وانتهت رحلتي التي دامت ١٠ أيام في الأردن..
ذكريات جميلة لا تُنسى.. معبقة بمواقف رائعة.. منوّعة.. ومحفوفة بأخلاقيات وشهامة شعب.. استقبلتني نساؤه بكل عفوية وترحيب وببساطة..
اللغة.. اللهجة.. الوجوه.. التعامل.. كلها نقلتني لأزقة وشوارع مراتع طفولتي في وطني..
الانطباع الأول
“حمد لله ع السلامة” كانت أول وأكثر جملة سمعتُها منذ هبوطي من طائرتي المغادرة من أنقرة إلى عمّان..
كل من أمر عليه ويعمل في المطار.. يقولها لي..
حتى عاملة تنظيف الحمامات أكرمكم الله!
كنتُ أحمل فكرة.. لطالما ترددت حولي.. وقرأتُ عنها هنا وهناك.. وتناقلتها النكت والطرائف ومقاطع الفيديو عبر الانترنت..
الشعب الأردني جِلف (قاسي).. كِشِر (مكفهر).. دفش (قليل الذوق) لا يعرف المجاملات.. ولا حتى الابتسامات!
وطئت أرض الأردن.. وقد قررتُ إفراغ كوبي منذ اللحظة الأولى..
قررتُ ألا أرى إلا كل جميل.. ولا أسمع إلا ما يروق لي فقط..
ودعوتُ دعاء الرسول عليه الصلاة والسلام عند نزوله لقرية أو مكان “أسألك خير هذه البلدة وخير أهلها وخير ما فيها، وأعوذ بك من شرها وشر أهلها وشر ما فيها”..
وشعرتُ بتسخير الله لي في كل شيء..
في كل زاوية.. في كل موقف.. في كل الوجوه الطيبة التي قابلتها.. وكان لي شرف التعرف عليها عن قرب..
استضافتني أسرة الخالة عطاف حسونة “أم مالك” والدة صديقتي الحبيبة “سوسن حمايدة” في الأردن..
وتذكرتُ فكرة أحد المواقع في الإنترنت (نسيتُه للأسف).. الذي يتيح لك حجز إقامة في بيت أسرة من نفس البلد الذي ترغبين في الذهاب إليه سياحة.. لتعيشي تفاصيل تلك البلد حرفياً..
أن تزوري باريس لتشاهدي برج إيفل.. هو أمر عادي.. يعيشه الجميع..
ولكن أن تعيشي بين أفراد أسرة فرنسية.. ريفية ربما.. لتتناولي من نفس طعامهم.. وتتعرفي عاداتهم.. وتشاهدي مواقفهم بكل بساطة..
فهذا ما اعتبره تجربة سياحية حقيقية!!!
وهو ما عشتُه شخصياً عندما زرتُ لأول مرة منطقة الشمال التركي على البحر الأسود بصحبة ابني الرضيع وبعض افراد أسرتي صيف عام ١٩٩٨.. حيث استضافتنا أسرة تركية.. عشنا معهم تفاصيل حياتهم اليومية.. في إعداد الطعام.. غسل الأواني وتنظيف البيت.. المشي بين البيوت الجبلية وسط أشجار الصنوبر وحقول الشاي.. قطف أوراق الشاي بالمقص والسلة.. الدبكة التركية في عرس بين النساء.. زيارة بحيرة أوزونغول.. أكل السمك النهري المقلي بالزبد البلدي..
كانت تجربة ظلت محفورة في ذاكرتي طوال عشرين عاماً.. لم تضاهيها أي تجربة سياحية أخرى..
حتى استضافتني عائلة “أم مالك” في عمّان..
لأعيش روح الأردن.. والسياحة في الأردن.. من منظور أسرة تعيش فيها..
وكانت تجربة من أروع التجارب في حياتي..
استضافتي في بيت الخالة “أم مالك”
تلك الروح المضيافة الأصيلة.. التي تتحسس احتياجاتك في كل لحظة.. تدعوكِ لفنجان الشاي أو القهوة.. أو الجلوس بجوارها لتتحدث عن بعض ذكرياتها الجميلة مع أولادها..
