حديثي اليوم كما هو واضح من عنوان مقالي.. عن دورات صارت موضة دارجة هذه الفترة.. ولا يكاد يخلو واتساب امرأة عربية منها..
انها دورات الفاست فود.. او الوجبات السريعة..
لماذا أطلقتُ عليها هذا الاسم؟ (ومعلش حقوق الاسم محفوظة منعاً للطش والاستهبال)
ببساطة.. لأنها تبدو لكِ دسمة من الخارج (الدعاية والإعلان يعني).. ولكنها في الحقيقة لا تسمن ولا تغني من جوع..
فقط تسبب لكِ الإدمان.. واللهاث خلف المزيد منها.. في حين أن عقلك لا يستفيد منها حقا، وهي مجرد “إشباع” نفسي و “بريستيج” وهمي تضيفينه لواجهتك الاجتماعية او الثقافية.. او هكذا تعتقدين!
وحديثي هنا لن يكون عن ما يسمين أنفسهن “استشاريات” او “مدربات” على منصات الواتساب.. لأنو بصراحة.. الاستشارة والتدريب شيء.. وهن شيء آخر.. لأن مفهوم الاستشارة والتدريب في عالمنا النسائي قد أصبحا أشبه بسلق البيض.. او صنع سندويشة همبرغر.. لكن العتب ليس عليهن.. وانما على من لا تعرف الشبه بين دورات الواتساب وبين سندويشة الهمبرغر..
وهي أنتِ!
شوفي عزيزتي..
إن كنتِ لم تدخلي مغامرة أخذ الدورات المجانية او المدفوعة على واتساب.. فحديثي ليس لكِ.. يمكنك الاستمتاع بفنجان شايك او قهوتك وتجاهل بقية المقال تماما..
أما ان كنتِ منهن.. فلن أتفلسف عليكِ كثيرا.. بل سأضع لكِ الوقائع في أبسط صورة.. لتعي تماما ما نوع الدورة (الوجبة السريعة) التي تتناولينها حاليا..
1. دورات التنويم المغناطيسي
وهذه تشتهر فيها البعض.. فهي كـ”استشارية” تقدم لكِ عدة مقالات.. او حتى قصص استثنائية.. لإسالة لعابك.. وإشعارك بالحاجة الرهيبة لدوراتها.. هي تقدم لك المعلومة او تقنية التغيير التي تحتاجينها بالقطارة.، لن تقدم لكِ شيئا كاملا على الاطلاق حاشاها.. بل ستعمد الى تنويمك مغناطيسيا بأسلوبها الأدبي البديع وأحداثها الخيالية المشوقة.. لتتبعي كل كتاباتها.. فتشعرين أنك بدونها ستضيعين ويضيع زوجك منك.. وأنكِ ان لم تلتحقي لدورتها سكر ودورتها عسل ودورتها قشطة.. فسيطير زوجك.. وسيطير عقلك معه… وأنك لن تفهميه كل الفهم.. ولن تفلحي في مشروع الزوجة الغنجة الدلوعة.. الا بتلقفك معلومة من دورة عسل.. واستشفافك لفكرة من دورة قشطة.. حتى تستطيعين رسم صورة كاملة لما عليكِ فعله.. حاجة هيك أشبه بتركيب البازل.. قطعة من كل دورة يعني!
والمصيبة.. يفلس جيبك بدخول دوراتها كلها… عسى أن تجدي الحل السحري الذي يعيد زوجك إليك.. وتيجي تطبقين ما جمعته من دوراتها.. فتخربين الدنيا.. وتبكين على الأطلال لا تفهمين السالفة.. ولا أين المشكلة.. لأنها ببساطة انسانة شبح.. لا تتواصل معك مباشرة.. ولن تتواصل!
2. دورات التجميع والتلخيص
وهذه يا عزيزتي تخصص الكثيييييييير من الفاضلات ممن يحملن لقب “استشارية” أو “مدربة”.. فهي نظرت فوجدت الموضة هابة في الجميع.. وتلفتت ووجدت لديها الكثير من وقت الفراغ.. والكثير من داتا باقة الانترنت..
فقررت دخول المعترك.. وخوض المنافسة.. بأن تقوم بلفة سريعة على أفضل الكتب الموجودة (كتاب او اثنين بالكثير) وأفضل المواقع المعروفة (يفضل المنتديات النسائية).. فتجمع مادة دورتها.. وتضيف لها نكهات فيديو اليوتيوب.. وصور جوجل.. فتتشكل دورة الهمبورغر.. وتقدمها لكِ على أساس أنها ابتكارها الخاص.. وجهدها الشخصي (بالطبع جهدها فهي تعبت في اللف والتجميع والتخليص لخاطر عيونك).. ولن تكلف نفسها.. ابتكار أي جزء حقيقي عائد لها.. فيكفيها أنها نقحت وكتبت بأسلوبها الفريد.. الذي يجعل دورتها ملكية حصرية لها. في حين أنكِ لو قمتِ بلفة بسيطة في منتديات الزواج.. او التربية.. او مواقع اليوتيوب.. او المدونات.. لوجدتِ نفس المحتوى.. أقل أو أكثر!
