((وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ ۖ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ ۖ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ))
الحج (11)
سأل سائل:
انا ربنا واقف معايا جدااااا مفيش حاجة بتمناها غير وبتتحقق
من شغل وزواج وابن وكل حاجة الحمد لله
بس انا حاسس اني بعيد عنه اووي …
مش بصلي بس ساعات بقرأ وبسمع قرآن خايف ربنا يعاقبني
ويحرمني من نعمة من النعم اللي عندي.
في رمضان..
تتغير العادات..
تنقلب الأحوال..
وتنكشف النفوس..
ينكشف القلب الخاضع المحب.. الذي يقتنص الفرصة ويشمر عن ساعديه..
ليري الله من نفسه خيراً..
وتنكشف فئة أخرى..
رمضان بالنسبة لها صك غفران..
عبادة وطاعات واجتهاد (بالذاااات في ليلة السابع والعشرين)
وبعدها ينفض المجلس.. وترتدي ثياب العيد في ثقة..
أن قد أدينا ما علينا.. ومغفورون باذن الله..
لتعود إلى ما كانت عليه قبل رمضان!
طائفة..
تتعامل مع الله جل وعلا طواااال العام..
بمبدأ: خد وهات..
أعطيني وأعطيك..
تجارة مشروطة..
أنا أعمل الصالحات.. وأنت يارب تبقي علي النعم..
أنا أؤدي أقل الواجبات بحيث لا أثقل كاهلي وأنت يارب تحفظ نعمك علي..
وربما “أفكها شوية”.. وأجترئ على المعاصي قليلا.. لكن بحذر حتى يارب لا أستثير غضبك أو سخطك علي..
فإذا سخطت علي.. أعود لرشدي بسرعة وأجند كل طاقاتي:
دعاء.. صلاة.. بكاء.. توبة.. الخ.. حتى تعود النعم التي حرمتها مني بمعصيتي!
وهكذا.. الكل يكون مبسوط!!!!!
يعبد الله على حرف..
***
إن ماتت فلانة الصديقة.. كانت صدمة.. وتوبة ورجوع..
نترك المكياج.. ونزيد جرعة الأذكار..
نزيح الأغاني جانبا.. ونشغل القرآن باستمرار..
حتى نشعر بأن الله راض عنا.. والأمور طيبة وبخير..
فنعود ونسمع الأغاني.. والأمور طيبة وبخير..
ونعود نضع المكياج.. فلا ينزل العقاب.. والأمور طيبة وبخير..
ونعود لسابق عهدنا..
يعبد الله على حرف!
***
نتأمل حالنا.. من أمن.. وأمان.. من بيت ومأكل ومشرب وملبس…
من راتب ووظيفة وصفقات رابحة..
ذرية وأموال يغدقها الله علينا..
فما نظن أن تبيد هذه النعم أبدا..
وما نظن الساعة قائمة..
ولئن رددنا إلى ربنا.. لوجدنا خيراً من حالنا منقلبا..
كيف لا.. وكل هذه النعم تحيط بنا..
أليست من علامات رضى الله علينا؟؟
ألسنا نقوم بواجباتنا الدينية ونفعل ما هو مطلوب منا؟
لا مشكلة إن أهملنا هنا.. أو تفلتنا هناك..
ما في داعي نكبرها إذا قصرنا هنا.. أو تجاوزنا هناك..
طالما أن النعم قائمة.. فهذا صك ضمني أنه يوافق على أفعالنا..
وأنه هو الغفور الرحيم!!
ثم إذا جاءت المصيبة.. وانقلب الحال..
ااااخ..
((وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَىٰ بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ))
نستغفر.. ونتوب.. وندعوه بدموع العين..
فإذا لم يُرفع البلاء.. تضايقنا..
ليش يارب؟
ها أنا أدعوك…
هأنذا قد تبت إليك..
تعلمت الدرس..
عدت إليك..
فارفع عني ما أنا فيه يارب!!!
وإذا طال أمد الابتلاء.. استنكرنا..
اشمعنا أنا؟؟
أنا لم أقصر في حقك..
أصلي وأصوم… وأقوم بواجباتي..
تبت من ذنوبي..
