بقلم أ. روان درّس
بئر علاقتي بنفسي
ذات يوم أخرجت ماردي من مصباحي القديم ، قلت أريد أن أفجر طاقاتي ، لكن ما إن أخرجته حتى اختفى ، ولم أجده😢.
بحثت عنه في كل مكان ، تجولت في حديقة عقلي علي أجده هنا أو هناك ، بحثت حول الآبار ، وخاصة بئر علاقتي بالله ، لأني بدأت بتعبئته ، لكني لم أجده !
نظرت في ماء البئر حزينه ، لكني رأيت على الماء انعكاسا لبرج عال لم أره من قبل !
أسرعت بنظري أبحث عن البرج على أرض الحقيقة ، يااااه ما أعظمه . إنه ليس برجا !
هذه منارة عظيمة ، لكن كيف جاءت إلى هنا؟؟
حاولت فتح بابها لكني لم أستطع ، ويا لهول ما سمعت ، سمعت ماردي يناديني ، إنه يختبئ داخل المنارة !
قال لي : أنا مارد قدراتك و انجازاتك لكني لن أعود إليك إلا إذا علمت كيف تنظمي قدراتك وتضعي الأهداف المناسبة لحياتك ، عندها أعود إليك أفضل من ذي قبل وأساعدك في تحقيق جميع أحلامك وطموحاتك!
اغرورقت عيناي ! فأنا لا أعلم عم يتحدث ، ظننته سيلبي لي أحلامي دون عناء.
صرخت في وجهه: أنا لا أفهم ما تقول 😭
نظر إلي وقال : عندما تريدين القيام بعمل بسيط مثل جمع الزهور من الحديقة ، ألا تخططين لإحضار مقص الأزهار ، ثم تحددين نوعها وتذهبين لقصها ، وأخيرا تضعيها في المزهرية؟
قلت وأنا مندهشة : بلى.
قال : أهدافك التي يجب أن تضعيها في حياتك حتى تستغلي قدراتك هي نفسها هذه الأزهار ، عليك أن تحددي ماذا تريدين وكيف تحصلين عليه ، ثم تقومين بإنجاز العمل ، وحتى يسهل عليك الأمر جزئي الأهداف لأهداف صغيرة كما ققمت بذلك عند قطف الأزهار جزأت المهمة إلى احضار المقص ، ثم اختيار النوع … وهكذا .
وهذه المنارة التي اختبئ بها ، ما هي الا مثال مميز لمن يضع له أهداف صحيحة مجزئة ، ويقوم بتطبيقها ، فتصبح كالمنارة التي توضح للسفينه اتجاه سيرها .
وتذكري أن النجاح الظاهر لا يكون نجاحا الا بالنجاح الباطني ، النجاح النفسي الداخلي ، سيطري على أهدافك وخطوات سيرها.
وانتبهي لحديقة عقلك فلا تتركي فيها الأعشاب الضارة ( أفكارك السلبية حول ذاتك والانتقادات السلبية التي حولك خاصة بعدما تبدئين بالعمل لتحقيق أهدافك)
قلت : وهل سأنجح بعد ذلك وتعود الي؟
قال : سر النجاح هو الثبات على السعي وراء الهدف ، ضعي المنارة أمام عينيك وانطلقي ، تسلحي ببئر علاقتك بالله ، واستمري 😃
جلست بجوار بئر علاقتي بالله أدعوه وأبكي ، فأنا لا أعلم ما الذي علي فعله ، لأستعيد مهاراتي وقدراتي وماردي الذي تسلح داخل المنارة والأهداف التي يتحدث عنها !
ماذا أفعل يا ربي؟؟
تلاطمت أمواج أفكاري ، وصارعتني حتى غصت في أعماق أعماقي أبحث عن مخرج
وخطرت ببالي عبارة ( اعقل وتوكل ) ، لكن أين العقل هنا؟ كيف اتصرف ؟
وجدت نفسي تجيبني على سؤالي:
عليك أن تبحثي وتبحثي عن الأهداف ، وكيف تكتبيها ، ثم كيف تطبقيها .
لكن هذا سيأخذ من وقتي الكثير😢 ، وأنا لدي مسؤوليات البيت والابناء والزوج!
فماذا أفعل؟؟؟😭
تذكرت وقتي المستقطع!
