كتبت في استشارتها تقول:
السلام عليكم . انا مخطوبه صرلي 7 شهور . طبعا خطبة تقليدية وبعمري ماعملت علاقه مع حدا بس لاني حابه عيش الحب بالحلال.. انعجبت بشباب بس اعجاب من بعيد بس من مخافتي من ربي ماجربت احكي مع حدا. خطيبي وافقت عليه لانو عجبني مبدئيا. وبعد شهر من الخطبه تفاجأت بحالي انو ليش تسرعت و وافقت انا مو حاببتو بس مبسوطه اني انخطبت. ما عم حس الو مكانه بقلبي. بدي حس عم ألهف إلو بس يتصل فيني او يشوفني بالعكس مابتفرق معي ان اتصل او لا مابهتم لاخبارو. عندي بس مجرد قبول حاليا
هالشي وانا لسا مخطوبه كيف بس نتزوج؟
انا انخطبت لحتى حس بالحب بعدين اتزوج
خطيبي شب كتير بحبني ومو شايف غيري وبيحب اهلي وكل شي تمام فيه الا ما عم حس بشي تجاهو ما بعرف ليش
وخايفه ضل هيك😭😭
هلا صرلي اسبوع مو محكيتو فما حاسة بشي
صرلي ست شهور اعطي حالي فرص وماعم يتغير فيني شي لا شوق ولا شي
اسفه عالاطاله بتشرك كتير.. جزاك الله خيرا استاذه
أهلا عزيزتي..
أغلب الفتيات المقبلات على الزواج يقعن تحت تأثير ٤ دوائر:
- الوسط المحيط (الأهل والصديقات)
- السوشيال ميديا (واتساب وسناب شات وانستقرام ويوتيوب)
- الإعلام (الأفلام والمسلسلات وحتى الدعايات)
- قصص وروايات الرومانس والإيروتيك المتداولة
وهذه الدوائر الأربع تشكل معاً في الفتاة المخطوبة ٤ حالات من المشاعر قد تمر بأحدها، أو ببعضها:
الحالة الأولى (البلوك Block):
إعجاب بالشخص الخاطب قد ينقلبا إلى تعلق وشغف (وليس حباً)
وهذه الحالة أسميها حالة “البلوك Block“، لأنها تعمي بصيرة صاحبتها (المخطوبة) من سماع ناقوس الخطر عند رؤية العيوب أو المواقف السلبية التي من المفترض أن تكشف عيوب الخاطب او مشاكل شخصيته..
مثل انعدام الطموح..
التسلط..
الكسل والبلادة..
ضعف الشخصية..
الشهوانية..
الإهمال..
الكذب والمراوغة..
الغيرة المبالغ فيها..
عدم الالتزام الديني..
الإساءة اللفظية..
إلخ….
فتتجاوز الفتاة عن كل هذه المشاكل أو تخفي أغلبها عن أهلها بسبب شغفها وتعلّقها بالخاطب..
لتتم الخطبة وتنتهي بالزواج..
وهنا.. وعلى مسافة شهرين إلى ٦ أشهر تقريباً..
تنقشع حالة البلوك.. لتتحول إلى حالة “الشوك أو الصدمة Shock”.. عندما تزول غشاوة التعلّق والشغف (وليس الحب) خلال فترة بسيطة بعد الزواج..
فتسترجع الفتاة كل المواقف السابقة في الخطوبة والتي كانت إشارات مرور حمراء وعلامات واااااضحة لما ستكون عليه شخصية الزوج بعد الزواج لاحقاً..
التعلّق والشغف جميلان في الخطوبة نعم، لكنهما ليسا مشاعر حب..
ما تعيشه أية فتاة مخطوبة، من همسات ومشاعر رهيفة، ومحادثات طويلة بالساعات، وتغزلات وضحكات، وتسبيلات العيون، والشعور بالنشوة.. هذه كلها علامات على الشغف.. الشهوة.. التعلّق اللحظي..
