الجزء السابع
((قُل لَّا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ ۚ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ))
المائدة (100)
ما أكثر ما تأتي الآيات لتفضح حالنا ونحن عنها غافلون..
هذه أكثر آية تأتي على الوجع..
وجع رمضان..
أتخيل رمضان يتحدث.. يفضفض.. يشكو.. ينطق!
يا وجع رمضان حينما زاحمت المسلسلات أوقات السحر..
يا وجع رمضان حينما زاحمت برامج التفاهة صفحات القرآن وكتب تدبره..
يا وجع رمضان حينما ضجت البيوت بقنوات الفساد تلعلع وسط الليالي المباركات..
لا يستوي الخبيث والطيب..
عندما يصل بنا الحال.. أننا نقتل الوقت.. بمشاهدة مسلسلات هذا الزمن..
ويح قلبي.. نعيب زماننا والعيب فينا.. وما لزماننا من عيب سوانا!!
نعيب على القنوات ومنتجي المسلسلات هبوط مستوى الفكرة.. والأداء.. والتقديم..
ونحن نمج التسالي في أفواهنا على قعدات التلفاز..
شوفي فلانة كيف نافخة براطمها..
شوفي الممثلة كيف زاد وزنها..
الممثل الفلاني مش زابط الدور..
مقدم البرنامج زودها شوي..
أحداث حلقة اليوم مفتعلة..
مش عاجبنا.. ومع ذلك مسلسل ورا مسلسل.. وبرنامج خلف برنامج..
ندعم القنوات في تفاهتها.. ونرسل لهم رسالة واضحة عبر أثير أجهزتنا التي يلتقطون اشاراتها..
أننا نشاهد!
مهما كانت السفالة المطروحة.. والوضاعة المحشوة في إنتاجهم..
سنظل نتابع..! وكأنه لا بديل لنا!!!
لا يستوي الخبيث والطيب..
تضج مجالس السحور والإفطار.. وصفحات التواصل الاجتماعي عن أحداث المسلسل الفلاني..
ما بين دهشة واستنكار.. أو فضول واهتمام..
ويتابع من يتابع.. بدعوى كشف المستور.. وفهم النفسيات التي أنتجت هذه السموم..
أو يتابع بدافع: من غير المعقول أنني الوحيد على ظهر الكوكب الذي لا يشاهد!!!!
أنا كنتُ منهم.. وتابعت مسلسلين قبل عدة أعوام (راجعي مقالي هنا)
وتحدثتُ عن مسلسل “العشق الممنوع” الذي أثار ضجة ولم يبق أحد لم يتابعه..
وكانت الفاجعة.. التي كشفت لي حجم الغيبوبة العقلية في مجتمعاتنا!!
ياااااااااااااه.. على زمن الطيبين..
زمن المتهجدين بالليل.. حتى نسمات الفجر..
يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم..
يحملون قلوب الشوق.. ونبضات الوجل.. وأنفاس الخشوع…
راحوا الطيبين.. الذين إذا “ذكّرتهم” بالله.. فاضت أعينهم بالدمع.. مما عرفوا من الحق..
واليوم إذا ذكرتِ أحداً بالله.. استنكر في وجهك وكأنكِ أهنتِ أسلوب حياته!!!!!
ماتت القلوب.. بسبب ما ران عليها من النكت السوداء..
اعتدنا مشاهد العري.. ومشاهد القُبلات… ومشاهد المكياج أبو كيلو ونص!!!
والمكياج قصة أخرى..
بل عمليات التجميل.. حكاية ولا حكايات ألف ليلة وليلة..
صار تعديل الأنف ضرورة اجتماعية..
ونفخ البراطم واجهة جمالية..
وحشو ال……….. مسألة مصيرية!
وما أكثر ما قابلتُ من النساء.. ترسم حواجبها بطريقة مريعة.. وهي مقتنعة تماما أنها سبقت الموضة!!!
منافسة شديدة في صيحات التجميل…
عبايات كانت سادة.. فأصبحت مزركشة.. فأصبحت مهلهلة تكشف كامل ساعد اليد.. فأصبحت شفافة ومحزقة وملزقة!