نعم ، سأبحث عن الاهداف في الوقت المستقطع الذي خصصته لنفسي 👍
قمت واستعدت طاقتي ، ملأت جوفي من بئر علاقتي بالله وانطلقت 💪
وفعلا بدأت ، جمعت المراجع وقلت يا هادي 😃
بحث كثيرا وقرأت ، إلى أن وجدت في إحدى مقالات الأستاذة #خلود_الغفري كلمة كايزن وهي تعني التغيير المستمر إلى أن تصل إلى شخصيتك المميزة الفريدة .💪
بعدها قررت أن أبدأ بتغيير نفسي تغييرا مستمرا للأفضل حتى أصل إلى شخصيتي المميزة ، ثم انتقلت إلى منارتي التي في حديقة عقلي وقررت أن أزرع حولها خمس أزهار كل زهرة تذكرني بأهم القواعد لتطبيق الاهداف:
🌹الوردة الأولى التي وضعتها أمام الباب مباشرة تذكرني بوجوب تكريس عشر دقائق أسبوعيا لتدوين الاهداف والتفكير بعمق في مغزى انجازهم ( اخترت المدة حتى تكون الأهداف قصيرة المدى ، اي انها تطبق بسرعة وترين نتائجها مباشرة ، فهذه الاهداف الصغيرة هي التي توصلنا لاهدافنا الكبيرة)
🌹والزهرة الثانية التي وضعتها بجانب الأولى تذكرني بأهمية التصور الذهني للنتيجة النهائية للهدف الذي وضعته ( أي أن أتخيل كل شيء بالتفصيل من بداية كتابة الهدف حتى انجازه ورؤية نتائجه ، وهذا يعطي العقل الباطن وجوب تحقيقه لان العقل الباطن لايفرق بين الحقيقة والخيال)
🌹أما الزهرة الثالثة فكانت تذكرني بالحماس .
نعم ، فالحماس هو أحد المكونات الأساسية للنجاح ، أن تطبقي هدفك بهمة ونشاط وحماس ستجدين ذلك في قمة المتعة والاثارة 😉
🌹وبالنسبة للزهرة الرابعة فهي تذكرني بممارسة الضغوط الايجابية على نفسي (مثلا اقوم بعقد اتفاقية مع نفسي والاصرار عليها ، واعطاء نفسي عبارات تشجيعية مثل انزال الوزن ، أو تبكير ساعة الاستيقاظ ،لكن يجب أن لانتطرف في عقودنا اي تكون ضمن المنطق )
وأهم الضغوط الإيجابية على أنفسنا أن نبدأ بتغيير عاداتنا السلبية واحدة إثر الأخرى ، ربما تأخذ وقتا طويلا نوعا ما لكن نتائجها ستكون مضمونة .
🌹أما الزهرة الاخيرة التي زرعتها فكانت تذكرني بضرورة كتابة كل هدف قبل الشروع فيه .
واختتمت رحلتي الزراعية لهذا اليوم بزراعة شجرة كاملة من الورد ذي الرائحة العطرة بجانب المنارة تذكرني بالاستمتاع باللحظة ، أي أن أستمتع بكل ما اقوم به ولا استعجل النتائج ، أضحك وألعب كالاطفال ، أعيش وقتي المستقطع ، أستمتع بالمطبخ ، مع أطفالي ، وفي كل وقت وعمل حتى لو كان واجبا علي.
أنا اليوم في غاية السعادة فقد حددت أهدافي الصغيرة لأصل الى أهدافي الكبيرة ، جاهدت وثابرت ، سقطت وتعثرت، أخطأت لكني بدأت أتعلم من أخطائي
وبعد هذه المدة من المجابهة والمناورة مع الأهداف وتطبيقها آن لي العودة إلى المنارة واسترداد ماردي😊 .
انطلقت مثل الصاروخ في حديقة عقلي ممرت ببئر علاقتي بالله المملوء تماما بسبب استمراري بشحنه وملئه ، ومن ثم مررت ببئر علاقتي بنفسي الذي بدأ يمتلئ رويدا رويدا ، غرفت منه قليلا لأشعر بقيمة ما أنجزت ومن ثم وصلت المنارة، طرقت بابها ليخرج المارد منها وأبدأ برحلتي مع تحقيق أحلامي ، إلا أنني تفاجأت بماردي يقول لي يجب أن تدخلي المنارة وتتعرفي عليها لأن هذا سيسهل مهمة تحقيق الأحلام !
