الجزء الثاني والعشرون
((أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآَهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ))
فاطر (8)
مؤلم أن نصل إلى مرحلة ما من العمر..
ونعتقد أننا كنا على صواب..
وما كنا نقوم به هو الصحيح..
ثم نكتشف.. بكل أسف.. أنه لا يساوي مثقال ذرة عند الله..
وكأننا كنا نصلي بلا وضوء..
وكأننا ذهبنا إلى الحج بلا إحرام..
كل ما أتينا به عند الله يوم القيامة.. ينسفه نسفاً..
فيذره قاعاً صفصفاً بلا حسنات!
أفمن زُيّن له سوء عمله..
***
كثيرا ما نعتقد أننا من المحسنين لأقربائنا..
فإذا إحساننا لهم هو قمة الإهانة والمذلة لهم..
وكثيراً ما نظن أننا نربي أولادنا ونقوّم سلوكهم..
فإذا هذه التربية هي قمة القهر والظلم لهم..
وكثيراً ما يدخلنا العُجب في أعمالنا.. فما نظن أحداً سبقنا إلى ما نفعل..
وأننا على رأس هرم الثواب.. لمن يتبعنا..
فنكتشف… أمام الحساب.. أن أعمالنا صارت هباء منثوراً..
لأنها خُلطت برياء.. ومُسغت بكِبْر..
أو لأنها كانت كلمة حق.. أريد بها باطل!
((قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا .
الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا))
***
هناك من نقرأ لهم على تويتر.. من على منابر مناصبهم..
يحللون ما حلل فلان.. ويحرمون ما حرم علان..
وهم يحسبون أنهم يجرون كلمة الحق بالإنابة عن ألسنتهم!
وهناك من نقرأ لهم على فيسبوك.. أو نشاهدهم على اليوتيوب..
متابعوهم بمئات الآلاف.. ومصفقوهم بالملايين..
فيظنون أن لديهم من العلم والحجة والمنطق..
ما يؤهلهم للتشكيك في صحيح البخاري..
أو التشكيك بصحة وجود عذاب القبر..
أو التشكيك بأحقية المسجد الأقصى للمسلمين!
هؤلاء.. قال عنهم صاحب الظلال:
أن يعجب بنفسه وبكل ما يصدر عنها .
ألا يفتش في عمله ليرى مواضع الخطأ والنقص فيه ,
لأنه واثق من أنه لا يخطىء !
متأكد أنه دائماً على صواب !
معجب بكل ما يصدر منه !
مفتون بكل ما يتعلق بذاته .
لا يخطر على باله أن يراجع
نفسه في شيء ,
ولا أن يحاسبها على أمر .
وبطبيعة الحال لا يطيق أن يراجعه أحد في عمل يعمله أو في رأي يراه .
هؤلاء.. قد يرحمهم الله في الدنيا.. وتسعفهم الابتلاءات.. فيعودون لجادة الصواب..
يلحقوا حالهم يعني..
توبة واستغفار.. وتصحيح مسار..
أو أن يضع الله في طريقهم..
من يوقظهم من غفلتهم..
يشفق عليهم..
يدعوهم للخير.. وإخلاص النية..
يرجوهم لإعادة النظر في أفكارهم المنحرفة..
حتى وإن تزينت لهم باعتدالها!
أفمن زُيّن له سوء عمله..
***
ومن تزينت له أعماله.. فرفض أن يستمع للحق..
من تزين له عمله السيء وحاولنا ايقاظه من غفلته..
لكنه علا واستكبر..
مستنداً إلى عقله.. علمه.. مركزه.. شهاداته.. متابعينه..
فلا تذهب أنفسنا عليهم حسرات
لا تذهب نفسك حسرات على ابنك العاق.. رغم كل جهودك وطاقاتك لتقويم سلوكه..
لأنك الآن لا تملك إلا الدعاء..
لا تدهب نفسك حسرات على هداية الناس وتغييرهم للأفضل..
رغم معرفتك الحق.. وكل جهودك ومحاولاتك..
لأنك الآن لا تملك إلا الدعاء..
لا تذهب نفسك حسرات على إحسانك لأقاربك..
فنكروا لك المعروف.. وظنوا أنهم على صواب!
لا تذهب أنفسنا حسرات..
على ذنب أجهدك.. فأبعدك من مولانا عز وجل..
فرب معصية أورثتك ذلا وانكسارا..
خير من طاعة أورثتك عزا واستكبارا..
وإن الحسنات.. يذهبن السيئات..
لا تذهب نفسك حسرات على أمرٍ استخرت له فابتلاك الله فيه..
فربما الخير فيه وإن لم تره عيناك.. فلا يغادرك حسن الظن بالله!
لا تذهب نفسك حسرات على زوج أناني لا يرى سوى حاجاته وتضحياته..
ولا يرى منك أي جهد أو تضحية!
لا تذهب نفسك حسرات على مشاعر صادقة.. لم تُحترم..
وجهود حثيثة.. لم تُشكر..
وتضحيات غالية.. لم تُقدر..
فوالله إن كرامتنا.. ومشاعرنا.. أغلى عند الله..
فلا تذهب نفسك عليهم حسرات..
لا تذهب حسرة على عمر انقضى وأنت ننتظر فرحة أو تكريماً يأتيان في الدنيا..
إنما الآخرة هي دار الأفراح والتكريم..