3. دورات الكوبي بيست
وصاحبتها قد تكون استشارية جيدة (خليط من دورات التجميع والتنويم المغناطيسي).. لكن جودتها مثل جودة معلمة الصف المحترفة.. التي تحفظ المنهج لسنة.. وتقدمه مكرراً 30 سنة!
فهي تتعب في المرة الأولى فقط في تقديم دورتها.. ثم تضع ساقا فوق الأخرى.. في الدورات التالية.. لأن كل ما عليها هو عمل كوبي بيست لكل المحتوى.. وتقديمه كما هو.. بغض النظر عن احتياجات من أمامها.. فخلاص ما دام من أمامها لم تدخل دورتها مسبقا.. ما الداعي لتغيير المحتوى؟ حتى لو خرجت نظريات جديدة.. او أساليب متطورة في التغيير.. ما الداعي للتجديد طالما ان المشتركة راضية وعاجبها؟
وربما على سبيل الأكشن.. قامت بعمل كوبي بيست لنفس الأسئلة بالدورات السابقة مع اجاباتها (في حال لم يصلها أسئلة جديدة ولإعطاء الإيحاء أن هناك تفاعل كبير مع دورتهاا).. ومين أصلا ستعرف من سألت ماذا!!
4. دورات التسويق
وهذه طريقها الأصعب ويحتاج الى النفس الطويل.. لكن النتائج مجزية جدا.. فهي تبدأ بحساب فيسبوك أو انستقرام.. وتبذل جهدا خرافيا لجمع أكبر عدد من المتابعات.. بالالتزام التام بوضع خواطر.. او فقرات.. او نصائح.. او صور.. او فيديو.. او استشارة وصلتها على الخاص وتطلب من المتابعات الرد عليها.. ويا حبذا لو كانت استشارة تقطع القلب.. او تضرب مشاكل المجتمع في الصميم! وهدفها الوحيد هو جمع قاعدة لا بأس بها من المتابعات.. وتتظاهر بأنها فاعلة خير.. فتقدم خدمات نبيلة على غرار “معا نعمل” أو “معا نترقى” أو “معا نقتات على جهود الآخرين”.. لتقدم ما رخص وكثر من المقالات او الدورات المجانية على الانترنت… على سبيل نشر العلم لا غير.. دون أي اعتبار لمن كتبت المقال وما هي حقوقها فيه.. ودون حتى بروتوكول كلمة “منقول” الذي كان متعارفا في أيام المنتديات النسائية. المهم ان تقدم المقالة او الدورة المجانية على منصتها.. ثم يتبعها مباشرة ارقام التواصل لحساب الخدمة بهدف التشجيع على النشر وزيادة قاعدة المتابعات..
وهنا.. لديها خياران في متابعة مشوارها:
أ. الاعلانات المدفوعة
وهي الطريق الذي يستهوي الغالبية ممن لا يردن الدخول في وجع رأس تقديم الدورات ومتابعة المسجلات وتحويلاتهن المالية. فتكتفي باستقبال الاعلانات المدفوعة من الأشخاص والشركات على منصتها (فيسبوك او انستقرام او واتساب او سناب شات)، لتربح مبالغ خرافية وهي جالسة في بيتها ومرتاحة.
ب. دورات الاستضافة
بأن تجذب غيرها من مدربات الهمبورغر.. ليقدمن اعلان دوراتهن (في واتساب) عبر منصتها وتحت اشرافها.. وهي بذلك تشترط على المدربة الضيفة أخذ نسبة من أرباحها، وحضور دوراتها، والاشراف على الداخلات والخارجات منها.. وبذلك تزداد خبرتها في فهم “أصول المهنة”.. لتنتقل بعد ذلك الى مرحلة تقديم دوراتها بنفسها.
ولا مانع لكل من وردت أمثلتهن أعلاه من تلميع سيرتها المهنية العظيمة بلقب “المستشارة” او “المدربة” وهي المسكينة لا تدري ماذا تعني كلمة مستشارة ولا مدربة..
هو الكل صار يلقب نفسه هيك… فهي ماشية مع الكل..
فإذا يا ستي تحضرين إحدى الدورات أعلاه.. فها قد عرفتِ الآن سر كواليس المطبخ لتحضير طبق الهمبورغر لكِ..
وإذا كنتِ أنتِ مشروع مدربة وجبات جاهزة من إياهن.. فها قد اختصرتُ عليكِ الطريق.. وأعطيتك أسرار الطبخة من أولها..
وإذا كنتِ إحدى “الاستشاريات” او “المدربات” من المذكورات أعلاه.. فمعلش يختي.. خربت عليكِ أسرار مهنتك..!
طيب.. السؤال الأول الذي يتوارد في ذهنك الآن:
من أين أتيتُ بالكلام أعلاه؟؟؟
والجواب بسيط ☺
أنني تعاملتُ مع جميع المذكورات أعلاه بلا استثناء!
تعاملتُ مع مقدمات وجبات الهمبورغر.. بجميع أنواعهن..
