عندما بدأت في هذه الدورة شعرت أنني “حرامي” من هؤلاء الأربعين الذين يقفون مبحلقين …
مستعدين لأي فرصة للاستيلاء على هذه الكنوز التي تخبئها تلك المغارة ..
بانتظار “علي بابا ” ليصدح بتلك الكلمة السحرية أمام أسماعنا: ” افتح يا سمسم ” !
وقفت منتظرة متلهفة غايتي مثل غاياتهم .. السرقة !
أريد كل ما في هذه المغارة العجيبة من كنوز من ذهب من ألماس من مجوهرات من تحف لي ..
لي وحدي .. مثلما كان يجول في أذهان بقية الأربعين ..
نظرة مترقبة تستعد للقنص بانتظار اول خطوة لي في تلك المغارة ..
صدح بها “علي بابا ” : ( افتح يا سمسم )
وما أن تفوه بها حتى تعالت الأصوات و تنوعت .. أصوات صراخ .. ضحكات.. بكاء .. عويل ..
وتدافع الأربعون ليبتلعوا كل ما في المغارة وإن كان فوق حملهم .. فالفرصة واحدة والبوابة ستغلق سريعاً..
إلا أنا ..
ما إن خطوت خطوتي (لا أدري أأحدهم دفعني أم خطوتها لوحدي؟)..
لا أذكر..
فالأقدام كانت سريعة تنتشل بطريقها أياً منا بسرعة البرق ..
ما إن وضعت قدمي الأولى مثقلة بالخوف من الآتي .. في تلك المغارة .. حتى ذهلت!!!
وقفت في زاوية واحدة ..
نعم تلك الزاوية ما زلت أذكر رائحة الغبار فيها.. ملمس صناديق الكنز.. لون الذهب الأصفر اللامع ..
وقفت مشدوهة عاجزة عن الحراك .. ما هذا؟ ما الذي أراه؟
أتلفت يميناً و يساراً .. أحملق في الأشياء من حولي .. ألتقط أنفاسي بصعوبة ..
أخطف من سنين العمر لحظة .. ألوك بحسرة تلك اللحظة الوحيدة ..
اللحظة الفارقة في كل حياتي !!!
أبكي بحرقة .. بحرقة الثلاثين عاماً و أكثر التي مضت من عمري !
لم يدرك أحد من ” الأربعين” ما يعتريني .. فالكل منشغل باقتناص الفرصة ..
بالكاد ألمح أطيافهم تجري هنا و هناك محمّلين بكل تلك الكنوز..
متدافعين مثل الحمم البركانية ..بأصوات صراخهم تارة و ضحكاتهم تارة أخرى ..
وقفت وحيدة أمام تلك الزاوية .. أنظر و أبكي .. فكيف أسرق ما هو أصلاً ملكي ؟؟؟
تلك الصناديق التي وجدتها هي ملكي أصلاً ..
أذكر تلك الأيام التي شعرت بحاجتي للاستغناء عنها و قمت برميها !!
تلك المجوهرات كانت بالأصل قلاداتي أنا التي أشعرني الجميع أنها “موضة” و انتهت فتخلصت منها !!
كل ما وجدته كان يخصني .. محفور عليه اسمي أنا “حنان” ولكن منذ زمن طويل ..
طويل الى الحد الذي كنت قد نسيت أن هذه الأشياء لي .. تخصني !!
أنظر ولا أكف عن النظر .. أحدهم قام بنفض الغبار عن ممتلكاتي .. بتلميع قلاداتي .. بترتيبها بشكل آخر جديد ..
بشكل يجعل لعابي يسيل لمجرد رؤيتها ..
يجعلني أتلهف لاقتنائها من جديد و كأنني أراها للمرة الأولى ..
أحدهم قام بتشذيب تلك الأشياء و إعادة فرزها بطريقة ساحرة ..
تجعلني راغبة باحتضانها من جديد .. لأخذها معي .. لإيجاد متسع لها في منزلي .. ولكن هذه المرة لن أتخلص منها .. أبداً
لن أسمح لأحد من “الأربعين” أن يخطفها مني مجدداً..
أحدهم هذا كان هو الأستاذة خلود الغفري التي أعطت من وقتها الثمين ل” حنان” و قدمت لها هدية ثمينة لن تنساها ما عاشت ..
نعم هي أهدتني تلك الطاقة المفعمة بالحياة .. مغلفة بالحب .. بيدٍ من عطاء
هديتها كانت لي هي ” أنا” ..
أهدتني نفسي !!! أهدتني حنان !!! كيف ذلك ؟؟
كيف أكون هدية وأنا لم أشعر من قبل بأن لوجودي معنى أصلاً غير فطرتي بالأمومة ؟؟
لربما يتسع هذا العالم لي .. و لربما تنتظرني مئات البوابات السحرية !!
و لربما اصبحت مسافرة من الدرجة الأولى على خطوط الأستاذة خلود الجوية ..
لأحلق معها ضمن رحلة اكتشاف ذاتي ..
” أغلق يا سمسم ”
حنان محمد
خريجة دورة “القوة الناعمة“- الدفعة الخامسة
فبراير ٢٠١٨
اللهم بارك إبداااااع إبدااااااااع
أبدعتي أختي حنان … ولسان حالك يتكلم عن كل واحدة فينا ، تفجرت داخلها طاقة مفعمة بالحيوية والحياة والعطاء بعدما كانت خامدة داخلنا . والفضل يعود بعد الله تعالى لأستاذتي… اقرئي المزيد »
رااائعه صديقتي حنان لن استخدم التسويف في قولي وعلى الدرب ساتغير لان التغييير ياتي وحده دون شعور يسري فالعروق بدهشه وبغرابه .. ربما كنت انا الخاتم العثماني الذي اريد اقتلاعه… اقرئي المزيد »
تصدقي يا حنان انا ايضا اقف ذات الوقفة وذات الدهشة تعتريني وانا اهمس لنفسي ان اصل متأخرة خير من ان لا اصل ابدا. وساوس الراحة تضج بالصراخ ان لافائدة تأخرتي… اقرئي المزيد »
❤️❤️❤️
يعجز اللسان عن وصف الجمل والكلمات لاتكفي ولا الاربع وعشرون حرفا يكفي اوصف ماتفعله الاستاذه خلود ..
وكلماتك هنا ذو شجن عمممممميق .. بارك الله فيك
رااااائعة
و هذا حال متدربات و طالبات الأستاذة خلود الغفري. هذا الشبل من ذاك الأسد. في أشد الشوق لدخول دورة الأسرار، يا رب يسرها لي
ابدااااع الاستاذه وما تخرجه من طاقات متدرباتها وتفتح اغوار العقول وابارها التي ردمت بسبب تراكمات السنين وجعلتهن يستخرجن بأيديهن كل الجواهر والالماسات التي عفا عليها الزمن ولعبت بها ايادي الماره… اقرئي المزيد »
هنيئا عقبى لنا ننقبل اول ثم نكتشف كنوزنا