((لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً))
الطلاق (1)
***
في حياة كل منا قصة..
قصة صعود وهبوط..
قصة أمل ويأس..
قصة تغير وجمود..
كثيرة هي تلك القصص.. التي ينتهي أحد فصولها كما نشتهي..
وينتهي فصل آخر عكس ما نريد..
لكن في كل خطوة نخطوها في حياتنا..
هناك دااائما.. تلك البقعة الصغيرة..
أشبه بالثقب الأسود..
تتوقف فيها الحياة..
من شدة الألم..
من شدة الحرمان..
من شدة التخبط..
بقعة لا تبقي ولا تذر.. لأي جمال في الحياة!!
لكن بنفس اللحظة..
تتقاطع مع تلك البقعة.. بقعة أخرى..
بقعة نور رقراق.. من الدعاء والرجاء والأمل!!!
ونتأرجح ما بين البقعتين..
ما بين التقهقر.. واليأس.. والنظرة السوداوية..
وما بين الدعاء بحرقة.. والتشبث بالأمل..
وخلف البقعتين..
يحبك الله عز وجل خيوط أقدارنا لنا..
ولا تدري.. لعل الله يُحدث بعد ذلك أمراً!
***
حافظة لكتاب الله..
تطلّقت من زوجها وبقيت مع أولادها..
بدون معيل ولا مصدر رزق..
لم تدخل في حياتها المدرسة..
ولا تملك في صدرها سوى كتاب الله..
كانت تلك البقعة السوداء..
ثم..
بجهادها.. وإصرارها.. وتوكلها على الله..
حفّظت أبناءها القرآن الكريم.. الواحد تلو الآخر..
ودخلت المدرسة من الصف الأول حتى أنهت الثانوية..
ثم أكملت الماجستير والدكتوراه..
وهي الآن أستاذة في إحدى كليات الشريعة الإسلامية..
ولا تدري.. لعل الله يُحدث بعد ذلك أمراً!
***
لؤي.. شاب أدمن المخدرات منذ سنوات بسبب صحبة السوء..
فقد والديه الأمل فيه..
فقد أهل حارته الأمل في صلاحه..
وهو.. ضاقت الدنيا عليه بعد أن نفد ماله..
هام في الشوارع.. لا يدري ما يفعل..
وجد أمامه المسجد.. والناس تصلي فيه التراويح..
أراد أن يدخل لكن الناس ردوه لسكره..
حتى خرج الإمام.. واحتضنه وأخذه ليوضئه..
ثم بدأ الصلاة معهم… فصلى ركعة واحدة..
ومكث بالسجود يدعو ويدعو ويدعو..
حتى أنهى الإمام الصلاة.. فنظر إليه..
فإذا الله سبحانه وتعالى قبض روحه وهو ساجد!
ولا تدري.. لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً!
***
عائشة.. ذهبت للعمرة مع أسرتها..
وفي طريق العودة انفجر الإطار وانقلبت بهم السيارة…
خرجوا جميعاُ بخدوش وإصابات متوسطة..
وهي أصيبت بشلل نصفي..
بكي الجميع لحالها..
كيف ستعيش؟ من يتزوجها؟ من سيرعاها؟
بعد سنوات.. تزوجها أحدهم..
وأنجبت منه ابنها الوحيد..
هو اليوم في ريعان شبابه.. حافظ لكتاب الله!
ولا تدري.. لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً!
***
مروان.. كان يتناول الطعام مع زوجته.. فطرق باب البيت مسكين..
فرجعت الزوجة تقول لزوجها.. فرفض أن يعطيه شيئا.. وأمرها بصرفه..
توالت السنوات.. وافتقر حال الرجل.. فطلق زوجته..
تزوجت هي برجل آخر..
وبينما هما يأكلان الطعام.. طرق عليهما الباب..
فقامت الزوجة لترى من بالباب ثم عادت لزوجها وهي تبكي..
فسألها زوجها عن سر بكائها فقالت له: اتدري من السائل ؟ انه زوجي الاول!
فقال لها: وأنا كنتُ السائل الأول!!
ولا تدري.. لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً..
***
سعيد.. طبيب.. وصل الستين.. وقد جمع أخيراً المال الذي يلزمه ليحج به..
وفي يوم.. قالت له أم مريض لديه أنها لن تعود مع ابنها للعلاج في المستشفى..
لأنها لم تعد تملك ثمن العلاج..
وابنها سيموت.. إن لم يتابع علاجه..
وما يملك الطبيب في جيبه.. سوى المال الذي سيحج به..
ففوض أمره لله.. وأعطى المال لمحاسب المستشفى عن علاج مريضه مناجياً ربه:
اللهم إنك تعلم أته ليس أحب إلي من حج بيتك وزيارة رسولك..
وسعيت لذلك طوال عمري..
لكني مضطر لأن اخلف بميعادي فاغفر لي!
وفي اليوم التالي..
طلبه مدير المستشفى ليرافق أحد كبار رجال الأعمال المستثمرين بالمستشفى لعلاجه أثناء الحج..
فرافقه.. وحج معه.. وأعطاه مكافأة مجزية..
وأنفق على علاج ابن المرأة المسكينة.. بعد أن علم بقصتها من الطبيب سعيد..
ووظف زوجها في إحدى شركاته..
وأوصى بصندوق في المستشفى لعلاج الفقراء الغير قادرين!
ولا تدري.. لعل الله يحدث ذلك أمراً..
***
ابتسام.. تزوجت عن قصة حب..
لكنها لم تمر أشهر حتى اكتشفت خياناته لها..
تزلزلت.. وانهارت.. وتبعثرت مشاعرها..