وشيلة (أو حجاب) كانت تستر.. فصارت واجهة شكلية.. يجب أن تطل منها “غرة” الشعر بغنج ودلال!
والحجاب المودرن.. الذي يلتزم في خشوع أعلى العنق.. ويقلب ديسكو أسفل الجسد..
بسبب الجينزات المحزقة والملزقة.. والبوديهات التي تفضح أكثر مما تستر!
لا يستوي الخبيث والطيب..
وفتن مواقع التواصل الاجتماعي.. التي تقيس قيمة الإنسان.. وفكره.. وحضوره.. بعدد اللايكات والاعجابات في بروفايله..
إحداهن تسخر من فلانة.. لتطاولها على علانة…
لأن علانة متابعاتها بمئات الآلاف.. وفلانة.. ما خرجت بعدها من البيضة.. لسه لم تثبت وجودها.. وتحشد خلفها جمهورها!!
يكتب أحدهم من قلبه.. يحمل هم الأمة.. فلا يلتفت إليه أحد..
ويكتب آخر سطراً من الشعر أو الغزل.. فيصفق له الآلاف من متابعي الهبل!!
على اليوتيوب ما أكثر السفاهة.. فصار على رأس كل منبر مشهور رويبضة..
متابعونه بالملايين..
إن تكلم أسمع.. وإن استهبل أضحك.. وإن صمت افتُقد.. وإن تفلسف صُفّق له!!
وعلى السناب شات.. نشاهد فلانة (المنقبة) وهي تتمطع مستيقظة من نومها..
وتسلم على الملايين من تحت لحافها..
تتغزل في متابعاتها.. وتنقل لهن “لايف” أحداث يومها الساخنة..
ما بين نوع أحمر الشفاه الذي ستضعه الآن.. وصور السناك الذي ستأكله الآن.. أو نوع شوزها الذي ستلبسه الآن!
لا يستوي الخبيت والطيب..
ولو أعجبك كثرة الخبيث..
صرعات كثيرة حولنا.. موضات متقلبة.. فتن تتساقط كما قطع الليل المظلم..
وما يجعلنا مغيبون عنها..
أن الكل يتابع.. الكل يلبس.. الكل يفعل..
فهل من المعقول أن كل هذا “الكل” على خطأ؟؟؟؟؟
لا أدري..
لن أجيبك..
لأن الله سبحانه وتعالى أجابك…
“ولو أعجبك كثرة الخبيث”!!!!
الكثرة ليس علامة الجودة.. ولا علامة السلامة..
يعرفنا الله سبحانه وتعالى..
يعرف النفس البشرية التي يسيل لعابها للكثرة..
كثرة الذاهبين في اتجاه ما.. وكثرة متابعينهم… وقد يكون سعيهم مثبورا..
في حين هناك فئة قليلة.. تسابقت في الخيرات.. وما سمع بها أحد.. فكان سعيهم مشكورا..
لا يستوي الخبيث والطيب..
“إن الله يخلق ما يشاء ويختار…”
فخلق سبع سموات.. وعدد لا نهائيا من الكواكب والنجوم والمجرات.. واختار الأرض..
وخلق ملايين البشر.. واختار الرسل..
وخلق 12 شهرا في العام.. واختار شهر رمضان..
وخلق 30 يوماً في رمضان.. واختار العشر الأواخر..
وخلق العشر الأواخر.. واختار ليلة القدر..
يخلق ما يشاء.. ويختار.. وليس الأمر بالكثرة.. فالصفوة هي من تبقى في النهاية!
السؤال هنا..
هل وسط كللل هذه الكثرة.. وهذا الزحام.. وهذه الفتن..
أرتقي أنا وانتِ لنكون من هذه الصفوة.. وهذا الاختيار؟
الجواب:
“فاتقوا الله يا أولي الألباب لعلكم تفلحون”
كل المسألة شوية عقل..
وبس!
