في إحدى فترات حياتي كانت لدي صديقة، دائمة الانتقاد لكل ما أفعل، ولكن بأسلوب عفوي مُضحك يُخفي حقيقة انتقادها ويجعلني لا ألاحظه ألبتة، كانت تحبط عزيمتي باستمرار لكل خيالاتي الشاطحة، وكل طموحاتي المتوقدة، وكانت تجذبني لأرض الواقع، مُدعية العقلانية، وأنها تُسدي لي معروفاً كبيراً بإنقاذي.. من نفسي!!
لم أدرك تأثير شخصيتها علي إلا بعد مدة زمنية طويلة، حينما واجهتني صديقة مقربة آخرى وقالت لي بالحرف:
ما هذا التفكير؟ لماذا تحملين كل هذا التشاؤم والسلبية؟
وكانت صفعة احترافية في الجبهة!😣
كل واحدة منا تولد ولديها قلب كبير بحجم فناء المنزل، ولديها براءة وانطلاقة وعفوية لا يستطيع الجني الأزرق ملاحقتها، وعندما تكبرين، وتختلطين بالناس حولك، وأولهم والدك.. والدتك.. اخوتك واخواتك.. صديقاتك.. زميلاتك.. مجتمعك.. تبدئين في التقولب كقطعة صلصال مدعوكة، لتجدي نفسك بعد فترة زمنية.. تتململين في ثوب روحك.. وتزعقين من كواليس يأسك.. يا عااالم.. من هذه الـ أنا؟ا!!
العلاقات البشرية حولنا قضية خطيرة.. خطيرة.. خطيرة.. أخطر مما تتصورين، وقد لا تملكين رفاهية عدم انشاء علاقات جيدة مع الناس حولك، لأنك بأمس الحاجة لعلاقات صحية سليمة ايجابية، تدفع جسدك وروحك باتجاه الرسالة التي خلقتِ من أجلها..
لذا.. نصيحة لوجه الله.. لا تقولي لي انا انطوائية.. لا أحب التعامل مع الناس.. لا أريد الاختلاط بهم.. براحتك يا اختي..
لكن على الأقل.. اذا لم تكن حولك شخصية ايجابية متفائلة.. فلا تجعلي حولك انسانة سلبية متشائمة.. وكوني على يقين… بأن حرصك على التخلص من نوعية الثانية.. سيفسح المجال رويداً لدخول النوعية الأولى في حياتك..
وهنا يأتي دور الصديقة/الأخت/الزميلة/القريبة السامة في حياتك، والتي تحدثتُ عنها في مقالتي السابقة: 10 صفات للصديقة السّامة وكيفية تخلصك منها ج2/1
هذه التغريدة هي تلخيص لأهم ما ورد في الجزء الأول من مقالتي السابقة:
من هي الشخصية أو الصديقة السامة ؟ #مقتبس #منقول وباختصار .. #مقالات .. خلود الغفري pic.twitter.com/WwCK5gdFbW
— ☀️بدرية .. أم مها (@bg_jal) March 11, 2015
الصفة العاشرة، هي من أكثر وأشد الصفات خطورة، لأنك لا تستوعبين حجم الاستغلال إلا متأخرة، يعني بعد ما خربت مالطا، وبعد أن تقيدتِ بقيود كثيرة، فلا تستطيعين التخلص من هذا الاستغلال إلا بشق الأنفس..
طيب.. لدي الآن.. خطوات مدروسة، للتخلص من الشخصية السامة حولك، يمكنك استخدام بعضها، أو كلها، حسب حاجة الموقف:
1. توقفي عن تقبُّل السلوك السام حولك
مشكلتنا نحنو النسااااء.. أننا طيبات بزيادة.. وندفن رؤوسنا في الرمال.. لنتظاهر بأن كل شيء على ما يرام..
فلانة أعز صديقاتي انتقدتني! تفكيرك 👈 يا ستي عادي.. هي أصلها طيب..
فلانة رجعت انتقدتني! تفكيرك 👈 اممم.. والله هي مزاجها صعب حبتين.. بس ما مشكلة.. هي قصدها كويس..
فلانة دايما تنتقدني! تفكيرك 👈 والله المشكلة فيني.. انا كلي عيوب.. أنا سكراب ومحتاجة تركيب من جديد!