قهوة الصباح.. مسخن الزعتر.. الجبنة المقلية.. الحمص والفول.. زقزقة العصافير في البرندة.. مرايات المدخل المطرزة.. الاهتمام بتفاصيل إعداد السفرة.. ضحكات وخناقات الأطفال..توزيع أماكن النوم… الدردشات والأحاديث المسائية.. شطحات ونكات آخر الليل.. سندويشات الشاورما.. الشنينة (لبن العيران)..
لم أشعر بالغربة لحظة في بيتها.. حتى أنها اعتبرتني “ابنتها الخامسة” بكل حب!
استضافتي في Best Food
وفي بيت إسراء (ابنة خالتي أم مالك) التي استضافتني عدة أيام أيضاً.. كان لي شرف مشاهدة عملها اليدوي “Best Food” في إعداد سلات الإفطار لزبائنها.. أذهلنتي طريقتها في وضع مكونات كل سلة بعناية وحب.. وهي تحكي لي بابتسامة مشرقة قصة كل سلة تعدها.. هذه من واحدة ترسلها لزوجها بمناسبة ترقيته في العمل.. هذه من فلان يرسلها لأمه بمناسبة يوم ميلادها.. هذه بمناسبة تخرج فلانة من الثانوية تهديها لها أسرتها.. هذه من طفل صغير مليئة بالسناكات والحلويات يريد أن يتشاركها مع أصدقائه!
وكل سلة تحمل محتويات مختلفة.. وحتى باقة الورد تختلف.. وعندما سألتُ إسراء بفضول: هل يطلب زبائنك لوناً معيناً لباقة الورد التي تضعينها؟
اجابت بزهو: لا. إنما يتركون الأمر لذوقي.. وأنا أستشعر من مكالمة صاحب او صاحبة الطلبية ما هو لون باقة الورد التي تحتاجها السلة!
كان أمراً جميلاً أن أتابع صفحة إسراء على الفيسبوك لمدة عام تقريباً.. لكن مشاهدة ذوقها الرفيع عن قرب.. وإحساسها المرهف الذي تحمله كل سلة من سلاتها بحب.. كان تجربة لا تُنسى حقاً!
شوارع عمّان وشهامة أهلها
المطاردات في شوارع عمّان أوقات الأزمة كانت حكاية أخرى..
المرور بجانب أسوار الجامعة الأردنية مليون مرة.. المحاولات المستميتة للوصول إلى المكان المنشود عبر خرائط جوجل قبل أن ينتهي شاحن الموبايل الذي شحناه مليون مرة خلال اليوم..
في إحدى المرات نزل النصف الخلفي لسيارتنا بالخطأ من رصيف مرتفع عند الشارع العام.. فهرع إلينا شخص مار.. وقال أننا سنؤذي مقدمة السيارة اذا استمرينا بالنزول للخلف.. واقترح أن يبحث لنا عن حجر ليضعه خلف العجل… واختفي الأخ وهو يبحث عن الحجر.. وانا أتلفت حولي بذهولي.. هل هو جاد؟ هل سيبحث عن حجر حقاً في هذه المنطقة؟؟
وعاد ومعه حجرين بحجمين مختلفين.. وضعهما خلف عجل سيارتنا وأعطانا تعليمات الرجوع للخلف حتى هبطت السيارة بسلاسة.. ومن معي في السيارة يحيينه بعفوية “يسلمو.. يعطيك العافية”!
أعملتُ عقلي أقارن.. لو كان الأمر في بلد آخر.. هل سيكون تقديم المساعدة وسط زحام المدينة بهذه العفوية والبساطة؟
لم يدهشني موقف آخر سوى ما عشتُه عندما ذهبنا لتناول كنافة “حبيبة” على أساس أنها معلم تاريخي أردني في البلد.. لا يجوز لأي سائح مبتدئ ألا يمر عليه ليأكل منها..
