( ملاحظة : هذه المقالة متوفرة صوتيا على قناة ساوند كلاود على الرابط هنا )
تناهى الى مسامع أم عبود رنة مألوفة، هناك على ما يبدو رسالة واتساب وصلت الى جوّال زوجها، اشرأبّت عنقها قليلاً من باب المطبخ، الجوّال هناك على طاولة الصالة بآخر الردهة.. غريب.. هذه ليست عوايد أبي عبود..
وسوس لها الشيطان في لحظة، تذكرت نصائح صديقاتها عزة ومريم ودالين، اللواتي يسخرن باستمرار من عفويتها وطيبتها وثقتها العمياء بزوجها، وهنّ يذكرنها بضرورة البحث خلف الزوج من تحت لتحت، لتسبيب الأمن، واغلاق أي تسريب في أي حنفية قبل حدوث فيضانات لا يحمد عقباها!!
تخضخض قلبها بين أضلعها وهي تستغل الفرصة وتجاوزت المترين بقفزة واحدة، وأخذت الجوّال بلهفة لتعرف من مرسل الرسالة.. فقط ليطمئن قلبها يعني..
بأصابع مرتجفة، ترتكب عمليّة تجسسها الأولى على أبي عبّود، نظرت من طرف خفي، وما لبث أن تكور محجريها للخارج، حملقت في الشاشة الصغيرة بذهول، رمشت بسرعة وكأنها تحاول تصحيح ما تقرؤه بعينيها غير مصدقة.. رسالة من رقم ليس عليه اسم:
“حبيبي وينك ليش ما ترد علي؟”
شقلبت الشاشة بسرعة وعينيها تكادان تندلقان من جمجمتها، محادثة طويلة عريضة، مستمرة من أيام، لا من أشهر، اوف.. هذه الأخت يعرفها من العام الماضي!!
مادت الأرض تحت قدميها، استندت أم عبود الى الحائط.. متى وكيف.. والأهم.. لماذا؟
عضت شفتيها بارتياع.. ودموعها تنذر بانفجار وشيك.. لماذا يا أبا عبود؟ لماذا تهد كل ما بنيناه سوية؟ أنا التي أحببتك! أنا التي وقفت معك على الحلوة والمرة، أنا أم أولادك الخمسة، أنا من صبرت على شظف العيش حتى وصلت لوظيفتك المرموقة، وآخرتها.. تلتفت لغيري؟؟
قضمت أم عبود أظافرها بتوتر وعصبية وعقلها يكاد يجنّ.. هي زميلته في العمل فاتن بالتأكيد.. هذه الحرباء التي تضع الرموش الصناعية وتطقطق بالكعب العالي طوال اليوم في المكتب، زوجها كان يأتي على سيرتها بأسلوب الشكوى، ولكن الحقير كان يضمر اعجابه بها!!
أين وصلت علاقتهما معاً؟؟ هل يحادثها ليل نهار؟ هل يغازلها؟ هل يتناول معها الطعام في المطاعم الراقية؟ هل رافقته في احدى سفريات عمله المزعومة للخارج؟
شهقت أم عبود وهي تلطم على صدرها، متخيلتهما يتغازلان كعصفوري كناري على قمة برج إيفل، أو ضفاف بحيرة زيلامسي، أو فوق يخت فاخر يتهادى على خور دبي!
شابت 3 شعيرات من رأسها وقلبها يعتصر مرارة وهي تتذكر عدد سفريات زوجها معها طوال 25 عاماً من زواجهما، والتي لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، أغلبها لا تزيد عن 100 كيلومتر خارج حدود المدينة!
