((وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ))
التوبة (102)
السورة.. سورة التوبة..
وهذه الخاطرة.. او المقالة.. كانت من أثقلها على نفسي..
تجمدت اصابعي على الكيبورد.. لا اعرف ماذا اكتب!
كتبت ومحيت.. عدة مرات..
شعرتُ بأني محشورة في زاوية مظلمة.. مكفهرة.. تراكمت حولها ذنوبي ومعاصيّ!!
هل اتفلسف اليوم على قارئاتي عن التوبة؟
وأنا أولى الناس حاجة لتوبة؟
أطرقتُ رأسي… وتذكرت قصة جاءت في السيرة..
تسعة وتسعون نفسا.. كانت حصيلة قتلها أحدهم..
99.. رقم لأرواح بشرية.. كانت تأكل وتشرب.. ولها حياة وماض ومستقبل..
وأحدهم.. كان هو.. من ارتكب كل هذه الجرائم البشعة!
لم يذكر الرسول عليه الصلاة والسلام من كان.. ومن قتل.. لأن العبرة لم تكن هنا..
العبرة كانت فيمن احترق قلبه وضجت جوارحه واستيقظ ضميره بعد كل هذه الانفس التي أزهقها بين يديه..
متخيلة المشوار؟ عدد السنوات؟ الاصرار والترصد؟ البشاعة في الجريمة؟؟
لكنه بعدها.. بدأ رحلة البحث عن توبة…. وسار الى بلد يُعبد فيه الله.. حتى قبضته ملائكة الرحمة في الطريق..
والحديث معروف في صحيح مسلم..
حديث.. يجعلني أتفكر..
كم هي سخيفة ذنوبي مقارنة بقتل نفس واحدة..
نفس.. أعظم ذنب بعد الشرك بالله عز وجل..
فما بالك بـ تسعة وتسعون نفسا!
كم هي معاصينا اليومية.. ولا شي.. بجوار ذلك الرجل الذي قتل كل هؤلاء!
لكن العبرة ليست هنا..
العبرة ليست في حجم الجريمة التي ارتكبها.. ولا في بحثه عن الراهب ليسأله عن التوبة..
العبرة في اعترافه.. بإدمان القتل الذي أصابه..
إعترف أنه مدمن لمعصية الله..
وأنه لا يكاد يتوقف.. حتى تعصف بجسده رغبات جامحة للعودة..
هذا الاعتراف الذي يحرق صاحبه.. ويؤلم جنباته.. فلا يجد سبيلا لإسكاته إلا بإثبات صدق توبته!
هل حدث معك.. أن جئتِ أحدهم.. تجرين أذيال الخجل والخزي والخيبة…
وقد غلفت وجهك أمارات الألم والندم..
لا تكادين تنظرين في عينيه..
فتعترفين بخطئك.. وتقسمين على ألا تفعلينها مرة أخرى..
فيكرمك.. ويستمع لك… ويقول لكِ بكل هدوء: مسموحة.. قد عفوت عنك!
تلك الفرحة.. الامتنان.. الحاجة لرد الجميل..
الرغبة الهاااائلة.. في اثبات صدق نيتك.. وأن عفوه لن يذهب سدى معك!
أنا حدثت معي عندما كنتُ في المرحلة الابتدائية..
أهملتُ في مادة الرياضيات.. وكانت نتيجة الامتحان سيئة للغاية!
كاد قلبي ينخلع وأمي تقرأ شهادة الفصل الدراسي الأول أمامي..
وأنا الطالبة المميزة.. المجتهدة.. الأولى على الصف.. اخذ مثل هذه الدرجة؟ كيف؟
طأطأتُ رأسي ابكي.. وأنا لا أدري ما اقول.. الغلط والاهمال راكبني من ساسي لراسي!
فما كان من أمي إلا ان عاتبتني.. ثم قالت: اجتهدي أكثر.. تستحقين علامة كاملة يا خلود لأنك مميزة!
هذه الحاجة الهااائلة.. لإثبات صحة نبوءة أمي فيّ..
“أستحق علامة كاملة.. أنا مميزة”
جعلتني اعمل طوال فصل دراسي كامل.. لأعوض ما فاتني.. حتى نلت الدرجة الكاملة بالفعل!
كانت لحظة فرحة عارمة.. فخر.. اعتزاز.. وعرفان بالجميل.. على صبر والدتي علي..
ياااااالله..
كم يصبر علينا..