انتظرنا في طابور طوييييل رغم أن الساعة تجاوزت العاشرة ليلا.. حتى حصلنا على حصتنا أخيراً.. ثم تلفتنا حولنا نبحث عن مكان للجلوس.. لأن الكل جالس على الأرصفة حول محل “حبيبة”..
وجدنا رصيفاً خلف بائع بسطة لألعاب أطفال على ما يبدو أن لديه إعاقة ما.. عرض علينا فورا أكياس كبيرة فارغة لنجلس عليها.. شكرناه بلطف.. وما ان انتهينا.. عرضت عليه صديقتي ان تعطيه دينارين مقابل لطفه.. لكنه رفض بشدة.. قائلا بدهشة “لا والله ما باخد.. إنتي بحسبة أختي.. زي خواتي إنتو”.
اضطرت صديقتي شراء لعبة منه.. لكنه قال ان اللعبة تساوي ١٥ دينارا (حوالي ٢٠ دولاراً) حتى يصرفنا عن الشراء بحجة رد الدين له.. لكن مع اصرار صديقتي على شراء لعبة منه.. اعطاها مقابل دينار واحد.. وغادرناه.. وطعم موقفه العفوي الرائع طغى على طعم الكنافة في فمي!
مواقف كثيرة.. جعلتني أرى الأردن بشكل مختلف..
حتى بيوت وعمارات عمّان.. كانت مذهلة بالنسبة لي.. لأنني عندما تساءلت عن سبب لونها الموحد.. قيل لي لأنها مبنية من الحجر…
حجر؟؟؟ حقاً؟؟؟؟؟
الفكرة بحد ذاتها كانت صادمة.. ثم دفعتني لأتأمل كل فيلا وكل عمارة وكل مبنى نمر به بالسيارة.. وأنبهر لطريقة بناء وترتيب الأحجار فيه!
لقاء إسترو الأردن
وكان من أجمل اللقاءات لقائي بفريق استرو الأردن.. الذي تشكل من عضوات استروكافيه المقيمات في الأردن.. فقمن بتنسيق جهودهن لإقامة الحفل وشاركن إعداد بوفيه الحفل والهدايا التي حملت بصمة العمل اليدوي الذي أعشقه..
كم كان جميلاً.. التعرف أخيرا على وجوه الأسماء التي ظللتُ أخاطبها عبر استروكافيه وأتواصل معها لشهور طويلة.. ليتحول التواصل الإلكتروني إلى حقيقة وواقع مدهشين.. لأكتشف كم هي رائعة تلك الشخصيات التي اختبأت خلف الاسماء والهدايا، وعلى رأسهن: هلا النجار، روان درّس، آيات شاهين، أماني الشيخ، نسرين حمايدة، دعاء الحصان، ديمة العالول، فاطمة عامر، لينا العالول، أمل عامر، وعطاف حسونة (أم مالك).
محاضرتي المجانية “يوميات حب XL”
عندما جلستُ للدردشة مع المسؤولات لفهم احتياجات مديرات مراكز جمعية المحافظه على القرآن الكريم “الفرع الأول والفرع السابع” اللواتي سيحضرن محاضرتي “حب XL”.. قالت لي إحداهن أن المرأة الأردنية مثقلة بالهموم.. ترزح تحت الإحباط والاكتئاب بسبب كثرة المسؤوليات عليها..
فأجبتُها بابتسامة: وهذا يعني أنني بالمكان الصحيح. فضحكت وأردفت: بالضبط.. ولا تتخيلي كم نحتاج لذلك!
قدمتُ محاضرتي المجانية “يوميات حب XL” للنساء عامة عبر نادي ريماس القرآني:
وجمعية ريحانة الأسرة:
ولم أشعر للحظة أن هناك حاضرة شعرت بالملل.. او رتابة المحاضرة..
كلهن كنّ مشدوهات.. وكأني أتحدث من المريخ أو أقدم شيئاً ثورياً..
رغم أن حديث محاضرتي كله كان يدور حول فكرة واحدة: أحبي نفسك.. وقدّريها!
