(( وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىوَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ))
المائدة (8)
إن أكرمكم عند الله أتقاكم..
لطالما نرددها عندما يُعاب علينا.. او يُعاب أحد أمامنا.. فنحنُ حقاً لا ندري ما هي سريرته..
ولا ندري ما الذي بينه وبين الله..
وكأننا نحسب.. أن التقوى أمر قلبي فقط!
وكأن التقوى.. هي ما بيني وبين ربي.. ولا علاقة لها بما بيني وبين الناس…!
آية اليوم.. آية تثير الشجون..
آية تنسف مبادئ موروثة.. متعاقبة.. ورثناها جيلا عن جيل.. وموقفاً عن موقف..
آية تنسف التحيز.. وسوء الظن.. والتعميم الجائر..
لترفع عالياً راية الإنصاف!
متى كانت آخر مرة أنصفنا فيها الآخرين من أنفسنا..؟
دائما؟ بعض الأحيان؟ نادرا؟
اممممم..
إذا قلت لكِ أننا مجتمعات عاطفية.. تفور وتخبو بسرعة..
وإذا أضفت أننا مجتمعات فئات وجروبات وتحزبات وتحيزات.. واحنا الصح وغيرنا غلط!
وأذا بهّرت لكِ فوق ذلك كله.. أننا مجتمعات مظاهر.. نحكم على ما نبصر ونسمع فقط!
تجدين أن لديك الآن أفضل وصفة جاهزة.. لتخبزي الظلم.. وتروجي له في المجتمع..
ابتداء بظلم نفسك!!!
تنفقين الآلاف.. لجمع الشهادات الصورية.. وحضور أمسيات أو دورات…
تنفقين المئات.. على كتب التنمية الذاتية…
تنفقين $$$ (بين قوسين: ما يعلمه الله) على ديكورك الخارجي.. للإيحاء بأنك شخصية هامة!
لكن نفسك للأسف.. خاوية على عروشها!
ما قدرتِ نفسك حق قدرها..
ولو قدرتِها.. لاكتشفتِ شغفك.. وسبب وجودك على ظهر الأرض..
وشمرتِ ساعديكِ تعمرين.. دون توقف!!!!!
لكنكِ تفعلين ما تفعلين.. في ماراثون وهمي مع غيرك..
غيرة.. تنافس في اللاشيء.. لهاث يومي.. مقارنات لا تنتهي..
دون فعل حقيقي.. دون تغيير.. دون إنجاز.. دون نتيجة!
متى كانت آخر مرة أحببتِ نفسك وتقبلتها؟؟
متى كانت آخر مرة.. شعرتِ أنك ها هنا.. لهدف عظيم.. لن يفعله سواكِ؟؟
متى كانت آخر مرة شعرت.. ولو لمرة واحدة.. أنك عدد لا يقبل الضرب او القسمة؟؟؟
متى كانت آخر مرة.. أنصفتِ نفسك.. من نفسك؟
***
“اعدلوا هو أقرب للتقوى…”
وحكاية حلال عليكم حرام على غيركم.. لا تنتهي..
زوجة ابنك.. التي تستكثرين عليها زيارة أهلها كل شوية..
تستكثرين عليها حسناتها ومميزاتها.. وتكبرين بمجهر 20X أي غلطة تسويها..
تستكثرين عليها طلعاتها ونزلاتها والشوبينغ بالاسعار الفلانية..
تستكثرين سفراتها مع ابنك.. وطلبها تترك أولادها عندك!!
تستكثرين انبساطها مع صديقاتها..
تستكثرين عملها في وظيفة.. أو استكمالها للدراسة..
لكن ابنتك.. يا سعدها ويا هناها.. عندما يدللها زوجها..
يا سعدها وهناها عندما تزورك يوميا..
يارب يهنيها بملابس الماركة الفلانية والساعة الماركة العلانية..
يارب يرزقها الوظيفة الحلوة.. أو تكمل دراستها حتى الدكتوراه.. ومالو….
يارب تلف أوروبا وامريكا وقارة افريقيا.. وترمي أولادها عندك.. على قلبك زي العسل!
المهم يختي تكون مبسوطة..
فأين الإنصاف في المشاعر والمعاملة؟؟
***
“اعدلوا هو أقرب للتقوى…”
تأتيك رسالة على الواتس.. او الفيسبوك.. وياااا كثرها..