كم يتعطف بالحلم معنا… يرى ذنوبنا… ويسترها..
وينتظر منا تلك اللحظة… التي نطأطئ خجلا.. واعترافا بالذنب..
الاعتراف الذي ينزلني مرتبة الأَمَة النادمة..
وهو بمرتبة الرب الغفور الرحيم..
“لولا أنكم تذنبون؛ لخلق الله خلقًا يذنبون يَغفر لهم” (صحيح مسلم)
الله في غنى عن ذنوبنا..
في غنى أصلا عن أعمالنا الصالحة..
هو يتودد لنا.. بطبيعتنا البشرية القااااصرة..
التي ستذنب.. وتكافح الذنب عاجلا أو آجلا..
فيدعونا للاعتراف بين يديه..
حتى نفرغ دموعنا ونشحن طاقاتنا.. ونعود للكفاح أقوى وأكثر صموداً..
سنضعف؟ نعم..
سنعود؟ قد..
وهي لحظة فاصلة.. مفترق طريق..
بين أن نخجل ونعترف ونطرق باب الغفور الرحيم..
وبين أن نخجل.. ونمل.. ونيأس من توبتنا من الذنب..
فيتلقف الشيطان هذا اليأس منا.. لنشعر أننا أسوأ من على وجه الأرض..
وتسهل علينا المعصية تلو المعصية.. واهمال طاعة تلو طاعة..
وهي مصيبة أكبر من الذنب نفسه!
أن يرغبنا الشيطان في المعاصي.. ويثبطنا عن الطاعات..
لأنه آيسنا من أنفسنا..
أفقدنا الثقة بالخير في داخلنا..
فتحولنا لشر محض.. لنكون أسوأ من الشياطين نفسها!
“يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي،
يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي،
يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة” (رواه الترمذي)
مشكلة التوبة من الذنوب أن جهادها أعظم من جهاد الحياة اليومية نفسها..
لأنه جهاد قلبي.. لا تراه العين.. لكن تعيشه النفس.. وتتأثر به كل يوم..
الاستغفار سهل..
لكن التوفيق للاستغفار.. ومجاهدة النفس لعدم العودة..
وصدق الاعتراف أمام الله سبحانه وتعالى بمزاحمة السيئات بالحسنات..
هو ما يجعل ذنبك أكبر أو أصغر ممن قتل 99 نفسا!
كلنا يعرف التوبة وشروطها ولا نتوب..
نؤجل..
نسوف..
نستصغر..
نخجل..
نيأس..
نمل!
عندما تقول لنا كتب التنمية البشرية والمحاضرات الفلسفية..
استقطع وقتا من يومك.. تأمل.. راجع شريط حياتك.. اكتب اهدافك..
عادي نطبق وعلى قلبنا زي العسل!
ويأتينا رمضاااااان..
شهرا كاملا من الغسيل اليومي للقلوب المغبرة بأتربة المعاصي والذنوب
شهر القرب من الله بقراءة كلامه وتدبره..
بالصلوات.. النوافل.. الصدقات.. التي تروي القلب.. وتفتح فيه نوافذ تتسلل منها أنوار التوبة!
كم نحتاج لتوبة.. نختلي فيها مع الله..
خلوة تجعلنا نشعر بعظمته.. فنقدره حق قدره.. وتتعاظم ذنوبنا أمام خشيته..
سجدة صلاة…
جلسة تأمل..
على الوسادة قبل النوم..
وقت السحر..
في قيام الليل..
خلوة تحمل الخوف مع الرجاء..
فلا توبة لمن لم يخاف..
لا توبة لمن يجترئ على الله..
إنما التوبة لمن يقبل على الله بإلحاح..
بإصرار..
بيقين..
أنه لا ملجأ منه إلا إليه..
التوبة ليست مجرد قرار..
التوبة رزق..
لا يؤتاه إلا من اكتوى بنار الندم وتعلق بأستار مغفرته..
لا يؤتاه إلا من علم الله منه صدق اعترافه وبوءته..
لا يؤتاه إلا من شعر بحب الله له..
فأقبل عليه.. وطلق ملذات الدنيا وزينتها..
واستشرف الآخرة وسعيها..
ليكون أهلاً لهذا الحب!
