتِ لنفسك عن جميع حلول التسويف والتأجيل لن تجدي طريقة أروع ولا أكثر طمأنينة من فعلك لأحب الاعمال الى الله عز وجل..

لأنك ببساطة.. تتعلمين أن تتركي كل ما بيدك.. لتقابلي وجهه الكريم.. فييسر لك كل ما بيدك.. ليكون طوع حياتك!

يومياتك 🌟 :

1. و واضحة 🙂 بدءاُ من اليوم، احرصي على أحب الأعمال الى الله عز وجل!

إليك عزيزتي هذا الفيديو المحفز ل١١ سببا تعينك على الصلاة في أول الوقت بإذن الله👌

1. احضري دفتر التسويق الشخصي، أضيفي له حرصك على الصلاة لوقتها، وحسّني هذه الصفة تدريجيا، ابدئي بصلاة واحدة قدر الامكان ثم اتبعيها الصلوات الاخرى حتى تصبح عادة، أو تدرجي في الاستعجال بأداء الصلوات كلها خلال الساعة الاولى ثم خلال نصف الساعة الأولى، واخيرا خلال ربع الساعة الأولى

2. نافسي نفسك، حسني من أدائك في كل مرة، أقبلي على ربك بكل أريحية، ستتبخر كل أعذارك للتسويف وإضاعة الوقت في كل مرة..

3. بل أنك ستتدرجين الى مرحلة أعلى، وتصل بك الطمأنينة القلبية، الى أنك تبدئين في انتظار الصلاة التالية، لتحرصي على أدائها في وقتها..

4. تأكدي تماما أنك لن تتخلصي من مشكلة التسويف والتأجيل طالما أنك تؤجلين وتسوفين أدائك لأحب الأعمال إلى الله!

ما أقرب رائحة الجنة هذه المرة، عندما تضعين رأسك على الوسادة، تتأملين في الله خيرا، أن يجعلك في عباده الصالحين، أو يمنحكِ يوما آخر، لتحرصي على أحب الأعمال إليه..

إنه الحب يا عزيزتي.. حب من نوع آخر ❤

https://soundcloud.com/estrogenat/xl-007