بحلقت مرة أخرى على الشاشة.. اييييه يا زمن.. يا مأمّنه للرقال.. يا مأمّنه للمية في الغربال.. مقولة قديمة غبية بدت لها قمة الحكمة الآن!! معقولة؟ أبي عبّود؟
متى وكيف؟ والأهم لماذا؟؟
نظرت للمرآة الطويلة في الردهة، إلى شعيراتها البيضاء والتي انضمت لناديها بضع شعيرات أخرى شابت للتو! إلى وجهها الذي زحفت فيه بضع تجاعيد هنا وهناك، إلى خصرها المت.. هزت رأسها بعنف.. لا لا.. لا يحق له أبداً أبداً.. لو كنتُ أبشع زوجة على وجه الأرض لا يحق له أن يخونني.. لا يحق له أن يجرح مشاعري أو يهدر كرامتي..
كله إلا الخيانة.. لا أعيش مع زوج خائن ولو عندي منه 10 عيال..
التهب وجهها.. واحمرت أرنبة أنفها من شدة الغضب.. ماذا أفعل الآن؟ لقد عاد قبل قليل ويستحم كالمعتاد استعدادا لتناول طعام العشاء..
هل تلملم ثيابها على عجل وتغادر بلا عودة؟ هل سيفهم؟ طبعا سيفهم! لا لن يفهم… يجب أن تقلب الدنيا على رأسه.. يجب أن تعطيه درساً قاسياً يجعله يلعن اليوم الذي تعرّف فيه الطقاقة فاتن تلك..
عقلها يتخبط بسرعة صاروخية ذات اليمين وذات الشمال..
ستتصل بأمها.. لا.. ستتصل بوالدته.. والده.. أخيه.. ستفضحه.. ولكن أولا عليها أن تخبر عزة ودالين ومريم.. اااااه.. يا شماتتهن فيها الآن.. سيعدن أسطوانتهن التعيسة إياها.. مش قلنا لك!!!
حلال.. نعم حلال تقطيعه وتوزيعه في أكياس الزبالة ورميه للكلاب الضالة.. تتسارع سيناريوهات داعشية من ذبح وخلافه مع زوجها.. هي تفقد عقلها والله غفور رحيم.. لكنها لن ترحم زوجها.. لن تسامحه.. لن تسكت على جريمته بحق سنوات عمرها التي ذهبت هباء مع هذا البغل أبو عيون زائغة!!
ستصرخ بأعلى صوتها أمام القاضي: زوجي خائن.. حقير.. هانت عليه العشرة.. باعني برموش صناعية وعلكة كورية!
ستتطلق منه.. وتعيش حريّتها أخيرا.. ستخرج وتذهب متى شاءت… ستعمل أينما شاءت.. سترقص على واحدة ونص في الشارع.. لن يتجرأ ويحاسبها أحد..
ستفتح حساب في انستقرام أخيرا.. وستذهب الى السينما مع صديقاتها أخيرا.. وستلبس شيلة ملونة وتلفها على الجهة اليمين أو اليسار كما يحلو لها..
هذا عالم دنئ.. لا أمان فيه لأحد.. شهقت وأخذت نفساً عميقاً تحاول تمالك أعصابها..
صنف حقير واطي.. لا ينفع معهم شيء.. حتى لو أضأتِ أصابعك العشرة.. ترن في أذنها كلمات دالين.. وصويحباتها يهززن رؤوسهن مؤكدات بكل ثقة!
تناثرت أجزاء جسدها أشلاء.. هل تتصل بأمها؟ تغادر؟ تصرخ؟ تبكي؟ المشكلة أنها انشلت تماماً وتحتاج لفنجان قهوة كي تقرر مسار حياتها!!
لم تنتبه لابنها الأكبر عبود.. وهو يتسلل خلفها ويتحدث بصوت مبحوح:
- يمّه.. ماذا تفعلين في موبايلي؟
حدجت أم عبود ابنها بنظرات مذهولة: هه؟ موبايلك؟
تنحنح بحرج وهو يسحب الجوّال من بين يديها المخدرتين بهدوء ويفتعل ضحكة ركيكة:
- اه سوري والله.. نسيته هنا وأنا أركض لأرد على صديقي الذي كان بالباب. تحتاجين شيء؟ متى يجهز العشاء؟
وتسلل راجعاً للخلف بضع خطوات ثم هرول لغرفته مغلقاً الباب!