إحدى محاضراتي المجانية التي كانت في قاعة ميموريز، وهي قاعة أفراح.. تبرّع صاحبها مجاناَ للجمعيتين المنسقتين (مركز الإيمان القرآني ومركز الضياء القرآني).. وكان التنسيق والإعداد عبر الصديقة الرائعة “رشا العلي”.. ذات الشخصية البشوشة.. التي روت لي تفاصيل حجز القاعة بداية ب٦ دنانير فقط حتى أغرقتُ من الضحك.. لتعكس لي بساطة وعفوية الطرفين (طرفها وطرف أصحاب القاعة).. وجهدهما لنفع النساء بأي طريقة..
كانت القاعة ممتلئة عن آخرها.. وكأننا في عرس حقيقي.. وكان استقبالي ومن معي بحفاوة بالغة من مدخل القاعة.. بالتمر والقهوة العربية..
تحدثتُ لمدة ساعة ونصف أمام وجوه رائعة من النساء.. كلهن مبتسمات بلا استثناء.. ثم بنهاية محاضرتي.. صعدت الى المنصة امرأة.. قبّلتني.. وقالت وهي تغالب دموعها.. أنها جاءت هنا وهي مكتئبة.. مثقلة بمشاكلها.. تعافر مع من حولها في حياتها وتتساءل: هل من المعقول أن كل من حولي صح وأنا على خطأ؟ لكنها بعد حضورها لهذه المحاضرة.. تأكدت أنها على الطريق الصحيح.. وأن عليها أن تدفع الثمن فعلاً لتسير في المسار الذي تريدها لنفسها وحياتها..
وفي محاضرتي المجانية الأخيرة.. في الحديقة الألفية.. خرجت “خولة” لتتحدث عن تجربتها.. وهي عضوة قديمة معنا في استروكافيه.. تجشمت عناء الحضور من منطقة الأزرق (يبعد ساعة من مكان المحاضرة).. وقالت أنها قرأت مقالاتي في استروجينات من أولها لآخرها (ختمتها حسب قولها).. وكنتُ بالنسبة لها شخصية خيالية تتمنى الالتقاء بها.. وأصرت على حجز مقعدها في دورة “امرأة VIP” رغم ثمنها المرتفع بالنسبة لها.. فقالت بمرح أمامنا أنها لتسدد مبلغ ٥٠ ديناراً أخذت معها ٥٠ بهدلة!!!
تلك الروح العفوية.. الرائعة.. التي تتسلح بمرحها أمام الحياة.. تلمستها أيضا في المتميزة “رنا القيسي” مسؤولة مراكز جمعية المحافظه على القرآن الكريم الفرع النسائي الأول.. المركز الوحيد الحاصل على شهادة الأيزو لمعايير الجودة والفائز بالمركز الأول عدة أعوام بين المراكز الأخرى ضمن معايير العمل المتميزة فيه.. رغم أنه مركز قرآني تطوعي.. لكنه أشبه بمؤسسة احترافية تديرها نخبة من النساء الرائعات!
تحدثت معنا رنا القيسي ومساعدتها البشوشة رنا العادل.. كلاهما تديران نفس المكان.. لكن الأولى تعمل بصمت.. وتصنع الإنجازات.. والثانية تتلقى التهاني والتبريكات بسبب تطابق الأسماء!
هكذا تقولها المساعدة وهي تضحك بمرح.. وتعتليني الدهشة.. كيف تنسجم هاتين الشخصيتين المختلفتين بهذا القدر من التناغم.. بين الجدية والضحك.. كيف يكون هذا التفاهم بينهما سوى أنها قلوب تحابت في الله حقاً!!
لقاء جمعية أم القرى
وكانت من التجارب الجميلة استضافتي من قبل جمعية أم القرى للتنمية الاجتماعية ونادي الكتاب ومجموعة عابدين، للنقاش والحوار حول أطروحاتي وأفكاري في موقعي إستروجينات، بتنسيق من الأخت الرائعة “آمنة اليدك” التي أدارت دفة الحوار بمرونة طوال اللقاء الذي ضم كوكبة من مفكرات المجتمع الأردني والفاعلات فيه على الصعيد النسائي والأسري، وأكثر ما تناول اللقاء هو الصعوبات التي تواجهها المرأة في الأردن في ظل قيود الزوج والرجل بشكل عام.
