بقلم أ. روان درّس
أمسكت يد الباب الثالث وعيني مصوبة تجاه اللافتة المكتوبة عليه:
3. (غرفة المعرفة الوفيرة) :
فتحت الباب ودخلت، فأذهلني كم الكتب الموجودة في هذه الغرفة ، على الرفوف ، والسرير ، والمكتب ، والأرض . أتجول بينهم أبحث عن علبة الدواء لأعلم ما المرض وعلاجه!
ها هي هناك ، أخر رف في المكتبة ، يا له من مكان بعيد!
صعدت على المكتب حتى استطيع الوصول إلى أخر رف ، حاولت وحاولت ، إلى أن وصلت بصعوبة بالغة ، أمسكت العلبة وقرأ ( دواء مرض أصفاد الجداول)!!
أسرعت بفتحها لإخراج المنشور التعريفي وإذ به:
لا تعش حياتك مكبلا بأصفاد جدولك الزمني ، بل عش حياتك حسب أهدافك وأمانيك وبرمج جدولك على ذلك الأساس.
والنصيحة الأفضل لهذا العلاج ، تخصيص نصف ساعة يوميا للقراءة ، فإن قمت بذلك فهذا يعني انطلاقة عالية وهادفة في حياتك.
إقرأ نصف ساعة يوميا + إبدأ يومك بالأهم وأنجزه ولو كان صعبا = حياة بلا اصفاد😍
وإن تعالجت من هذا المرض فإنك ستصل بسهولة إلى مهارة الغرفة الرابعة
4.( التأمل واكتشاف المواهب الكامنة )
أغلقت الورقة وحملت معي كتابا أعجبني اسمه ( إبدأ بالأهم ولو كان صعبا ) ، وانطلقت ركضا إلى الغرفة الرابعة ، غرفة التأمل واكتشاف المواهب ، فتحت الباب لاهثة ، فتفاجأت بصوت يأتي من الداخل يقول لي ، على رسلك استمتعي بالرحلة ، لا تأتي الأشياء مسرعة !
فبحثت في أرجاء الغرفة بعيني حتى وجدت سيدة عجوزا تصنع معطفا صوفيا ، فنظرت إليها مشدوهة ، فأكملت : هنا يا صغيرتي لا يوجد علبة دواء فأنا العلاج في هذه الغرفة.
صمت بدوري استحثها على المزيد ، فاسترسلت قائلة :
( الطريقة المثلى للنهوض بالغد واكتشاف مواهبك هي إدراكك الأخطاء التي وقعت بها في الأمس وتعديلها)،
سألتها : ما معنى ذلك؟
قالت : ابحثي عن الايجابيات والسلبيات في أيامك و حياتك ، وبعدها باشري في إجراء الاصلاحات اللازمة لتتمتعي بأفضل الأوقات وأجمل حياة ، وثقي تماما أن هذه التعديلات التي يمكنك القيام بها ، إضافة إلى علاجات الغرف السابقة هي ما سيجعلك تعرفين مواهبك وتتقنيها ، وخذي نصيحة مني : استمتعي بأوقات ما قبل النوم وبعد الاستيقاظ مباشرة ، وسأشرح لك قبل سؤالك لي ، عيشي وقتك المستقطع قبل نومك وفكري بالأمور الايجابية ، وتخيلي كيف ستكونين في المستقبل وكل ما تتمنيه ،مارسي ذلك وأنت على فراشك ، فذلك الشعور بالسعادة يؤثر على عقلك أثناء نومك بطريقة ايجابية ويجعلك تستيقظين بحالة ممتازة جدا ، فإذا أكملت سعادتك الليلة الماضية بشيء تحبينه، ستستيقظين بطاقة هائلة وشعور ايجابي مضاعف، لتنهضي بكل مهامك بحب كبير وستجدين أن الوقت مبارك فيه لمهام إضافية ممتعة مثل تحقيق أهدافك ، وممارسة هواياتك ، استعيني بالله واملئي بئره ، ثم انطلقي بتطبيق هذه العلاجات التي حصلت عليها من هذه الغرف الأربعة وانطلقي ، وستجدين أن بئر علاقتك بنفسك امتلأ وبكثرة.
خرجت من الغرفة وأنا أشعر بانتشاء النصر ، وابتسامتي لا تفارق وجهي ، خرجت عاقدة العزم للمضي نحو ملئ بئر علاقتي بنفسي بحب واستمتاع، وخرجت إلى حديقة عقلي لاعبة بأزهارها وأعشابها .