فلماذا تعاقبني كل هذا الوقت؟؟؟
وينقلب الحال من الذل والخضوع والتوبة والرجوع..
إلى الانتكاسة والنقوص.. والتشكيك في حكمة الله من الابتلاء…
وربما انقلب الحال.. الى الفجور واستسهال المعاصي..
يأساً وجهلاً من رحمة الله المبطنة في ابتلائه!
يعبد الله على حرف..
***
وهناك فئة أخرى.. تعبد الله على حرف من أهوائها..
فئة مصلحجية..
تنتقي من الدين ما يناسبها.. لتطالب بتطبيقه على غيرها..
فإن لزم التطبيق على نفسها.. تملصت.. وبحثت لها عن مخرج يبرر لها..
فلانة تطالب حقها أولاً بأول من زوجها.. من مال ونفقة ومصروفات..
بتحريض من أهلها..
حتى جاء اليوم الذي تداينت من زوجها مبلغا من المال.. على أن ترده له آجلاً..
وتدور الأيام.. ويطلق فلان زوجته..
فيتحامل أهل الزوجة عليه.. ويحرضونها بعدم إعادة الدين له..
ليش؟ حرام.. حقه..؟
حرمت عليه عيشته! حق أما يحقه!!
أي حق وقد طلقك؟ أي دين بعدما آذاك وجرحك؟؟
يعبد الله على حرف..
***
فلان يحرم أخته من الميراث بحجة انها موظفة أو متزوجة ولها من يعولها
لكن في المقابل لو أن زوجته ورثت وحرمها أهلها من الميراث لانقلب الحال رأساً على عقب..
وبدأ ينادي بتحكيم شرع الله الذي هو نفسه منع تطبيقه على أخته!
زوج يجبر زوجته على ارتداء النقاب فوق ما تطيق.. بحجة أنه يغار عليها وهو الأستر لها..
لكن من تحت لتحت.. يطلق بصره في النساء.. في المولات.. في المسلسلات.. وحتى أوقات الدعايات!
أبناءنا لا يرفعون أكفهم تضرعاً وخفية لله إلا وقت الامتحانات..
سيماهم على وجوههم من أثر السجود والبكاء بين يدي الله..
دعوا الله لجنوبهم أو قاعدين أو قائمين..
فإن كشف الله عنهم.. وجاءت نتيجة الامتحان تسرهم..
مروا كأنهم لم يدعوا الله من ضر مسهم!!
مجالسنا مجالس غيبة ونميمة.. وأكل للحوم نساء نعرفهن حق المعرفة..
فإذا وصلنا خبر أن فلانة جابت سيرتك.. أو علانة قالت عنك..
انقلبت الدنيا ولم تقعد!!
كيف؟ ألا تستحي تقول عني وتغتابني؟
فلانة داعية فاضلة.. تنادي بالعفة والخمار..
وتتحدث عن الذهب المحلق وغير المحلق..
وعن توحيد العبودية وتوحيد الألوهية..
فإذا كبرن بناتها.. وبلغن سن الجامعة..
وارتدين الرموش الصناعية.. وتراخت شيلاتهن عن شعورهن قليلاً..
غضت الطرف عنهن..
بحجة أن جيل اليوم صعب التحكم فيه..
كما أنهن إذا احتشمن ولم يبدين زينتهن.. فمن سيتزوجهن بعد ذلك؟؟؟؟
يعبد الله على حرف..
***
ما أكثر ال “حرف” الذي نبتكره كل يوم..
لنرسم طريقة تعاملنا مع ربنا جل وعلا..
نفسر الدين بطريقتنا.. ونسيس الأسباب لمصالحنا..
نضع شروطنا كالأطفال الصغار.. بمبدأ: أنا أفعل لك وتعطيني..
ونسينا أنه ((لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ))
***
متى نخسر الدنيا والآخرة؟
عندما نخسر العلاقة الحقيقية التي أرادها الله لنا معه..
علاقة عبد بربه..
علاقة مخلوق بخالقه..
علاقة من يعبد الله.. يعبده لذاته.. لأسمائه وصفاته..
علاقة من يستشف رحمة الله التي تغلف عطاياه ونعمه..
هي هي نفسها التي تبطن حرمانه وابتلاءاته..