وسائل الإعلام الأردنية
وخلال هذه الرحلة الطويلة.. كان استضافتي عبر برنامج “ساعة محبة” في قناة رؤيا مع أستاذ الفقه المقارن “د. عامر الحافي” وحلقة بعنوان “لغات الحب بين الزوجين“.. والشكر للأستاذة المحامية المعروفة “مرام ذنيبات” التي كان لها الفضل في تحقيق هذه الاستضافة..
واستضافتي في إذاعة التلفزيون الأردني “إقرأ” مع الأخت هناء المجالي
واستضافتي عبر اذاعة حياة إف إم مع الغالية “ميادة الحاج” في حلقة لبرنامج بيت حواء بعنوان “الصداقة بين الزوجين”
دوراتي المدفوعة “بوصلة الخطوبة” و “امرأة VIP”
وأخيراً..
كان اختتام رحلتي عبر دوراتي المدفوعة.. دورة “بوصلة الخطوبة” في قاعة فندق منور Meneur الذي قدم خدمة استثنائية.. وتجربة رائعة لجميع الحضور.. عبر توفير جميع المتطلبات والاحتياجات الطارئة خلال دقائق معدودة.. فكان تقديم الدورة من أسعد التجارب في حياتي.. وانعكست بشكل إيجابي على الحاضرات اللواتي تراوحت بين فتيات اعمارهن ١٦ عاما.. ومخطوبات ومقبلات على الزواج.. وأمهات حضرن ليفدن بمحتوى الدورة لبناتهن..
ودورة “امرأة VIP” في قاعة فندق جيراسا Gerasa.. الذي قدم أيضا خدمة متميزة من قاعة وتجهيزات وبوفيه فاخر.. وكانت صاحبته “أم خالد” متعاونة لأقصى حد قبل وأثناء وبعد التجهيزات.. لتكون تجربة مريحة وممتعة ورائعة لنا ولجميع الحضور والحمدلله..
لفت انتباهي فقط صعود إحداهن لتحدثني أثناء استراحة الدورة.. لتهمس في أذني بأن هناك فكرة نمطية سائدة للأسف عن مقدمات المحاضرات “الملتزمات”.. بأنهن ناس “مش كلاس”.. وأن كون الواحدة “ملتزمة” يتعارض مع كونها أنيقة.. أو فرفوشة.. أو مبدعة! لكنني جئتُ وغيرتُ هذه الفكرة النمطية التي حملتها “هي” في ذهنها.. بأسلوب طرحي الذي يخاطب احتياجات النساء بعفوية ومرح.. دون جمود في قوالب قديمة بالية..
وجدتُ أن هناك حاجة حقيقية.. للمرأة في الأردن.. لمن يبعث في نفسها الأمل والتفاؤل.. ويجعلها أكثر استرخاء للاستمتاع بتفاصيل حياتها اليومية.. ليكون لها القدرة على استغلال قدراتها ومميزاتها الحقيقية في تحقيق طموحاتها التي تريدها لنفسها ومجتمعها..
لم أقدم الكثير.. لكن حفاوة النساء في الأردن.. وتعطشهن لكل كلمة قلتها.. جعلني أشعر أن لدي الكثير لأقدمه لهن.. وأنني ما زلتُ في بداية الطريق..
وانتهز الفرصة هنا لشكر أماكن بيع تذاكر الدورات المدفوعة الذين تطوعوا لهذه المهمة بكل رحابة صدر ودون مقابل:
اللقاء الأخير
آخر ليلة من هذه الرحلة الاستثنائية.. كانت مع رائدات فريق الدعم في الأردن.. اللواتي كان لهن الفضل لتذليل العقبات وطرق جميع الأبواب وتسهيل جميع الإمكانات من أجل أن تكون هذه الرحلة والمحاضرات والدورات عبرها حقيقة..