يعني من الآاااخر.. الغلط طلع راكبك.. وصديقتك موقفها سليم 100%.. ولا انك تعترفي أن لديها مشكلة في التعامل معك (وقيسي على ذلك امك/زوجك/أختك/ابنك/بنتك/جارتك/زميلتك)
رغم ان السيناريو أعلاه مضحك.. لكن فعلا يصعب عليكِ الاعتراف بذلك. لماذا؟
إما لأنك لا تستطيعين مواجهتها..
او عدم قدرتك على استيعاب اسلوبها..
او عدم رغبتك في الابتعاد عنها.. لأنها إهيء.. عشرة عمر.. هي اللي فاهماني يعني 😪
بغض النظر عن كلللل الاسباب أعلاه.. يمكنك مراجعة تاريخ النفسية عندك، وستجدي أنك تحولتِ تدريجياً، لكائنة بائسة، قلقة، متوترة، حساسة، مكتئبة، لحقها واستحوذ عليها الجني الأزرق اياه 😒
لذا.. حان دورك للنهوض من قاع سلبيتك.. و”مواجهة” من يحمّلك هذه السلبية..
وأهمممم خطوة هنا.. ان تستوعبي وجود سلوك سامّ حولك..
استوعبي.. واخدة بالك.. إس.. تاو.. عبي!
وهنا نأتي للخطوة الثانية:
2. ارفعي صوتك تدريجياً أمام سلوك صديقتك السامّ
بداية قد يكون هناك عذر حقيقي لصديقتك، مثل كونها تمر بظروف سيئة، أو أنها تعاني من مرض مؤقت، أو ضائقة مادية، أو مشاكل أسرية.. الخ..
كل الأعذار أعلاه قد تعطي مساحة “معينة” لصديقتك لتكون “مزاجية” معك، وتؤذيكِ بطريقة غير مباشرة..
ولكن..
أنتِ.. وأنتِ فقط من باستطاعتك تحديد “حجم” هذه المساحة، و”مدة” استمرارها..
نعم يمكنكِ تقديم الدعم والمساندة والصبر والدعاء لها فلهذا خُلقن الصديقات الحقيقيات، إلا أن استمرار ذلك منك بدون حساب سيتحول الى باب لاستمراء حدودك المُهذبة، لتلتهم صديقتك كل ما تملكين من صبر وطاقة معها، بحجة ذلك العذر.. ليصبح سلوكها سلوكاً سامّاً.. بما تعنيه الكلمة!
وهنا.. تحتاجين معها للحظة مواجهة.. قد تكون مؤلمة.. أو قاسية.. ولكنك فعلا تحتاجينها بشدة لتضعي النقاط على الحروف ولتوقفي حفلة التهام طاقتك معها..
تحتاجين لاستخدام عبارات مثل:
لماذا تستهزئين بحديثي؟ هل كلامي غير مهم؟
أو
أشعر بالإنزعاج من طريقة حديثك معي أو من تعليقاتك.. هل هذا ما تريدينه فعلا؟
واجهيها بهذه العبارات التي تحمل توضيحاً أكثر لسلوكها.. بهذه الطريقة تحققين أمرين:
- تُظهرين حسن نيتك في تنبيهها لسلوكها السامّ معك، دون أن تجرحيها بمواجهة عنيفة لا تُحمد عقباها..
- تنزعين أسلحتها السامّة، بإيضاحك أنك قد بدأتِ تستوعبين حقاً ما تفعله معك!
هنا.. ستُفاجئين حقاً بارتباك صديقتك وتلعثمها، لتلملم أشتات سمومها وتتقهقر منسحبة عن حدود صبرك وتحملك..
أو..
أنها تدخل دراما الإنكار، وتعاقبك بشكل مباشر، إما بالغضب منك، أو قطع تواصلها معك، أو الحديث معك بسلبية غير معهودة..
بالعربي.. تعيشك عقدة الذنب..!!!
مرة أخرى.. إس.. تاو.. عبي 😉
هنا.. تهاجرين للخطوة الثالثة وهي:
3. مشكلتها تتعلق بها هي.. وليس بك
هناك قاعدة في علم النفس اسمها “قاعدة الانعكاس” تقول: الإنسان مرآة لنفسه.. وعالمه الخارجي.. ليس إلا مرآة لعالمه الداخلي
اعلمي تماما.. أن الشخصيات السامّة، سلوكها سامّ مع جميع الناس..
مزاجيتهم المدمرة.. استغلالهم للاخرين.. المصلحة.. الدراما.. عدم المسامحة.. الانتقاد.. كللللل ذلك.. يتعلق بهم هم… وليس بالآخرين!
