بقلم أ. روان درّس
أيام الإجازة
أيام الإجازات من أهم الفرص لدينا لاستخراج كنوز حب الله و رسوله القابعة في أعماق أبنائنا ، لكننا نهمل هذه الفترة ، نكره طولها، ونتذمر بسببه.
نتأفف ليلا نهارا من وجود أطفالنا حولنا طول الوقت ، ولم ندرك للحظة أنها أهم سلاح لدينا لغرس حب الله ورسوله في قلوب أطفالنا.
قبل أيام ، جلست أتابع مع ابنتي أفلام الكرتون التي تشاهدها ، لم تكن إلا عبارة عن طفلين يتباريان بسيارتيهما اللتين تسيران وفقا لجهازي تحكم في يديهما.
سرحت بخيالي حينها ، ومن ثم نظرت لابنتي التي لم تتجاوز الرابعة من عمرها بعد، فتبين لي مدى التشابه بينها ، وبين السيارة تلك!
كيف ذلك؟
فكري بالرابط العجيب بينهما!
أليست السيارة بحاجة إلى جهاز تحكم مزود بالطاقة لتنطلق؟
أليست بحاجة ليد تحرك هذا الجهاز ، لتسير؟
وهذا ما تحتاجه ابنتي بالضبط ، وكذلك أطفالكم.
فهي بحاجة لقلب مزود بطاقة حب الله ورسوله، وعقل يدبر سير ذلك القلب ، ومن بعدها تسير سلوكياتها في الإتجاه الصحيح وبالسرعة المناسبة.
هل عرفت الرابط الآن؟
جهاز التحكم هو القلب ، والميسر له المسيطر على تحركاته اليد وهي العقل ، أما السيارة فهي سلوك الطفل.
لكن أفضل الأمهات منا، من تختار الوقت الصحيح لتزويد قلب أطفالها الصغار بطاقة حب الله ورسوله.
وأفضل الأوقات لذلك ، هي الإجازة.
كيف ذلك؟
ببساطة : اكسري الروتين .
اقلبي البيت رأسا على عقب ، ليعلم الطفل أن الإسلام مرن ، فكما أنه أوجد وقت الجد ، فهو سهّل وقت اللين.
علينا الاستمتاع بالإجازة ، وعلينا أن نعطيها حقها ، لنواجه فصلا دراسيا قادما بحماس وحب.
وإليك بعض تجاربي مع طفلتيّ في أيام إجازتنا ، مع أنهما ما زالتا صغيرتين ، إلا أنهما تذهبان إلى الحضانة ، بسبب عملي خارج المنزل .
وتذكري أخيتي :
مثلما أعامل طفلي يكون.
أي أنني إذا عاملته على أنه طفل صغير ، ستبقى تصرفاته طفولية، أما إذا تحدثت معه وتناقشت على أنه أعقل من سنه، ستبهرني تصرفاته، ربما لا يفهم الآن ما أقول له ، إلا أنه يخزن كل ما يسمع ، ويخرجه فجأة دون سابق إنذار.
في أول يوم للإجازة:
* نجلس معا ، وأوضح لهما سير أيام الإجازة ، وأنها خالصة لوجه الله تعالى، أي أن كل ما نقوم به من أنشطة ما هو إلا لنتسلح لفصل دراسي بقلب محب وسعيد.
* بعد هذه الجلسة، نذهب لزيارة أفضل مكتبة حولنا ، ونشتري المواد الخام لصنع أعمال يدوية،
لأن الطفل يفرح بما تصنعه يداه مع أمه أكثر بألف مرة من أغلى لعبة تشتريها له.
ومن هنا نبدأ انطلاقتنا…
* نزعت جدول التعزيزات والعقوبات؛ فكل ما في هذه الإجازة مسموح بما أنه يرضي الله ورسوله عليه الصلاة والسلام.