سوسن حمايدة.. الصديقة الحبيبة التي استضافتني في بيت والدتها وأختها طوال الزيارة.. والتي انتقلت بالحلم إلى حقيقة.. وقامت بتنسيق جميع الدورات المجانية والمدفوعة..
خلود طويلة.. التي كان لقاؤنا الأخير في بيتها الذي عكست كل زاوية منه ذوقها الراقي الرفيع.. والتي قدمت مجاناً قاعة جمعية ريحانة الأسرة التي تديرها.. لإقامة حفل لقاء استرو الأردن.. وكان لها الفضل في التعريف بفندق مينور وجيراسا لتنسيق الدورات المدفوعة..
رنا العادل التي كانت حلقة الوصل مع جميع الجمعيات والمؤسسات الأردنية التي تواصلنا معها لتقديم الدورات المجانية..
ميادة الحاج التي كانت حلقة الوصل للتواصل مع وسائل الإعلام الأردنية..
رشا العلي.. التي كان لها تأثيراً كاريزمياً لإقناع بعض الأماكن لبيع تذاكر الدورات المدفوعة وأهمها محلات روان كيك المشهورة..
ونسرين حمايدة.. التي كانت مشرفة مساعدة في أغلب الدورات.. وقامت بجهود رائعة لتذليل كل العقبات والتسهيلات خلالها..
كانت سهرة نسائية عفوية ومرحة بامتياز.. فقدت خلالها وعيي وأنا جالسة من شدة نقص النوم الذي عانيته طوال الأيام العشرة الماضية.
لكن ما أذهلني وأشعرني بحفاوة هذا الشعب المضياف حتى اللحظة الأخيرة..
أنني عندما قلتُ لهن بأنني لم أجد الوقت حتى الآن لأذوق المنسف الأردني.. سارعت صاحبة البيت “خلود” بتجهيز السفرة ووضع منسف أردني وصلها من جارتها بنفس اليوم..
وعندما تساءلتُ باستغراب عن “كُلّاج عمر” الذي جاء ذكره على ألسنتهن خلال الدردشة.. سارعت “رشا” بالاتصال وطلب الكلاج ديليفري للبيت بنفس اللحظة!!
لا أجد حقاً كلمات توفي حق هذا الشعب وكل امرأة التقيتُها فيه..
تعلمتُ منهن كمية من المجاملات والردود المرحة جعلت من كل حديث معهن متعة في حد ذاتها..
تعلمتُ منهن أن كل حلم.. بإمكانه أن يصبح حقيقة.. وبجهود شخصية جداً..
تعلمتُ منهن أن المرأة الأردنية لديها إصرار عجيب.. لتحقيق الكثير.. وإنها لو تُركت تحقق ما في رأسها.. فسينقلب المجتمع بأكمله ١٨٠ درجة إيجابية!
تعلمتُ أن الحب يصنع المعجرات..
وأن المعشر الحلو.. يصنع اليوم الجميل..
وأن البناء يظل بناء.. من أحجار صماء..
لكن العلاقات البشرية الحميمة.. النابعة من القلب.. هي ما تجعل الأحجار حية تنطق.. وتصنع.. وتغير كل شيء!
تجربة أولى لا تُنسى.. عشتُها في الأردن.. ولن تكون الأخيرة بإذن الله..
الكثير من النداءات جاءت مطالبة لطرح دوراتي في مصر والجزائر والعراق وفلسطين وسوريا وتركيا..
لكل من طالبت بهذه الدورات..
أرحب بتواصلك وجهودك معي لجعل الحلم حقيقة..
فحلم طرح محاضراتي ودوراتي في الأردن.. تحقق عبر شخصيات عادية.. قامت بأمور غير عادية!
يمكنك القيام بأي شيء تريدين.. فقط إن أردتِ ذلك.. وانتقلتِ من مربع ردة الفعل.. الى مربع الفعل فعلا!