قصة غريبة.. لا تدخل العقل..
أو حديثا ما.. لو كررته او فعلته.. تفتح لكِ خزائن السموات والأرض..
أو نكتة بذيئة.. تتمسخر على نوع من البشر (جنسية معينة)..
تقرئين أول سطرين.. ينشرح صدرك.. وما تصدقين.. شييييير.. او برودكاست لكل من عندك!
أين الإنصاف في التثبت؟؟؟ “إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا..”
وصلني منشور عن فلان يعالج بمركز ما مرض السرطان.. ووصفة طبيعية طويلة عريضة..
مع رابط للمركز.. ورقم تليفون..
الرابط وهمي… ورقم التليفون شخصي..
وآخر البوست: ملاحزة 👈🏼تم الاتصال بالمركز والتثبت من الموضوع!!!!!!!
ووصلني منشور آخر.. عن مضار النسكافيه.. وأنه يسبب السرطان.. وامراض القلب..
وأمريكا تمنعه.. لكن تصدره لدولنا فقط.. (لأننا خرفان).. فوجب الحذر!
وبنهاية المنشور اربعة روابط للإيهام بمصداقية الخبر..
فتحتها كلها.. رابطين لا علاقة لهما بالخبر.. ورابطين يتحدثان عن مضار القهوة عموما.. وليس النسكافيه..
ولا يوجد أي رابط حكومي عن منع النسكافيه في أمريكا!
غير ذلك المئااااات من نشر وإعادة النشر الفوري لأحاديث مكذوبة أو موضوعة أو ضعيفة!!
أين الإنصاف في النشر؟؟
***
“اعدلوا هو أقرب للتقوى…”
تهلكين الخادمة لتعمل 20 ساعة … وفي رمضان 28 ساعة..
7 أيام في الأسبوع..
12 شهراً في العام..
حتى عودتها لديارها!!
وحدثي ولا حرج عن أسلوب المعاملة “اللطيف” من كل أفراد البيت!!
وكأنها مكينة أو آلة ميد إن فلبين أو اندونيسيا!!
وليست بشراً من لحم ودم!!
أين الإنصاف في الإنسانية؟؟
***
“اعدلوا هو أقرب للتقوى…”
“فانكحوا ما طاب لكم.. مثنى وثلاث ورباع..”
هذه الآية لا يتذكر بعض الرجال (وربما أغلبهم) من أمور دينهم إلاها..
اذا أضفنا لها بالطبع حديث “ناقصات عقل ودين”..
ليس لأن الكتب الدينية لم تكتب غيرها..
ولكن لأنه لا يتوافق مع هواهم في مجالسهم ومع زوجاتهم سواها!!
فتأتيني استشارات يدمي لها القلب..
لزوجة أولى.. أصبحت كومة بشر مهملة.. لا نفقة.. ولا مشاعر.. ولا حياة..!
ولزوجة ثانية.. كانت مغامرة سريعة.. تصبح بعدها معلّقة.. بدون أية حقوق أو واجبات..!!
يتزوج أخينا الواحدة تلو الأخرى.. ويقول: حلالي.. من حقي.. إنتي مالك؟؟؟
ولا يعلم أنه عندما يميل لزوجة على حساب أخرى…
أو يعطي زوجة ولا يعطي الأخرى..
أو يضم لصدره زوجة.. ولا يضم الأخرى..
فإنه يأتي على الصراط وشقه مائل (وفي علم الفيزياء الوقوف على صراط بحد الشعرة مع الميل يعني سقوطا أكيدا لقعر جنهم!)
أين الإنصاف في الحقوق؟؟؟
***
“اعدلوا هو أقرب للتقوى…”
وفلان (فلانة) شيخك.. يتحدث عن أمور دينك فينزل كلامه كالماء البارد على قلبك..
أو علان (علانة) قدوتك.. تسمعين لمحاضراته أو كتاباته.. وتتغير حياتك بسببه..
ثم يغلط غلطة.. أو تذاع عنه إشاعة (لم تتثبي منها أصلا)..
فيدخل البلوك ليست..
وتدعي عليه أنتِ ومن معك.. باللعن والطرد من رحمة الله..
يا ستي نحمد الله أن الجنة والنار ليسا بيدك ولا بيد من معك.. والا كان هلكنا كلنا!!!
