((أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ))
العنكبوت (2)
اليوم..
وأنا وأنتِ على أعتاب العشر الأواخر..
والوتر الأواخر..
وليلة القدر..
من السهل الصيام والاجتهاد في الدعاء والقيام طوال الأيام الماضية..
لنقول لأنفسنا:
سأضاعف ما أفعل الآن..
وننسى… أن التوفيق بيده وحده..
وأن الطاقة منه وحده..
وأننا في كل لحظة نفتن في اجتهادنا وعطائنا وديننا!
أحسب الناس أن يُتركوا..
***
مؤلم حقاً أن ينزل علينا الابتلاء.. فنشعر به يزلزل أقدامنا..
وتجف منه حلوقنا..
هذه ابتُليت بفقد ابنها..
وتلك ابتُليت بتأخر سن زواجها..
هذا ابتلي بخسارة تجارته..
وذاك ابتلي بفقدان وظيفته..
هذه ابتُليت بخيانة زوجها..
وتلك ابتُليت بمرض عضال لا يرجى شفاؤه..
كلنا تنوعت ابتلاءاتنا..
وكلنا تدب في قلوبنا تلك التساؤلات المفجعة:
ليش؟
اشمعنا أنا؟
إيش عملت؟
والله ما أستحق!!
ثم نتلوى كما تتلوى الدجاجة المذبوحة اعتراضاً..
أو نصبر كما صمت القبور.. لأنه لا يوجد بديل آخر!
الابتلاء لحظة وقوعه..
نادراً ما يحمل معه رسالة واضحة أو واجهة تفسيرية لأسبابه..
هو يقع هكذا..
ويُترك لنا أن نفهم.. إن وُفّقنا.. لنصحح المسار.. ونتابع..
ومن شاء.. تابع حياته يتخبط بين ابتلاءاته.. واختباراته..
دون أن يفهم.. دون أن ينجح.. دون حتى أن يجتاز للمستوى التالي!
***
أحسب الناس أن يُتركوا..
تلك اليد الحانية.. التي تتسلل من خلف الابتلاء..
تلك البشرى.. التي تنزلق كشلال حب… على قلوبنا..
عندما ندعوه بحرررقة..
فنشعر أنه هناك..
ما تركنا لحظة واحدة..
ونشعر برسالته..
أنها مدرسته.. وأننا تلامذته..
نتعلم ممن اتصف بالأسماء الحسنى جميعها..
نتعلم من الرحيم.. القادر..
الحكيم.. العزيز..
الشافي.. الحفيظ..
هي مدرسة.. يديرها هو..
وحده يعلم دقائق أمورها.. وأحوال طلابها..
فينسق امتحان كل واحد منا.. بحسب معلوماته.. ومذاكرته..
من ادّعى أنه يعلم.. امتُحن فيما يظن أنه يعلم!
ومن ادّعى أنه قادر.. اختبر فيما يظن أنه قادر عليه!
ومن ادّعى أنه يملك.. ابتُلي فيما يظن أنه يملك!
ومن ادّعى أنه يصبر.. جُرّب صبره.. في أحب الأشياء إليه!
***
أفحسب الناس أن يتركوا..
ابتلاءات من حين لآخر..
كل يوم..
كل أسبوع..
كل شهر..
وكل عام..
كلًّ حسب مستواه الدراسي في مدرسة الآخرة..
فابتلاء المبتدئين.. يختلف عن ابتلاء المتقدمين..
وابتلاء المتذبذبين.. لا يستوي مع ابتلاء الصادقين..
كلها ابتلاءات تكشف فتفضح..
أو تكشف فترقي للدرجة التالية!
كم مرة دبّت إلينا الفتن في الخفاء.. فما شعرنا بها..
في ديننا:
أمراض قلوب.. نقص إيمان.. تهاون في عبادات..
أو في دنيانا:
صحة.. مال.. ولد.. زوج.. وظيفة.. دراسة.. راحة بال
وكم مرة زلزلتنا الفتن بوضوح.. فانقلب كياننا..
في ديننا:
خلع حجاب.. شهادة زور.. رشوة.. خيانة أمانة..
أو في دنيانا:
فقد.. حرمان.. مرض.. فقر.. ظلم.. خسارة..
وكل فتنة من الفتن السابقة..
نزلت لهدف.. غاية.. وسيلة..
إما تطبيب القلوب..
أو تمحيص النفوس..
أو تصحيح المسار..
إشارات مرور في الحياة الدنيا نحو الآخرة:
أخضر: أنت على الحق فاسأل الله الثبات
أصفر: تكاد قدمك تنزلق.. فاجتهد في النجاة
أحمر: نعم وقعت.. لكن المجال أمامك مفتوح لتقف على قدميك من جديد وتكون من الناجين!
السعيد منا.. من رحمه رب السماء..
فأرسل له اختباراته.. ليرفعه في درجات الآخرة..
والشقي منا.. من نبذه رب السماء..
فتركه يضل ويضيع ويهلك!!
***
أفحسب الناس أن يتركوا..
وأن نفهم أن الابتلاء هو عين العطاء..
من فتح الله عليه نوافذ قلبه..
فيرى رحمة ربه وسط هذا الألم.. أو ذاك النعيم..
يفهم رسالات ربه.. ويجتهد في مدرسته..
ويري الله من نفسه خيراً.. كما يحب منه!
هو غني عنا..
غني عن عباداتنا.. وطاعاتنا..
غني عن معاصينا.. وزلاتنا..