قررت أن تسترجع زوجها بزينتها وعطورها..
أنفقت راتبها لتشتري كل ما يبهره..
حفت حاجبيها.. أتقنت مكياجها.. لبست الضيق من الثياب..
وخرجت متعطرة تتمطع في مشيتها..
أبهرت كل من رآها.. من النساء والرجال..
إلا زوجها.. لم يكن يرى أي شيء فيها!!
اشترت واشترت.. تزينت وتزينت..
بلا جدوى..
حتى تمشت يوماً في الأسواق..
فاقتربت منها امرأة منقبة نظرت إليها طويلا.. وسألتها:
أسألك بالله.. لو قبض الله روحك الآن بكامل عطرك وزينتك في هذا السوق..
ما الذي ستقولينه لربك؟
وكانت صدمة غيرت حياتها..
عادت لربها.. تصدقت.. أكثرت من الاستغفار..
أصلحت ما بينها وبين الله.. فأصلح لها زوجها..
عاد إليها.. أنفق عليها أضعاف ما أنفق على خياناته..
وذهب معها للعمرة توبة لله..
ولا تدري.. لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً..
***
د. إياد قنيبي داعية إسلامي من التيار المتزن..
حرم من وظيفته الجامعية.. وألقي في السجن زمناً..
فتعلم في السجن من حسن الظن بالله.. وعاش رحلة اليقين بما عنده..
ما لم يتعلمه خارجه..
انتشرت مقالاته.. وزاد عدد متابعينه في مواقع التواصل الاجتماعي أضعافاً..
وتطوع الشباب.. لفتح قنوات.. ومواقع.. وحسابات يوتيوب..
لتصل مقالاته المؤثرة لأكبر عدد من الناس..
ولا تدري.. لعل يُحدث بعد ذلك أمراً..
***
عامل نظافة فقير كان ينظر بحسرة طويلاً لطقم ذهب اشتهاه لابنته العروس..
فالتقط صورته شاب طائش ليسخر منه في مواقع التواصل الاجتماعي..
فانتفض الكثيرون من هذا السلوك..
وقام فاعلو الخير بشراء طقم الذهب والكثير من الاحتياجات للعامل..
وكل ذلك من نظرة.. وصورة!
ولا تدري.. لعل يُحدث بعد ذلك أمراً..
***
المصائب كثيرة..
طلاق.. إفلاس.. تهجير.. حرب.. خيانة.. موت.. حرمان.. فقر..
وقد لا تجري الأمور كما نشتهي..
لكن عجباً لأمر المؤمن.. كله خير..
وأن تلك البقعة المضيئة..
من نور الله..
البصير..
الحكيم..
الجبار..
الكريم..
هو ما ما يعيننا على متابعة حياتنا الدنيا وسط تقلباتها..
فما ندري..
قد يُحدث الله بعد كل مصيبة أمراً..
هو خير لنا.. لم نتخيله أبداً!!
(شاركي بالتعليق في الأسفل أو على صفحة الفيسبوك: بخاطرة.. او تجربة.. أو قصة.. حول الآية المختارة.. لتحصلي على فرصة الفوز في مسابقة “ربيع قلبي ❤”)
( لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك امرا ) ذكرني المقال بقول الرسول صلى الله عليه وسلم عَنْ أبي يَحْيَى صُهَيْبِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ:… اقرئي المزيد »
تذكرت اسم الله “الفتاح” عند ذكرك ا.خلود لقصص أشخاص تغيرت حياتهم عندما أحسنوا الظن بالله سبحانه وتعالى…
وفعلا “لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّه يُحْدِث بَعْد ذَلِكَ أَمْرًا”
❤
خبرتني صديقه اذا ارتي تفريج هما وزوا غما اكثري من قراءة سوره الطلاق .. وبالفعل استمريت على قرائتها مدة شهر بعد كل صلاه مغرب .. واثناء قرائتها لفت انتباهي عند… اقرئي المزيد »
حليمة زنجبار ، إياد القنيبي وغيرهم من النماذج …. شعروا بثقل الأمانة التي لم تستطع السماوات والارض والجبال ان يحملنها واشفقن منها … احسوا بحمى الغار … فلم يثن عزمهم… اقرئي المزيد »
كل محنة تحمل في طياتها منحة..فقط علينا ان نثق في تدبير الله ..ولنا في قصة نبي الله يوسف الصديق قدوه حسنه..
قال الله عز وجل : ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه [ الطلاق : 2 – 3 ] ، وقد قرأ النبي… اقرئي المزيد »
جزاك الله خيرا مقال جدا رائع فعلا لا تدري لعل الله يحدث بعد ذالك امرا امورا كثيرة حدثت وكنت اتمنى ان لا تحدث وسبحان الله اجد فيها خيرا كثير فلله… اقرئي المزيد »
اللهم احسن عاقبتنا في الامور كلها واجرنا من خزي الدنيا وعذاب الاخره…..
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله عندما قرأت المقال عدت في ذاكرتي أحد عشر عاماً إلى الوراء ، وتذكرت حينما كنت صغيرة كنت اعيش في عائلة التزامها… اقرئي المزيد »
ماشاء الله … ثبتك الله وزادك من فضله
يذكرني هذا بمقالتك لليوم السادس و العشرين نعم قد تمتلئ الحياة بالعقبات و المثبطات و المصائب فلا يرى أحد الحكم من ورائها، و لا يرى ضوء الفجر في ليل طويل… اقرئي المزيد »
جزاكي الله خيرا استاذة خلود و بارك جهودكي انها قصة الحياة ما بين ياس و امل و ضيق و فرج و حزن و فرح و انكسار و عزة و انجاز… اقرئي المزيد »