لكن من أخطأ يتوب بينه وبين ربه..
ومن جانب الصواب مرة.. فقد كان مع الصواب مرات عدة…
وهم بشر.. لهم محاسنهم.. كما أن لهم عيوبهم…
أم أنكِ خلقتِ أنتِ ومن معكِ.. ملائكة منزهة.. لا تخطئ ولا تزل؟؟؟!!
أم أنكِ اعتليتِ مسرح الحياة.. وعمّرتِ الأرض.. ونفضت الدنيا بغبار إنجازاتك..
ثم كانت منكِ استراحة محارب.. لتمسحي عرق جهودك (بالعربي قاعدة أمام التلفزيون تفصفصي لب)
فتلتفتي إلى فلان أو فلانة.. متناسية أفضالهم عليكِ.. وتغيرك بسببهم.. فتطلقي أحكامك:
هذا يصلح.. هذه ما تصلح.. هذا مادي.. هذه نيتها مش ولابد.. هذا كافر.. هذه مرتدة..!
ليش خير؟؟؟ أشققتِ عن قلب الناس ؟؟
أين الإنصاف في التعميم والأحكام على الآخرين؟
قال الإمام الذهبي -رحمه الله -:
“ولو أنا كلما أخطأ إمام في اجتهاده في آحاد المسائل خطأً مغفوراً له، قمنا عليه وبدعناه، وهجرناه،
لما تسلّم معنا لا ابن نصر ولا ابن منده، ولا من هو أكبر منهما،
والله هو هادي الخلق إلى الحق، وهو أرحم الراحمين، فنعوذ بالله من الهوى والفظاظة”
«سير أعلام النبلاء»
***
“اعدلوا هو أقرب للتقوى…”
إنصاف الأبناء..
إنصاف ذوي القربى..
إنصاف الغرباء..
إنصاف الشعوووووب الأخرى وعدم إطلاق الأحكام والتعميمات عليها..
“اعدلوا هو أقرب للتقوى…”
لا تجلسي في محرابك.. تتعبدين وتتزهدين في الدنيا..
تظنين أن التقوى ها هنا فوق سجادتك..
اخرجي أنصفي نفسك والعالم حولك..
تعلمي كيف تجادلين بإنصاف.. تحكمين بإنصاف.. تتعاملين بإنصاف..
حتى النصيحة والنقد.. تفعلينهما بإنصاف..
جاء رجل يريد اللحاق بالصلاة مع رسول الله.. فركع قبل وصوله للصف.. وشوش على الصحابة الآخرين..
فلما انتهى الرسول عليه الصلاة والسلام من صلاته.. التفت إليه وقال:
“زادك الله حرصاً.. ولا تعد.” (صحيح البخاري)
بس!
لم يغضب.. لم يشتط.. لم يبهدل.. لم ينتقد حتى!
شكره ودعا له بالاستمرار في الاهتمام. ونصحه مباشرة للفعل (بدون كلمة لكن.. بس.. أصلو..)
الدقة في اختيار الكلمات..
التركيز على المميزات..
ومحاولة تغيير الفعل.. وليس الشخص!
أنصفي الناس ولو من نفسك..
انظري لمميزاتهم قبل عيوبهم..
أحسني الظن بهم..
تثبتي قبل أن تحكمي واستمعي لكل الأطراف أولا..
تذكري محاسنهم وأفضالهم عليكِ..
خاطبي فيهم الأفعال واتركي شخصياتهم..
عيشي الإنصاف.. في كل حياتك..
ومع نفسك..