انطلقت من المنارة منتشية من السعادة ، أشعر أنني بدأت أتعرف على طريق الإنجاز وتحقيق الأهداف ، ذهبت مسرعة إلى البئر ، بئر علاقتي بنفسي لأرى مدى امتلائه بعد كل ما جنيت ، وعندما وصلت تفاجأت بوجود أعشاب ضارة حوله ، منها الصغير والكبير ، ومنها ما غطى فوهة البئر ، ذهلت لهذا المنظر ، وحزنت وإذ بماردي خلفي يقول لي: هذه الأعشاب هي الكلمات السلبية التي تسمعينها من الناس عنك ، ستجدين المعظم يثبطك ، يحاول منعك بأقواله ، وكلما استمعت إليهم ستزداد هذه الأعشاب حتى تحطم أهدافك وحياتك ، فانتبهي لذلك ، وما أن انتهى من كلامه حتى شعرت أن عروقي تغلي من الغضب ، لماذا؟ لماذا تركتهم يدمروا آمالي وطموحاتي؟ يجب أن أنهي ذلك الآن ، فلن أسمح لأحد أن يثنيني عما أريد بعد كل هذه الرحلة، حملت الفأس الملقى على الأرض واتجهت إلى هذه الأعشاب لانتزاعها .
عملت بجد وتعب لإزالتها، وكلماتهم السابقة تطن في أذني: أنت أضعف من هذه المغامرة!
أنت لن تستطيعي ذلك!
أمتأكدة من إمكانياتك؟
وغيرها الكثير ، وكنت أسمع وأصغي ، وأترك ما أريد فعله ، إلى أن أصبحت خائفة من أي تقدم ، أو خطوة أخطوها للأمام ، لكن الآن لا ! لا! لا !
لن أتركهم يدمروا ما بقي من عمري . أتحدث مع نفسي بغضب وأنا أنزع الأشواك بعزيمة وإرادة ، لكن ما هذا؟ هناك شيء بين الأعشاب والأشواك !
تركت الفأس وبدأت أنبش الأرض بيدي حتى وجدت حبلا متينا ملفوفا بغلاف وردي !!!
يا الهي ماهذا؟
نظرت إلى ماردي نظرة استفسار ، فقال : فكي الغلاف وانظري مم يتكون ، شققت اللفافة الوردية التي عليه فما رأيت سوى خيوط صغيرة ملفوفة معا ،قد صنعت حبلا قويا ، لكن لماذا هو هنا؟ وما معنى وجوده بين هذه الأعشاب ، ومن ربطه حول بئري؟
قال ماردي : هو هنا ليذكرك أن الخيط الصغير هو ضعيف لوحده ، لكنه مع باقي الخيوط الضعيفة الأخرى صنعوا حبلا قويا جدا ، وأنت بكل ما في عقلك هو مجرد خيوط صغيرة يجب أن تجتمع لتشكل حبلا قويا يقف أمام كل المعوقات ، وهذا الحبل لن يكون قويا إلا إذا وضعت داخله خيطين أساسين هما ضبط النفس ، وقوة الارادة ، فطريقك ياغاليتي طويل ، يحتاج لضبط النفس في الملمات ، وقوة إرادة وتصميم على المضي فيه رغم كل العقبات .
وما جعل الأعشاب الضارة تكبر وتكبر هو مرض ضعف الإرادة لديك ، فإن استأصلته وأبدلته بقوة الإرادة وضبط النفس ، حتما لن تري الأعشاب بعد اليوم .
لكن انتبهي هذا يحتاج الكثير من التدريب ، وستقعين في أخطاء ، لكن المهم هو : الاستمرار.
فقلت : مادام هناك قوة إرادة لدي فحتما سأستمر مهما كانت الأخطاء والعثرات😃.
قال لي: نعم ، مارسي رياضة التخيل الايجابي يوميا خاصة عند النوم وفي الصباح، فأومأت له بالمتابعة ، فقال : رياضة الخيال الايجابي هي أن تتخيلي نفسك وقد نجحت بكل ما تطمحين اليه ، من ضبط للنفس، وقوة الارادة، وتعبئة آبارك ، وتستشعرين كمية السعادة التي ستشعرين بها وتنثرينها حولك ، وكلما شرعت بتنفيذ هدف معين ، ضعيه نصب عينيك وتخيلي نجاحك فيه ونتائجه المبهرة ، ثم انطلقي في انجازه واستمتعي بالنجاح .
كل هذا سيجعل حبلك قويا جدا ويمكنك بعدها إحاطة آبارك به وحمايتها ولن يسمح لأي أعشاب ضارة بالاقتراب منها وتحويلها إلى آبار جافة.
نعم سأبذل جهدي لأدافع عن آباري بضبط النفس وقوة الادارة 💪💪
ومتى استطعت ملئ بئريّ علاقتي بالله ، وعلاقتي بنفسي ، وشعرت بذاتي ، ستبدأ الآبار الأخرى بالامتلاء لاكتسابي خبرات قيمة جعلتني أعرف أين أنا ، وماذا أريد من كل بئر منها.
وهذه هي خلطتي السحرية بأجزائها كاملة أبثها لك بكل حب ، على أمل اللقاء بك في سلسلة جديدة .
احسنتي بالتشبيه والوصف كأني دخلت معك الغرف ونجحتي في ايصال الفكره للمتابع بدون ملل بل يقرا ويستمر ليكمل الالغاز جميل وصفك وكلام العجوز فيالغرفه لامس قلبي الطريقة المثلى للنهوض بالغد… اقرئي المزيد »