بإذن الله:
سيتم طرح دورتي القوة الناعمة أونلاين في سبتمبر ٢٠١٧
وطرح دورتي امرأة VIP أونلاين في أكتوبر ٢٠١٧
وطرح دورتي بوصلة الخطوبة أونلاين في شهر نوفمبر ٢٠١٧
وطرح دورتي مذكرات زوجة مثيرة أونلاين في شهر يناير ٢٠١٨
وحتى دوراتي المباشرة القادمة..
ألقاكِ دوماً..
بإنجازات أخرى جديدة..
وحب XL
الله يعطيك الصحة والعافية أستاذتنا خلوود وبارك الله في جهودك .. ونشكرك على مشاركتنا هذه الذكريات الجميلة والدروس الرائعة من المواقف التي حصلت معك .. فعلا .. هناك دروس كثيرة… اقرئي المزيد »
كما أحببت مبادرة وهمة الأخوات في الأردن
زادهن الله من فضله ..
جزاك الله خيرا استاذتي الغاليةدمعت عيني وانا اقرا المقال عدت بذاكرتي إلى صديقاتي العزيزات اللواتي كنا فعلا كأننا اخوات ولكن القدر فرقنا …..راااااائعة مشاركتك لنا رحلتك مع اعز الصديقات دمتم… اقرئي المزيد »
مقالكِ أدخل السرور على قلبي.. كمية الحب التي تشعُّ من هذا المقال جعلني أتمنى أن أحظى بسفرة مليئة بحب الخير و ملاحظة الجمال في كل شيء و العطاء و رسم… اقرئي المزيد »
من أجمل المقالات التي قرأتها.. وأكثرها تأثيراً في نفسي.. قد يكون ذلك من كم المشاعر الصادقة الهائل النابعة من القلب والواصلة فوراً للقلب.. أو يكون لأنني كنت إحدى اللواتي حظين… اقرئي المزيد »
عندما قرأت المقال حلقت في سماء الذكريات وبدات أناملي تداعب قلمي كي تنثر ذكرياتي انا معك أستاذتي الغاليه ❤️❤️ ومن هنا تبدأ ذكرياتي في الاردن كانت لي تجربة فريدة وجود… اقرئي المزيد »
كلامك جميل حبيبتي نسرين جزاك الله خيرا على ماتبذلينه وبارك الله فيك ..
شكرا استاذه لمشاركتنا تجربتك الجديده في الاردن .. اعطتنا جرعه من التفاؤل والامل والقوه .. انشاء الله جميع النساء العربيات يتوازنا مع ذواتهن ونستطيع خلق بيئه افضل اذا ماتسلحنا بالدين… اقرئي المزيد »
ما أجمله من مقال وما أجملها من مشاعر وتفاصيل تنبع من قلبك استاذتنا الغاليه خلود لك جزيل الشكر لأنك منحتينا اجمل وقت وأجمل الدورات جعله الله في ميزان حسناتك ……… اقرئي المزيد »
روعة خلينيني فعلا أعيش الجو و كأني كنت معاكم بتجربة حقيقية ما أجمل أن نحتفظ بكثير من التفاصيل الدافئة بعد كل تجربة جديدة بكل تأكيد واجهتك مصاعب و عقبات و… اقرئي المزيد »
رائع جدا هذا المقال.. جعلني اشعر بالسعادة لانني من الاردن. لقد وصفت الأمر بطريقة نبهتني بأنني لم اعد أنتبه لجمال الأشياء من كثرة الاعتياد! رحلتك اكثر من رائعة وعطاؤك كان… اقرئي المزيد »
ماشاء الله كم أغبط نساء الأردن اللاتي التقين بك و سنحت لهن الفرصة بحضور دوراتك جميل أنك ذكرتِ الدعاء و دخلتِ البلد الجديد بنية جديدة جميلة أسأل الله أن يكرمنا… اقرئي المزيد »
لا أدري لما دمعت عيناي و انا اقرا المقال غمرتني سعادة عارمة ملات كياني رغم مناوشات اولادي, هنيئا لنا نحن النساء بك و بأمثالك,
شكرا