علاقة الممتن لله..
الواثق بحكمه..
المؤمن بعدله وكرمه..
الراجي لعفوه في كل أحواله..
الباذل للخير بكل جهده وطاقته..
لا ينتظر جزاء ولا شكورا في الدنيا..
ولا يأمن مكر ربه حتى دخوله الجنة..
هذه هي التجارة الرابحة مع الله..
فإن لم نفعل ذلك..
سيكون ذلك حقا.. هو الخسران المبين!
(شاركي بالتعليق في الأسفل أو على صفحة الفيسبوك: بخاطرة.. او تجربة.. أو قصة.. حول الآية المختارة.. لتحصلي على فرصة الفوز في مسابقة “ربيع قلبي ❤”)
رائعه احطتي الموضوع من جميع جوانبه
نفع الله بك هذه الأمة
لا إضافة على ما تفضلتِ به كفيتِ و وفيتِ أذكر نفسي و الجميع بهذه الأدعية اللهم أعنّا على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك اللهم إن بعدنا عنك فردنا إليك… اقرئي المزيد »
لا إله إلا الله هذا الجزء بالذات هز الكيان و زلزل اﻷركان و أصاب في الصميم.. و نحسبه هينا وهو عند الله عظيم.. ولا أجد أجمل مما كتبت ﻷعبر به… اقرئي المزيد »
سبحان الله.. لعل في هذا الأمر دواء لمن تزحزح إيمانه.. فيقول كما قال عكرمة رضي الله عنه في القصة المشهورة أنه عندما خافوا البحر دعوا الله أن ينجيهم فلما وصلوا… اقرئي المزيد »
جلست اليوم بعد الفجر اقرأ ف القران لتقصيرى ف رمضان بسبب مرض امى وجدتى ف نفس الوقت الحمد لله واتذكر ان امى لاتقول اى شىء غير الحمد لله لعله خير… اقرئي المزيد »
سبحانه جل في علاه (وماخلقت الجن والانس الاليعبدون )دايما اذكرها في خاطري وترن في مسامعي لكن من يعبد الله حق عبادته هو من يحبه فعلا ليس فقط عند نزول المصائب… اقرئي المزيد »
جزاك الله خيرا من أجمل المقالات التي قرأتها سلطت الضوء على واقعنا فكشفت عيوبنا وأسقطت عنا الأقنعة أسىل الله أن يهدينا إلى صراطه المستقيم وان يعيننا على عبادته وطاعته كما… اقرئي المزيد »
كانت هاته الاية من الايات التي طرحت علي التساؤل والصراع الذي تعرضت له …والحمد لله ان يسر لنا السبل …فقط الصدق وما اكبر وما اعظم وما اجل هذه الكلمة في… اقرئي المزيد »
(انا اغنى الأغنياء عن الشرك ).. اما من احتاج اليك يالله..وانت غني عن عبادتي ..انا من أريدك ..فاللهم اقبلني ولا تردني.. احبك ربي ..اللهم اني راضيه بكل ما كتبته لي… اقرئي المزيد »
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فعلا أغلبنا نتذكر الله عز وجل ونخضع له عند حاجتنا اليه وعندما نريد ان يوفقنا بشي معين وبدون شكر ولا حمد ناخذ ما نريد قم… اقرئي المزيد »
جزاك الله خيرا أستاذة خلود و نفع بك من زاوية أخرى في الحقيقة هذه الآية من الآيات التي استوقفتني منذ سنوات و كشفت لي من نفسي أني إن لم أتحكم… اقرئي المزيد »
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله فعلا هذا هو حالنا نحن البشر إن أصابتنا مصيبة قلنا يا رب وصلاة وعبادة شديدة وبمجرد أن تزال عنا هذه الغمة… اقرئي المزيد »
كلام رااائع. عندما ابتديت اقرأ الاية والله لكأني أقراها لاول مرة. حضرني موقف شيخ الاسلام ابن تيمية عندما ابتلي بسجنه في القلعة حين قال مقولته الشهيرة: انا جنتي في صدري… اقرئي المزيد »
((فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ)) هذه حال اكثر الناس كاصحاب السفينه ، عندما يدرركهم الموت يفرون الى الله ،… اقرئي المزيد »