* أصبحت إذا أردت شيئا من إحداهما لا أطلبه مباشرة ، بالأمر ، بل أقول لهن من المتميزة التي تحب الله ورسوله ستفعل لي كذا لتأخذ الحسنات؟
فتتهافتان على تحقيق ما أريد.
* أقوم بأعمال المنزل بمساعدتهما ، وذلك بإعداد حفلة ( أجواء احتفالية وأناشيد ومرح) ، وقبل أن نبدأ ، أقول لهما : علينا تنظيف البيت لأن الله نظيف يحب النظافة، فنرتب البيت بفرح وسعادة غامرين.
* أدخلهما معي المطبخ كلما أردت إعداد الحلوى ، لتساعدانني في صنعها ، وأقول لهما : أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يخبز لأهل بيته ويقول لنا في حديثه: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي).
* لنا كل يوم جولة في الأعمال اليدوية البسيطة ، فمرة نقوم بصنع فراشة ( فراشة الإسلام)
ومرة نصنع نحلة الإسلام ، وأخرى زهرة ، إلى أن نصنع حديقة الإسلام ، وأسرد لهم عليهم القصص الخيالية التي تغرس القيم ، والمحبة .
* أصنع لهما دفتر تلوين ، بدلا من الدفاتر التي في الأسواق ، صورا فيها أخلاقنا الاسلامية ، تقاليدنا، وأجعلهما تلونانها مرة بالألوان ، ومرة بالبصمة ، ومرة بالمعجون الذي أصنعه لهما ، ومرة ببري الأقلام.
وأسرد لهما قصة عن كل رسمة ، أو حتى كلمة عابرة ، لكنها تخزن لديهم.
لدينا أيضا رحلة مع مسرح الدمى، يمكن أن نشتري دمى القفاز من السوق ، أو نصنعها بأيدينا، ونحن جربنا كليهما.
أستخدمهما في تحفيظهما القرآن ، لإصدار توجيهات معينه بطريقة مرحة ، نلعب بها لمجرد التسلية وأبث خلال اللعب القيم بمرح و مزاح.
* أشاهد معهما البرامج التلفزيونية .
* هناك وقت لدينا لممارسة الهوايات ، وبما أن ابنتاي صغيرتان ، لاتدركان معنى هذه الكلمة ، فإنهما تقلدانني كيفما أعمل في هذا الوقت، وأوضح لهما أن لنفسك عليك حقا.
* أما ليلا : فأسمح لهما بالسهر ، لتنعما باللعب مع والديهما، الذي لا تريانه كثيرا أيام السنة الدراسية، كما أننا ننام في مكان ،وفراش واحد ، على الأقل ثلاثة أيام أسبوعيا، و ذلك فقط في الإجازة.
* قبل النوم نعد خيمة من الفراش نضيئها بمصباح صغير ، ونروي قصة النوم.
أحداث لاتنسى في ذاكرة الأطفال، سيتشبعون حبا لله ورسوله عليه الصلاة والسلام ؛ لأنهم يرون الأفعال ، و ليس الأقوال فحسب ، فينمي داخلهم طاقة قوية و كافية لبدء فصل دراسي جديد بكل نشاط ، وهم يترقبون الإجازة القادمة ومفاجآتها بشغف ومرح.
أعجبتني الفكرة جدا يا روان ..
لكن كيف أتفق مع بناتي في عمر الثماني سنوات ألا يكثرا من التلفاز واللعب على الموبايل ..
السلام عليكم أختي العزيزة روان أسأل الله ان يجزيكي خير الجزاء على هذه المقالات الرائعة وأحب ان أبشرك ان ابنتي وبفضل الله اولا ثم توجيهاتك لم تعد تطلب خلع الحجاب… اقرئي المزيد »
الحمد لله الذي بفضله تتم الصالحات وثقس اخية لولا الغرس الطيب منذ البداية لما استجابت ابنتك بهذه السرعة أما بالنسبة لطلبك بأن لا أنسى من هم في بدايات المراهقة فهذه… اقرئي المزيد »