لا تذهب حسرة على أناس انتفخت أوداجهم وبطونهم من متع الدنيا..
إنما هي زينة ظاهرة.. لا سعادة معها..
إنما اجعل ما تقدمه لله في الدنيا.. تقدمه بعز الأنفس..
تقدمه بملء الإرادة وأنت تعمر الأرض..
دون إرغام أو إكراه منك..
لا تذهب نفسك حسرات على أي أمرٍ..
مهما كان..
ولتجعل تلك الغصة.. وذلك الألم.. دافعين للتغيير والتحسين..
قد لا تحتاج سوى إبدال المفاتيح..
مفاتيح القلوب.. أو المشاعر.. أو الأعمال..
ولسوف يعطيك ربك فترضى..
والله بصير بما يعملون!
***
اللهم أرنا الحق حقاً .. وارزقنا اتباعه..
وأرنا الباطل باطلاً.. وارزقنا اجتنابه..
(شاركي بالتعليق في الأسفل أو على صفحة الفيسبوك: بخاطرة.. او تجربة.. أو قصة.. حول الآية المختارة.. لتحصلي على فرصة الفوز في مسابقة “ربيع قلبي ❤”)
لامست قلبى لا تذهب نفسك حسرات على عمر انقضى وانا اتمنى تكريما من أحد أو أن يقدر مشاعرى أحد فمشاعرنا غاليه عند الله
بس كيف هو السبيل الى إبدال المفاتيح
حياك الله خيرا
فعلا لفته مهمه ليحاسب الإنسان نفسه ويبحث في اعماله هل زينت له ام انه يسير على الحق والصواب
ليس لدي لي تعليق سوى انك وجهت الدفة نحو نفسي شكرا لك
آميييين يارب العالمين.. سبحان الله من حكمة الله أن جعلنا نسأله الهداية في اليوم ١٧ مرة و ربما أكثر.. فمهما كان حالنا يبدو عليه الصلاح لا غنى لنا عن هداية… اقرئي المزيد »
الله خاطرة اليوم في الصميم كم أنتظر المزيد من هذه الخواطر بعد رمضان، بل و طباعتها اللهم أرنا الحق حقاً و ارزقنا اتباعه، و أرنا الباطل باطلاً و ارزقنا اجتنابه… اقرئي المزيد »
أجرك لن تأخذه الا من الله..فلا تشغل نفسك بردة فعل العباد..فقط اشتغل على حالك..
غريبة هي النفس اليشريةكيف تزين لصاحبها اعماله حتى يراها حسنة و يفتتن بها حتى تملا حواسه فلا يعد يرى غيرها و لايستحمل رؤية مخالفةلها . لكان الناس في حالتهم هذه… اقرئي المزيد »
الانسان اذا اراد سوء بحث له عن مليون مبرر وزينت له مبرارته السوء بل وحببته الى نفسه حتى صار كالادمان وف رأيى ان الله قد خلقنا بالنفس اللوامة والنفس الامارة… اقرئي المزيد »
قرأت قصة في احد كتب التنمية البشرية .. اختصارها . بأن رجل ذهب لإجراء مقابلة مع أحد السجناء بقضايا قتل وسرقة .. والمدهش من المقابلة ان السجين كان يظن نفسه… اقرئي المزيد »
هنا المصيبة.. قد نذنب ونخطئ ونستغفر الله من الذنب ولكن المصيبة ان نظن ان سعينا هو الصلاح..زين لنا سوء عملنا وان اموالنا التي نهدرها في الاسفار الى البلدان الاوروبية مدعين… اقرئي المزيد »
المقال في الصميم … عندما تستبعد احداهم من قروب مجموعه من الاصحاب كونها في رايهم من الطبقه العاديه فهي لاتسكن فيلا مثلهم ولا تلبس ماركات لابنائها ولا تسافر اوروبا في… اقرئي المزيد »
اللهم اهدينا الى ما تحب وترضى وثبت قلوبنا على الإيمان بك يارب .. فالدنيا قد تلهينا ونجري وراء ملذاتها ونغلط ذاك ونذم ذاك ولا نرى سوء عيوب غيرنا وننسى عيوبنا… اقرئي المزيد »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ، هديتنا…….. واكرمنا بالاخلاص والتوفيق لما تحبه ترضاه…….. ربنا ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه…. وارنا الباطل باطل وارزقنا اجتنابه….. امين يارب….. اسعد الله قلبك استاذتي….… اقرئي المزيد »
جزاك الله خيرا أستاذة خلود ونفع بك ورزقك من حيث لا تحتسبين تعليقي اليوم سيكون مقتبس من موسوعة راتب النابلسي النبي عليه الصلاة والسلام كان يدْعو ربَّهُ ويقول: اللَّهمّ أرِنَا… اقرئي المزيد »
نتكلم باسم الدين وكأننا منزهون عن الخطأ ، نزكي انفسنا وننظر للاخر كأنه على خطأ وهذا هو اكبر خطأ … يصل الامر الى درجة رؤية نظرة الكبر فيمن يحملون اسم… اقرئي المزيد »
نسينا محاسبة انفسنا حتى وصل الامر الى محاسبة صاحب الظلال !!!!!
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله كل منّا ينظر الى الشيء بعينه هو ، ممكن لشخص ان يرى الحق باطل وآخر يراه عكسه تماما ….. لكننا للاسف… اقرئي المزيد »