ولعبتُ دور الزبونة (أو الطالبة).. التي تذوقت أغلب وجباتهن.. بكامل وعيي وإرادتي!
وهي بصراحة تجربة استثنائية تستحق الكتابة عنها..
فقلما تجدين من تدخل الدورات.. ليس بغرض أخذ العلم.. وإنما بغرض معرفة كواليسها.. من مميزاتها وعيوبها.. وأسباب إدمان النساء عليها..
ولربما خطر في بالك السؤال الثاني:
اذن ما هو الفرق بين الاستشارية والمدربة؟
ما هو الفرق بين التعليم والتدريب؟
ما هو الفرق بين تدريب سلق البيض.. والتدريب الحقيقي في عالم الواتساب.. او الاونلاين؟
من الآخر…
ما هي الشروط التي يجب توافرها.. لنقول أن دورة الواتساب هذه.. هي دورة تدريبية.. بالمعنى الحقيقي؟؟؟
الإجابة بصراحة لن تخطر ببالك.. (وليس من مصلحة الاستشاريات والمدربات الفضليات أن تعرفينها أصلا)
ولكن فقط كبداية لأساعدك..
اعيدي قراءة مكونات المنيو أعلاه.. وستجدين جزءا من الاجابة..
تتحديني؟ 😉
الآن فقط عرفت سبب فشلي في هكذا نوع من الدورات كنت أظن أن السبب عيب في شخصيتي فكنت أشترك و كلي حماس و اندفاع و مع ذلك كنت أرى نيران… اقرئي المزيد »
بحكم كوني خريجة الدورة المجانية القوة الناعمة، التي لم و لن أجد لها مثيلاً ، يقتصي العرفان بالجميل و الكرم أن أتكلم عنها هنا الحمدلله أن يسر لي دخولها و… اقرئي المزيد »
أتفق مع كل ما كتبتهِ في هذه التدوينة أستاذة خلود. بخصوص الجمع والتلخيص، فحقيقة لا أرى هناك أي مانع، خصوصًا أن هناك الكثير من النساء لا تتقن اللغة الإنجليزية أو… اقرئي المزيد »
أشكرك على تعليقك أخت زينب.. ياريت فقط تشيري لي بالمقالات الموجودة في استروجينات وتعتقدين انها ترجمة مصادر اجنبية. لانه حاليا كل المقالات المأخوذة من مصادر وضعت لها مصادرها وقت كتابتها…… اقرئي المزيد »
انا واحدة ممن سرقت اموالهن .. فيه شيء واحد يميزك عن الاستشاريات اللواتي اقرا لهن انك خارج الخليج العربي وتدربين بعين الاوربين ..حضرت كم دورة مجانية لفرنسيين ووانجليز كثير واقعيين… اقرئي المزيد »
لقد أصبح نفسك ساخنا في مقالاتك الأخيرة لكن معك حق الله يعوضني خير على ما خسرته في دورة (الكوبي بيست) نفسيا و ماديا. بصراحة استغلال حاجة الناس لتطوير نفسها بهذه… اقرئي المزيد »
أستاذتي العزيزة انا اقدر كل ما كتبتيه وفعلا كم من دورات أخذتها في المنديات ولم أستفيد منها لأنهم مثل ما قلتي لا يتواصلوا معك مباشرة .. انا قرأت لك في… اقرئي المزيد »
إذا تكلّمنا بشكل علمي وعملي فلا يمكن التأكد من أية معلومة موجودة على النت أو وسائل التّواصل خاصة إذا كانت عامة وضبابية وتقديمك لنفسك في هذا الموقع مثال على ذلك… اقرئي المزيد »
شكرا لمرورك واحترامك المغلف. يمكنك مراجعة كتاباتي من عام ٢٠٠٦ على الانترنت وحتى اليوم باسمي وباسم مرج الزهور. يمكنك مراجعة المؤسسات التي درست او عملت فيها او طلب صورة من… اقرئي المزيد »
احترامي لك ليس مغلّفا أنا بالفعل أحترمك لأنّي أتابع المدوّنة منذ سنوات قد لا أكون متّفقة معك في عديد الأمور لكنّي أحترم اجتهادك. كلّ ما أعرفه عنك هو ما تكتبينه… اقرئي المزيد »
شكرا لكِ شمس. لقد ذكرت بوضوح في بداية المقال لمن أكتبه. ووضعت انواع الدورات المطروحة. فاذا كنتِ ممن لا يحضر هذه الدورات فالمقال ليس لكِ. كما أنك تتابعيني عبر المدونة… اقرئي المزيد »
العزيزة شمس بالبحث قليلاً في المدونة تظهر لك شهادات أ خلود و اعتمادها مدربة عن بعد و مستشارة بالإضافة إلى معسكرات القيادة و الأمومة هي أكبر إنجاز أصعب تحدي، و… اقرئي المزيد »
أستاذة لا تستائي منهن فأنت الأصل و الباقي تقليد لا تعجبك كثرة المتابعات و الأموال الطائلة التي تجمعها فالله شاهد على كل ما تفعله…أنا طبيبة و لا أجني مالا لأنني… اقرئي المزيد »