غني عن ألمنا.. وتخبطنا..
لكنه ودود..
خلقنا.. ووضع فينا شهواتنا التي تتنازعنا كل حين..
ليرينا كيف يكون الود بين الخالق ومخلوقه..
كيف يطهرنا من أسوأ ما فينا.. ويعيننا عليه..
كيف يربينا.. يقوينا.. يعلمنا.. ينضجنا..
كيف يرفع بنا إلى درجات أرقى..
حتى نشعر بحبه.. ورحمته..
رقي في العلاقة.. لن نجد له مثيلاً..
يحتاج لرقي مقابل منا:
في حسن الصبر..
وحسن الطلب..
وحسن الدعاء..
وحسن التوبة..
وحسن العودة..
وحسن الظن..
وااااااخ.. من حسن الظن..
أن نحسن ظننا فيه..
بأنه اهل الخير كله.. ومنه ينزل الخير كله..
ولا شر منه سبحانه..
لا شر في العطاء.. ولا شر في الحرمان..
الشر في ردة فعلنا نحن.. تجاه العطاء والحرمان!
الشر في سوء أدبنا مع الله..
عندما نركن إلى الدنيا ونتمرغ في نعم نسينا شكر معطيها..
أو نشكو.. ونتذمر.. وننقلب على أعقابنا.. عند أول مصيبة.. نسينا الصبر على مبتليها..
ونسيء الظن بالله سبحانه!
***
أفحسب الناس أن يتركوا..
هو يدري تماماً.. ما يصلحني ويصلحك..
هو يعلم تماماً.. أي علاج يشفي روحي وروحك..
علاجي قد يكون في الحرمان..
وعلاجك قد يكون في العطاء..
((ولا تتمنوا ما فضل الله بعضكم على بعض..))
لأن ما يصلح لي.. قد لا يصلح لك..
والامتحان الذي أدخله.. معد خصيصاً لي أنا..
من النقطة التي وصلت إليها في حياتي..
فتنة.. محسوبة بدقة.. تختبر خبراتي وتجاربي وادعاءاتي..
فتنة.. تكشف لي.. هل أنا حقاً.. ما أظن بنفسي؟
أم أحتاج لمراجعة.. وإعادة جدولة لمفاهيمي مع ربي؟
هل حقاً أحبه؟ أرجو رضاه؟ أطيعه ليرضى؟
أم أدّعي.. وأعبده على حرف.. فأطيعه ليعطي؟؟
هي فتنة أقل ما يقال عنها أنها مرآة..
مرآة لأوعية القلوب..
فإن كنا نريد أن نرى أين نحن عند الله..
فلننظر.. كيف قلوبنا أمام هذه المرآة..
هل هي قلوب تبيع الآخرة بعرض الدنيا..
أم..
هي قلوب.. صدق فيها قوله تعالى:
((مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ..
فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ..
وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ..
وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا..))
(شاركي بالتعليق في الأسفل أو على صفحة الفيسبوك: بخاطرة.. او تجربة.. أو قصة.. حول الآية المختارة.. لتحصلي على فرصة الفوز في مسابقة “ربيع قلبي ❤”)
آآآآه.. الصدق و ما أدراك ما الصدق !! كنت أحمد ربي أني لا أحسن الكذب فأنا إنسانة خط واحد لا أجيد اللف و الدوران.. فكنت أتجنب كل ما يضطرني للكذب.… اقرئي المزيد »
في سورة الكهف .. وقصة سيدنا موسى عليه السلام مع الخضر قال انك لن تستطيع معي صبراً …. وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا .. …. في رحلته… اقرئي المزيد »
ذكرتني هذه الآية بقصة كانت حامل بالشهر الأول وكانت علاقتها بزوجها مضطربة جداً . وكان هناك عدة اسباب خارجة عنهما الإثنين.. توسعت دائرة الخلافات أكثر من اللازم ! وطلقها .… اقرئي المزيد »
تذكرت هذه الآية ” يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) ” قد يصاب المرء بالابتلاءات و يكمل حياته شاكراً محسناً الظن بالله عز… اقرئي المزيد »
(اللهم عرفني بك)..دعاء جميل محبب الى قلبي..جربوه..
سبحان الله , في وقتها ولا اؤمن بالصدفة ! هل هو الاوان قد حان لتقرأ عبرتي احداهن ..تغالبني الدموع عجبا لترتيب بديع يسخر هذا لذاك .. حسن , فلنبدأ !… اقرئي المزيد »
جزاك الله خيرا وبارك الله لك في جهدك ووقتك وفتح لك أبواب السعادة كما انك تفتحين أقفال قلوبنا بإذن الله الابتلاء رسالة من الله إما ليرفع من قدر ومنزلة عبده… اقرئي المزيد »
هذه الآيه العظيمه تذكرني بحالنا قبل بضعه سنوات عندما كنت بالثانوي حيث أخذ أبي قرارا بأن يتوقف من عمله لوجود شبهه في عمله قرر التوقف قرر التوقف بعدما بدأت أحوالنا… اقرئي المزيد »
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله رجعت بالزمن مع هذه الاية حينما عرفنا مرض أمي رحمة الله عليها ، كنت في الثانوية حينها ولم أكن اعرف بالدين… اقرئي المزيد »
سبحان الله عندما قرأت كلامك في شرح الايه تذكرت مباشرة موقفاً لن انساه ما حييت تذكرت رحمه الله بي اذ حفظني من شر نفسي اولاً ومن شر الفتنه كنت دائماً… اقرئي المزيد »