استوقفتني عبارة والدتك ا.خلود كثيرا.. “اجتهدي أكثر.. فإنك تستحقين علامة كاملة يا خلود… لأنك مميزة❤”… ولله المثل الأعلى سبحانه قال تعالى “وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَم ” التَّفْضِيل إِنَّمَا كَانَ بِالْعَقْلِ… اقرئي المزيد »
يا الله كم تتراكم علينا الذنوب مع إساء الظن بالله أنه لن يعفو و لن يغفر أذكر حديثاً أخرجه البخاري ” لا يقولن أحدكم إني خير من يونس بن متى”… اقرئي المزيد »
الحمد لله التواب الرحيم اللذي وعد عباده بالتوبه والمغفره لمن التجأ اليه بالتوبه الصادقه والإنابه والرجوع. وكثيرا ما أعمل الذنب وأستحي أن ادعو الله وأسأله أن يتوب على ولكن أتذكر… اقرئي المزيد »
ياه كم مؤثرة هذه الايه.. ومقالك ايضاً استاذه .. كم من ذنوب لنا كم تأخرت على الصلوات وكم اهملت التلاوة وكم قصرت في صلة الأرحام وكم وكم ووو..لن انتهي وكم… اقرئي المزيد »
أبدعتِ أستاذة خلود وبعد ما كتبت لم يعد هناك ما يُقال …. كثيرا ما كنت أتفكر بيني وبين نفسي لو لم يكن هناك توبة من الله على ذنوب العبد كيف… اقرئي المزيد »
في الحقيقة بعد قراءة خواطر الاستاذة الرائعة لم بتبادر الى ذهني الا امر واحد وهو قول الله تعالى في الحديث القدسي (انا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما يشاء)… اقرئي المزيد »
يا سلام.. ليكون أهلا لهذا الحب ♥ فالله يحب التوابين و يحب المتطهرين والله إني ﻷخجل من نفسي عندما أذكر كثرة استغفار النبي صلى الله عليه وسلم وهو من هو،… اقرئي المزيد »
ربنا ارزقنا التوبة فهي حقا رزق من عندك …. ربنا ظلمنا انفسنا واعترفنا بذنوبنا فاغفر لنا وارحمنا وتب علينا ربي اجعلنا من عتقاء هذا الشهر الفضيل استاذه خلود ابدعتي… تقبل… اقرئي المزيد »
رب رحيم رب غفور رب يفرح بتوبة عبدة حتى وان كانت عظيمة ديننا عظيم وحبنا لله عزوجل يجعلنا حتى لوعصينا تكرار ومرارا ومازال في قلبنا من حب الله يسغفر الله… اقرئي المزيد »
يا رب ارزقنا التوبة الصادقة النصوح ياااا رب
اللهم اجعل نفسي لوامة كلما أذنبت أو أخطأت عدت وتبت واستغفرت وبكيت حتى يغسل الله قلبي من دنس المعاصي ويطهره من وحل الذنوب كم أنت رحيم غفور يالله ترانا نعصيك… اقرئي المزيد »
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله هذه الآية جعلتني أفكر كثيراً فيما مضى من حياتي السابقة ، ماذا فعلت فيها ؟ ماذا قدمت لله ولديني ؟ هذه… اقرئي المزيد »
في مرحلة ما من حياتنا.. سندرك اننا نحن المسؤولون عن كل ما يحدث لنا.. وان سعادتنا خيار نختاره.. وان انفسنا اغلى شيء منحه لنا الله… واننا كنا مخطإين عندما اشترطنا… اقرئي المزيد »
ماشاء الله جزء اليوم رائع❤️ دائما كنت ادعو الله عز وجل لكن فقط في وقت الضيق ومن ثم بدأت أيقن ان لم من يسكر الله تعالى ويدعوه في ايّام الراحة… اقرئي المزيد »
طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا كثيرا..مما روي عن الامام الشافعي رحمه الله انه كان يقول كانت المسألة تستغلق علي فاستغفر فيفتح علي.. استغفر الله الذي لا إله إلا هو… اقرئي المزيد »
الاعتراف بالذنب فضيلة ……..ولكن القدره على تركه وعدم الرجوع اليه ان تكون بإخلاص النيه وحسن الظن بالله. …… ماأحوجنا الى صفاء القلوب وتطهيرها من الذنوب مهما صغرت. ….. اللهم جنبنا… اقرئي المزيد »
بسم الله أبدأ … أستاذتي الغالية لا أدري لما كل آية تكتبينها أشعر أنها جاءت في وقتها ، أم أننا ابتعدنا عن المعين الصافي فأصبحنا نتوق لكل الكنوز الموجودة عند… اقرئي المزيد »