وتذوقي.. حلاوة التقوى❤
(شاركي بالتعليق في الأسفل أو على صفحة الفيسبوك: بخاطرة.. او تجربة.. أو قصة.. حول الآية المختارة.. لتحصلي على فرصة الفوز في مسابقة “ربيع قلبي ❤”)
أجد صعوبه في التعامل مع البشر ..لا افهم أي شخص اطلاقا ودائما أقع في ورطة مع أي شخص أتعامل معه ..لذلك لا أحب أن اتعامل مع أحد ارتاح في العزله.… اقرئي المزيد »
اللهم بارك.. أبدعت و أسهبت في استخراج العبر والدروس من هذه الآية فهذه الكلمات على بساطتها و اختصارها فهي حوت قضايا مهمة تعصف بالمجتمع المسلم تستحق كل منها خطبة أو… اقرئي المزيد »
في الحقيقة ما لفتنا في الاية الكريمة هو الجزء الذي يقول فيه تعالى (هو اقرب للتقوى) الكل يسعى لتحقيق التقوى حيث ان ميزان التفاوت بين الناس عند الله هو التقوى… اقرئي المزيد »
يجب علينا اولا ان نفهم مشاعرنا ولا تبدر فيها نتعلم الوسطية دائما واتخاذ الامور بشكل غير عاطفي يجب ان تفكر في مشاعر الاطراف الاخرى وتنصفها ولا تظلمها حتى النفس يجب… اقرئي المزيد »
أحب أن أقتبس كلماتك هذه : أنصفي الناس ولو من نفسك..انظري لمميزاتهم قبل عيوبهم.. أحسني الظن بهم.. تثبتي قبل أن تحكمي واستمعي لكل الأطراف أولا.. تذكري محاسنهم وأفضالهم عليكِ.. خاطبي… اقرئي المزيد »
حقيقة .. لطالما يحجب حبّنا الكبير لشخص ما، لقبيلة ما، لشخصية عامة أثرّت فينا على أن نغض الطّرف عن زلاّتهم وخصوصا العلنية أو التي قد لحق آذاها بأطراف أخرى ..… اقرئي المزيد »
” وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآن قَوْم عَلَى أَنْ لَا تَعْدِلُوا ” أَيْ لَا يَحْمِلَنَّكُمْ بُغْض قَوْم عَلَى تَرْك الْعَدْل فِيهِمْ بَلْ اِسْتَعْمِلُوا الْعَدْل فِي كُلّ أَحَد صَدِيقًا كَانَ أَوْ عَدُوًّا …… اقرئي المزيد »
سبحان الله العظيم أنزل الله قرآن لتسمو بها أرواح العباد وترتقي ولاتكون الا بتطهير القلب من الأمراض الباطنه (بغض ،سوء ظن، غيبه ،تجسس، جور وظلم……)نسأل الله تعالى العفو والعافيه في… اقرئي المزيد »
لو عاملنا ربنا سبحانه وتعالى بعدله لهلكنا..ولكنه يعاملنا بفضله..فاللهم عاملنا بما انت اهله ولا تعاملنا بما نحن اهله انت اهل التقوى وأهل المغفرة…
الموضوع طويل و ذو شجون،انه يلمس وترا حساسا في حياتنا و يشمل قصصا تدمي القلب احدها قصة معاناتي ..و لن اذكرها هنا. لماذا الظلم و قد قال الله رب العالمين… اقرئي المزيد »
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله …. العدل إنه ميزان الحياة والطريق الحق الذي لو طبقناه لكنا خير أمة وخير مجمتع ، لكننا للأسف قليل منا من… اقرئي المزيد »
اذا ما قيل الجور و الظلم تذكرتها،كنا اثنتين متحجبتين فقط انا وصديقتي بين باقي تلاميذها،في اول لقاء لنا معها اخبرتنا اننا نشبه العجائز بحجابنا ثم التفتت للبقية والقت عليهم سؤالا… اقرئي المزيد »
ماشاء الله عليك ا.إحساس …قصتك جميلة وكنتي انتي فيها منصفة ورحيمة مع معلمتك علي رغم من أفعالها …انتي مثال جمييل للانصاف بارك الله فيك وربي يزيد حرصك علي الخير والرحمة❤
اقدر فيك حبيبتي ام ريم معدنك الطيب.. وسردي لهذه القصة لم اقصد به ان اجمل نفسي على حساب تلك الاستاذة،فالانسان يتذكر فقط لما كان مظلوما في حين ينسى مظالمه هو،غفر… اقرئي المزيد »
جزيت كل الخير فعلاً تعددت المفاهيم والحقيقه واحده فهي جميعها تصب في بئر الظلم، سواء كان من الزوج لزوجته، ام الزوج للكنه ،الشخص لنفسه كله يندرج تحت مسمى واحد قال… اقرئي المزيد »
حقيقة شعرت بألم في قلبي عندما قرأت هاذا الجزء .. حقاً هاذا الموضوع يلامس كل تفاصيل حياتنا . واتوقع ان لكل منا قصص وليس قصة واحدة حول محور عدم الإنصاف… اقرئي المزيد »