لذا.. توقفي عن تأنيب نفسك، وعذاب الوجدان والضمير، وأن سلوكها المزاجي هذا هو بسببك.. ببساطة الأمر يتعلق بها هي.. وبطريقة تفكيرها ومفاهيمها ومركباتها النفسية.. هي.. هي وبس!!
لو تفهمين هذه النقطة بالذاااات.. ستتحررين من كل هذا القلق والأرق والضغوط النفسية التي تتسبب بها صديقتك أو أي شخصية آخرى حولك من هذا النوع.. يعني لا تأنبي ضميرك.. ويا ستي انتي مش غلطانة (كيف وأنا أشحن معنوياتك بس؟ 😉)
بعد أن ترتفع معنوياتك، تنتقلين للخطوة التالية والأصعب وهي:
4. ضعي الحدود لمعاملتها أو.. تابعي حياتك بدونها
إسألي نفسك سؤالاً واحداً:
هل أنا حقاّ “بحاجة” لهذه الإنسانة في حياتي؟
سؤال بسيط.. سمبل.. لكن هل تجرؤين على الاجابة عليه رغم العشرة والعيش والملح بينكما؟
إذا لم تستطيعي وضع حدود واضحة لتعاملها معك، بحيث تفرضين احترامك، وتضعين خطوطاً حمراء لما يمكن أن تقوله أو تفعله معك، فتخلصي منها بأسرع ما يمكن..
لكن إياكِ أن يكون هذا ديدنك.. لا تواجهين.. ولا توقفين الناس عند حدهم.. فتتخلصين منهم برمتهم..
هذا اسمه يا عزيزتي هروب.. وثقة بالنفس في الحضيض !!
أولا اعذري.. تقبلي.. ثم واجهي.. وضعي الحدود.. واذا لم ينجح كل هذا.. ارميها وراء ظهرك… وتابعي..!
يعني بسراحة.. اللي خلقها.. خلق مليون غيرها.. طلي برأسك خارج جمجمتك وابحثي قليلا وستجدين غيرها والله!!
طيب واذا الاخت طلعت انسانة قرابة درجة أولى أو زميلتك بالسكن أو العمل مثلا.. يعني لا يمكن التخلص منها أو البحث عن بديل لها برا شباك الجمجمة..
اممم.. هنا… تميلين قليلا للخطوة التالية:
5. اقضي وقتاً كافياً مع نفسك.. لوحدك!
السلوك السامّ سلوك استنزافي بالدرجة الأولى، بالكاد يمكنك تحمله عدا عن بلعه، وحيث أنك مُجبرة، للتعامل مع هذه الشخصية السامّة طوال اليوم، فيجب عليكِ تخصيص وقت لنفسك.. تسترجعين فيه هدوئك، وما تلف من اعصابك، تسترخين.. تشربين فنجان قهوة.. تقرئين كتاباً ساخراً.. تشاهدين برنامجاً مرحاً.. تغطسين في بانيو رغوات.. أي شيء.. المهم.. أن تعيدي شحن بطاريتك البشرية، لتستطيعي مواجهة هذه الشخصية السامّة من جديد..
وهنا.. أحيلك على خطوة أخيرة.. وفي غاااااية الأهمية.. تهملينها وتهملها الكثير من النساء للأسف:
6. أحيطي نفسك بالشخصيات العلاجية
لم أجد مصطلحاً مضاداً لكلمة “سامّة” سوى كلمة “علاجية”.. فأسميت هذه الشخصيات المضادة للشخصيات السامّة.. بالشخصيات العلاجية..
الشخصيات الناجحة.. الايجابية.. المتفائلة.. المهتمة.. المرحة.. الودودة.. المتحابة في الله..
كل هذه الشخصيات الرائعة.. العلاجية.. اللقاحية.. المضادة للسموم والتسمم موجودة حولنا.. ولو لم تكن.. لما قال الله سبحانه وتعالى:
﴿إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْابِالصَّبْرِ ﴾
تأكدي تماماً أن تخلصك من أي صديقة سامّة.. مهما كانت معزتها في قلبك، سيفسح المجال.. ويفرغ المكان… لدخول صديقة علاجية رائعة مكانها..
وإذا لم تستطيعي التخلص من صاحبة السموم (مجبورة فيها يعني)، فوجود العلاج وإكسير الدواء بجانبك، يشحذ من عزيمتك وهمتك.. ويساعدك على اتمام الرسالة التي خُلقتِ من أجلها..