فغرت فاهي مصدومة !
ما دخل هذا بذاك؟
على كل حال لن أخسر شيئا ، سأدخل .
فتحت الباب على مصراعيه ودخلت فصدمت أن هناك بابا داخليا ،مكتوب عليه
(باب التكمن من الذات ) !
ما هذا يا ربي؟!
ما كل هذه الغرائب ؟
قال لي المارد تحلي بالصبر وادخلي .
تنفست الصعداء ، فتحت الباب ودخلت ، وجدت ممرا طويلا فيه عدة غرف على باب كل غرفة اسم ، توجهت إلى الباب الأول وقبل فتحه قال لي المارد انتظري!
أتذكرين قيود نفسك الداخلية؟
هززت برأسي أي نعم.
قال يجب أن تعرفي أن هناك قيودا تقيدين بها نفسك من الخارج ويجب أن تتخلصي منها قبل أن تدخلي هذه الغرف ، إنها قيود التزاماتك ، عملك ، بيتك ، كل واجباتك ، يجب أن تتخلصي من الفوضى التي تعم في قلبك وعقلك ، وتتنازلي عن وضعها كعوائق أمامك ، وتقومي بعقد اتفاقية سلام مع نفسك .
صرخت وأنا واضعة يدي على رأسي : أنا لا أفهم شيئا!!
قال لي لماذا نوقف السيارة إذا حمي محركها ؟
قلت له : حتى يبرد .
قال: وهذا ما تفعلينه هنا مع نفسك بالضبط ، النفس تتعب وتبدأ بالاضطراب من كثرة الضغوط والمسؤوليات ، خاصة إن لم يكن هناك اهتمام بها ، لكن إن توقفت لتبريدها ضمن اتفاقية سلام مبرمة بينك وبينها تساعدكما على فك القيود الداخلية والخارجية ، فإن هذا سيعطيكما صداقة وحميمية تجعلكما تخرجان الكثير رغم كل مسؤوليتك .
ابتسمت لإدراكي ما يعني وأغلقت عيني لأقوم بعقد اتفاقية السلام مع نفسي وكسر قيود المسؤوليات الكثيرة التي قيدت بها نفسي دون ترتيب للاولويات ، ثم فتحت عيني وأنا بقمة الرضا وانطلقت للباب الأول من ممر باب تمكين النفس :
1.غرفة الاختلاء مع النفس :
دخلت الغرفة وجدتها عبارة عن حديقة خلابة ، مع كرسي مريح جدا ومكتبة ومكتب جميلين لكن هناك على المكتبة يوجد علبة دواء، أسرعت إليها وقرأت اسمها فوجدت مكتوبا عليها : دواء الصمت لمداواة النفس ، فتحت المنشور التعريفي فتعلمت منها ان هذا الدواء هو لاشعال عبادتي التفكر وتقييم الذات ويجب استخدامه يوميا من 15 إلى 50 دقيقة ، مع مراعاة اختيار مكان بالبيت نسميه ( الملجأ النفسي السري) لنطبق فيه هذا العلاج النفسي لإشعال ذروة النفس واتقادها😃
خبأت الورقة التعريفية في جيبي وقد عزمت على أن أحجز بقعة في بيتي ووقتي وعقلي لممارسة العلاج النفسي التجديدي 👍.
ومن منظر الغرفة الجذاب استنبطت أن علي التحدث مع الطبيعة في فترة استخدام دواء الصمت أحيانا، لأن هذا يزيد من أثر عبادة التفكر 💖
خرجت من الغرفة وأنا في سعادة لم أشعر بمثلها من قبل وزاد شغفي في معرفة باقي الغرف .
انطلقت مهرولة الى الغرفة الثانية لأرى مافيها وما إن وقفت أمام بابها حتى قرأت :
2.غرفة الاهتمام الجسدي :
فتحت الباب ودخلت فوجدتها مقسمة إلى قسمين ، قسم المطبخ بالأكل الثحي والطعام الحي ( الطعام الحي يطلق على الأغذية النباتية الطازجة مثل الخضراوات )
والقسم الثاني حديقة للمشي والركض والألعاب الرياضية ، كما وجدت علبة دواء أخرى على نافذة الغرفة ، أسرعت إليها وقرأت اسمها فكان ( دواء مرض التعذر )
فتحت العلبة وأخرجت ورقة المنشور التعريفي فقرأت فيها :
كفاك أعذارا وأنجز ما أنت فاعله ، لاتنتظر النتائج لكن اسع ، واجتهد ، والنتيجة قادمة لا محالة ، ضع الهدف وتحرك ، ولا تسأل كم مضى من الوقت ، فالوقت ماض بانجاز او بدونه .