سبحانه هو اصطفانا لنكون على الحنيفية السمحة فهو القال سبحانه ) هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم ابراهيم هو سماكم المسلمين من قبل) وتختم هذه… اقرئي المزيد »
يقول تعالى في سورة طه ” وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ۚ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ (131) وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ… اقرئي المزيد »
هذا الجزء أثلج صدري و (فش) قلبي. ولكأني أستلم رأسك تقبيلا رضا بما كتبت. الله يرضى عني و عنك يارب. لا أذكر أن الله مدح الكثرة قط فلا يركن إليها… اقرئي المزيد »
تعليق جميل
(كنتم خير امة اخرجت للناس )…… متى؟ الاجابة عندما كنتم (تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) للاسف واقعنا اليوم اصبح الركض واللهث خلف المنكر والسبب لان معظم الناس على هذا الحال… اقرئي المزيد »
(و من أعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا)
و الله لن يذوقوا الا الضنك
نسال الله لهم و لنا الهداية
و الحمدلله الذي عافانا مما ابتلاهم به
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا ريت بكتفو باتباع كل صيحة وموضة وهبل بالعكس هاي الناس بتكون متباهية في فسقها وفي موديل لبسها ومكياجها وحالها. وتنظر نظرة دونية للناس الملتزمة… اقرئي المزيد »
انه حال الامه اليوم ولو نصحنا او اعترضنا على لَبْس حد وصفونا بلتخاف وكانا التقدم والتحضر هو بلبس الملزلز والكاشف ..ولو قلتي انا ما أحب اتفرج على مسلسلات حيقولوا فاتك… اقرئي المزيد »
بسم الله والحمد لله والصالاة والسلام على رسول الله صدق الحق تعالى عندكا قال ( ولو أعجبك كثرة الخبيث ) …. للاسف نعيش في زمن يكثر فيه الخبث والملذات التي… اقرئي المزيد »
اختي حنين قلت ان هناك من يشاهد تلك المسلسلات بذريعة التعب من القيام والصيام.اخشى عليهم ان يصدق فيهم قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما معناه رب صائم حظه من… اقرئي المزيد »
قلبت مواجعنا استاذة.. مااحزننا على هوان امتنا…تتراقص القنوات الهابطة على جثث اخواننا في القدس وغزة وسوريا والعراق… وعلى جثث جماهير ماتت وهم بين الناس احياء.. قال رسول الله صلى الله… اقرئي المزيد »
كنت مثلك ا.إحساس في موضوع ادلاء الرأي والتحدث به ❤ لكن اكتشفت ان موضوع التحدث بما أمن به كانت محتاجة صحبة “تصدقني” ..كما دعى سيدنا موسى ربه بأن يجعل أخوه… اقرئي المزيد »
الناس عمرهم ما رح يلاقوا السعادة اللي بدورو عليها بالاعصااار اللي هم فيه من فتن و لهاث خلف الحياة >>> لن تدرك أن الله هو كل ما تحتاجه حتى تدرك… اقرئي المزيد »
أستاذة كل آية تتدبرينها تخرق في قلبي شقا على أمتي ، والسؤال الذي أطرحه ،،، كيف يمكنني التغيير ، كيف يمكنني النصح … بالنسبة لي الحمد لله لا أعلم ولا… اقرئي المزيد »
سبحان الله !
هناك أناس يقومون بنصح الآخرين ولكن هم أساساً من أنفسهم لا يعملون بما قالوا
نسأل الله السلامة والعافية
الحمد لله على نعمة الإسلام ونعمة الرساله ونعمة القرآن وكأن القرآن وكلام الله أنزل ليبين أحوالنا الحاليه الآن وهذا من إعجاز كلام الله تعالى العلي الحكيم وما أكثر ارشاداته التي… اقرئي المزيد »
والله فعلا معك حق استاذة خلود لا يستوييان منذ سنوات وانا لا احب المسلسللت ولا اطيق سماعها ولا متابعاتها ابدا امل منها الحقيقة وكانو عندنا ف البيت يشغلون التلفاز عن… اقرئي المزيد »
ولو كنت وحدك..
فالقابض على دينه كقابض على جمر..
اللهم استعملنا ولا تستبدلنا آمين