وهنا.. عوداً على بدء.. لا أنا.. ولا أنتِ.. نملك رفاهية عدم معرفة الطريقة المثلى للتواصل مع الآخرين، وجذب الشخصيات الإيجابية الرائعة حولنا..
الانطوائية.. والعزلة الاجتماعية.. موضة قديمة تهالكت خلف مقاعد عالمنا المتسارع.. ومهارات التواصل الاجتماعي وكسب الآخرين.. هي أمّ المهارات البشرية التي تعود على صاحبتها بالانجاز والسعادة وراحة البال..
الأهم من ذلك كله.. ليس التخلص من الصديقة السامة.. ولا جذب الصديقة العلاجية.. إنما أن تكوني أنتِ نفسك.. بشحمك ولحمك.. شخصية كاريزمية 😃
لذا كوني بقرب.. وانضمي لكوكبة من النساء المتألّقات.. اللواتي هن على وشك معرفة أهم أسرار هذه المهارات.. وفك شيفرة الشخصية الكاريزمية الحقيقية.. على متن رحلة..
امرأه VIP
عزيزتى خلود انت كما العادة تمكنتى بكل وضوح فى التحدث عن شى كنت اعتبره خط احمر ﻻ يجب ان نتحدث فيه خاصة اذا كانت تلك الصديقة لها من القرابة ما… اقرئي المزيد »
Madam Khould İ wish if i can keep in touch with you i live in turkey too same time need you
مقال اكثر من رائع .انا شخصيا عانيت من هذا النوع من الصديقات ولكن والحمدلله كانت فترة قاسية جدا في حياتي والان انا احاول اعادة برمجة حياتي للافضل
جامعة المدينة العالمية http://www.mediu.edu.my/ar/ عمادة الدراسات العليا http://www.mediu.edu.my/ar/?page_id=156 تعد عمادة الدراسات العليا بجامعة المدينة العالمية من الجهات الأكاديمية الرئيسة فيها والتي تشرف على الجهات الأكاديمية البحثية في الجامعة كلها: –… اقرئي المزيد »
رائع
مواضيعك رائعه واتمني ان اكون صديقتك واتحدث معكي لان من كانت لي في هذه الدنيا وتشجعني وكانت لي كل شئ قد رحلت وتركتني هي امي رحمة الله عليها اسالكم الفاتحه… اقرئي المزيد »
لازال لديك من هو احن وارحم علينا من والدينا (ربنا الرحيم الودود).. انا ايضا رحل عني والدي العزيز وفوجئت لاني الكبري بتحمل مسؤوليه ضخمه يتهرب منها الرجال بعد ما تنكر… اقرئي المزيد »
اتمنى ان اجد صديقة حقيقية ايجابية
غاليتي خلود ..أبدعتي كعادتك في طرح خطوات عملية للتصدي لكل (صديقة) سامة .. اسمحي لي أن أستفيض في النقاش في هذا الشأن في نقطتين : 1-كيف أعدل أنا من سلوكي… اقرئي المزيد »
مرحبا خلود .. موضوعك على الجرح تمام .. صارلي ٣ شهور قطعت علاقتي بصديقة كنت اعتبرها اخت وعشرة عمر وعلاقتنا مضرب مثل في العائلة ( قرابة بيننا وربينا سوى )… اقرئي المزيد »
السلام عليكم أستاذة خلود .. مقالتك عالجرح بعد قراءتي لمقالتك الاولى، جلست جلسة مصارحة مع نفسي .. لاني في فترة في حياتي اعتبرها انتقالية لأنني حاليا أعيد تقييم كل شيء… اقرئي المزيد »
كانت لي صديقة دمرت حياتي بالكامل كنت اتلقى عندها درووس في الخياطة وشيئا فشيئا اصبحت نسخة طبق الاصل منها متشائمة جدا جدا احد المرات طلبت منها ان نغير الى درووس… اقرئي المزيد »
احبك في الله اختي خلود
رائعة كعادتك
انا عضوة جديدة ولقد ندمت كثيرا لأني لم اعرفك إلا خلال هذه الأيام
ارجو ان تقبلوني اختآ بينكم.
مع ودي 🙂
واخيرا وصل الجزء الثاني
رائع جدا وطرق سهلة نعم نحتاج لغربلة الصديقات