أم عبود تقف كخشب مسندة.. وقد تحوّل عقلها لشاشة تلفزيون انتهى وقت بث برامجه.. وقلبها يدق بالتصوير البطئ..
ثم قفزت من مكانها كالملسوعة عندما سمعت صوت أبي عبود يأتي من غرفة النوم بعد أن انهى استحمامه:
- ما شاء الله على الروائح.. زمان على هذه الطبايخ الحلوة!
أم عبود تشهق بسعادة وقد تبخرت داعش والقاضي وصديقاتها الثلاثة.. وتجاوزت المترين بقفزة واحدة الى المطبخ وهي تصيح بانفعال:
- فديتك.. ثواني ويكون جاهز.. أنا كم أبو عبود عندي!!
(ملاحظة على الهامش: عبود وأبو عبود عندهما أيفون 6 سيلفر!)
(ملاحظة على الهامش الآخر: القصة خيالية.. لكنها واقعية بشدّة.. تراهني؟ 😉)
قصة حقيقة وصارت معي …..بس للاسف الجوال كان لزوجي مو لابني ….وكان قصمة ظهر حقيقة لي …..صبرت في البداية…..حتى قدرت استوعب …… وبعدين واجهته ……وعشت اسوأ ايام عمري وانا بفاضل… اقرئي المزيد »
أكيد القصة من الواقع!!!.والشك والظن يتكرر
فعلا القصة محيرة و نحتاج تعليقك. التجسس لا يجوز البتة و عليها أن تثق به كما يثق هو بها. في انتظار تعليقك بارك الله فيك
وهل تصرف الزوجة صحيح لتفتش في جوال زوجها لتجد وتتأكد من عدم خيانته او وجود أي امرأة أخرى بحياته ، أم تجعل الأمور تسير وهي لاتعلم عن شي أم أنها… اقرئي المزيد »
يجب على الزوجة ان تثق بنفسها اولا …وتثق بزوجها ولاتجعل للشيطان مدخل بينهما …
وتحسن ظنها بزوجها مهما حصل.. فهذه الثغرات هي مداخل الشيطان
ممكن تكون اشارة ربانية للزوجة ان تعتني بنفسها قبل ان يقع الفاس بالراس. يجب ان لا تمر على الحادثة مرور الكرام وتراجع نفسها وتزيل الغبار عما ابلاه الزمن والتقدم في… اقرئي المزيد »
انفعلت معاها واتعصبت وارتحت وبردت اعصابي لما عرفت انه ما خانها
اكبر ذنب نرتكبه في حق ذواتنا هو ان نعيش لغيرنا ولو كان الزوج او حتى الاطفال. نعيش لذواتنا قبل كل شيء والعائلة تكون جزءا مني تكملني لا تسحقني.
من منظور نظرية المؤامره بداخلي
اتفق الاب مع ابنه علي ان يخبر والدته ان هذا الهاتف له
مقابل الايفون6 الذهبي
🙂
شكرا استاتي علي الطرح المتميز وقصه حقيقيه بالفعل
الله المستعان .. يصل بنا الحال
إلى هذا الحد ..
مستعدة تقيم الدنيا ولا تقعدها عندما يكون
هاتف زوجها
ولا يهم الامر بشيء إذا كان هاتف الابن ؟؟
نقطة مهمة لم انتبه لها
مستمتعةبالقراءة و لي عودة
بما ان الاب و الابن لهما نفس الايفون ممكن اللد مخربظ بتلفون والدو ويطلع الاب يعرف هذه المراة
لكن ماذا فعلا لو كان زوجها يخونها….كيف ستنتهي القصه…وما التصرف الامثل