اتسعت عيناي ، فهذا ما أعاني منه ، أريد إنجاز الهدف بأسرع وقت وإذا تأخر الانجاز تعذرت وتحججت بأني لا استطيع الاستمرار ، وخاصة مع موضوع اهتمامي بجسدي فإما برامج تخفيف وزن سريعة وفعالة وإما فلا ، يا إلهي كم أهملت جسدي والاهتمام به والاستمتاع بذلك ، فعلا علي أن أنوي الاهتمام والمحافظة على وزني باتباع العادات السليمة دون الاهتمام للسرعة أو الاستعجال👍
خرجت من الغرفة وأنا أشعر بأنني انتصرت على نفسي وتعالجت من مرض التعذر، وبدأت أحث الخظى للغرفة الثالثة ، وقفت عندها وأنا ألهث .
أغمضت عيني أتخيل ما يمكن أن يكون داخل هذه الغرفة .. برأيكم ماهي؟ وبم تنصحنا؟ وما الدواء والعلاج الذي يقبع داخلها؟
ياربي باربي يوفقك ويسعد قلبك ويشرح صدرك على ماقدمتييييه
جزاك الله خير
درر
واياكم .. اللهم اكتب لنا ولكم الاستفادة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته غاليتي روان كلامك في منتهى الروعه كنت أقرأ وأتمنى الاينتهي المقال ولكن الأهم من هذا أن نبدأحقا بالتغيير ولكن في الحقيقة أعاني جدا من عدم… اقرئي المزيد »
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
غاليتي حددي اهدافا كبيرة وطويلة المدى ثم جزئيها لاهداف صغيرة يومية ونفذيها , يمكنك الاستعانة بكتاب ابدا بالاهم ولو كان صعبا
ما شاء الله مقال رائع لقد لخصتي به كل ما احتاجه وتحتاجه اي امرأه او ام ل تجد نفسها وترتقي بها لقد ابدعتي حقا وانا ارى ان الباب الاخير هو… اقرئي المزيد »
احسنت في اختيار الباب القادم لكن قبل هذا الباب هناك باب يساعدك لدخول باب الثقة بالنفس .. تابعي الجزء السادس
ربما ما ما كتبتيه يتكلم بلسان حال كل امرأة واكل أم فعلا هذا هو حالنا مع انفسنا ويحتاج الى ان نغير انفسنا ونعمل على اصلاح ذواتنا والاهتمام بجسدنا وعقلنا وصحتنا… اقرئي المزيد »
فعلا
علينا بانقاذ انفسنا اولا
نعم فنحن وقود اولادنا ان لم نملأ انفسنا ما استطعنا افادتهم
مقال جد رائع استاذتنا الكريمة . مقال يوضح ما بي انفسنا ويطرح ما نعانيه في حياتنا التي اصبحت روتين يومي قيدنا به عقولنا والتزمنا بي تطبيقه . شكرا لي توضيح… اقرئي المزيد »
رائعة ما شاء الله هناك الكثير من الغرف التي علينا دخولها واستخراج علب الدواء منها لعلاج الامراض التي تستوطن قلوبنا وانفسنا ولكل منا غرف تختلف عن غيرها ، وبما انك… اقرئي المزيد »
المقاله رائعه ولامست أعناق نفسي وكأنها تتحدث عما اعاني وماارغب فيه من تغير واعطتني جرعه حماس واصرار أن لبذل الجهد واثابر لتصل إلى المستوى الرفيع الذي تستحقه ذاتي التي اهملتها… اقرئي المزيد »
الحماس ضروري جدا ، لكن الخطوة الاهم هي الارادة والاستمرار ، ضعي الهدف امام عينيك وانطلقي
جميله جدااااااا المقاله ده ربنا يجازيكى خير اعتقد تمس كل نساء العالم ان شاء الله نبدا بتطبيقها انا فعلا كنت فى بدايه الخطوات ولكن المقاله وضحت الصوره اكثر واعطيتنى الحماس… اقرئي المزيد »
ربنا يعينك ويقويك