وهي كلها مشاعر تعمل “بلوك” فسيولوجي للفص الأمامي من الدماغي، لتؤدي إلى ما يسمى بـ “عمى البصيرة” حرفياً..
هذه المشاعر أعلاه، ليست الأساس لديمومة أية علاقة، لأنها مشاعر مؤقتة، تدوم عدة أيام إلى عدة أسابيع، وكحد أقصى عدة شهور..
لكنها تستنزف الطاقة البشرية على المدى الطويل، فيعمل الدماغ على استعادة “عافيته” أو “عقلانيته” تدريجياً، فتتراجع تلك المشاعر المرفرفة، لتزول غشاوتها الفسيولوجية عن الدماغ، فيصبح الوضع أشبه بـ “راحت السكرة وجاءت الفكرة”..
هنا وفي هذه اللحظة بالذااااات.. تظهر السلوكيات والمشاعر الحقيقية “الطبيعية”..
مشاعر الود.. والسكن.. والرحمة..
أو مشاعر الأنانية والاستغلال..
أو مشاعر النفور والتجاهل..
أو مشاعر التسلط والسيطرة..
وكل ما هو أعلاه.. هو المرآة للمعدن الحقيقي للشخصية..
وهو ما أشار عنه ﷺ “إِنَّما مثَلُ الجلِيس الصَّالِحِ وَجَلِيسِ السُّوءِ: كَحَامِلِ المِسْكِ، وَنَافِخِ الْكِيرِ….” (متفق عليه)..
فمن يجالسك.. إما أن يفوح عطره من أخلاقه.. أو يسوؤك من دناءة طبعه!
المشكلة أن الفتاة تركزززز في خطوبتها على أن تعيش مشاعر الفراشات التي ترفرف في بطنها، والتي همست بها عنها قصة حب ابنة عمها.. أو صديقتها في الجامعة.. أو ابنة جيرانها..
وللأسف هذه المشاعر ليست موجودة إلا بالطريقة المبتذلة المعروضة في الأفلام والمسلسلات..
فأصبحت الفتاة تحلم بأن تعيش قصة حب حالمة قبل أن تتزوج.. وتعيش دور بطولة سندريلا (بدون ما تكون خدامة والا يضيع حذاءها.. إنما مباشرة شورت كت إلى حفل الزواج)..
المشكلة أن أكبر مخاطر هذه المشاعر الحالمة هو ما وضحته بالأعلى (قصة السكرة والفكرة.. بالعربي الصدمة 🤪)..
وثاني أكبر مخاطرها.. أنها قد تتحول إلى فجيعة واكتئاب ومشاكل نفسية كثيرة.. إذا لم تتوج هذه المشاعر بالزواج لأي سبب كان.. وبالأخص إذا ما كان بسبب انسحاب الخاطب نفسه.
فالأفضل أن توازن الفتاة مشاعرها جيداً ولا تتعجل “الاندلاق” بهذه المشاعر مع الخاطب حتى وإن كان هناك عقد شرعي بينهما..
وللأهل.. بالذااااات الأهل.. لهم دور كبير في توازن هذه المشاعر سواء قبل خطبة الفتاة، أو خلالها.
الحالة الثانية (النضوج Mature):
مشاعر إيجابية تحليلية، لقبول الخاطب على أساس الكثير من العوامل والاحتياجات المشتركة، مع فهم لطبيعتها وطبيعته، ونفسيتها ونفسيته، واحتياجاتها واحتياجاته … إلخ (بوصلة الخطوبة).
وهذه الحالة أسميها حالة ”النضوج Mature“، لأنها تطبخ على نار هادئة، بناء على معطيات وتصرفات يومية طوال فترة الخطوبة، فيتم على أساسها القياس والتحليل من قبل الفتاة وبالمشاركة مع ”أهلها”..
حتى ينتهي الأمر بالزواج، وتبدأ حياة طبيعية بينهما بحلوها ومرها.
وهذه المشاعر “المتوازنة” هي المطلوبة خلال فترة الخطوبة، لأنها تساعد على القياس والموازنة والتحليل بشكل منطقي من أجل ما أسميه “استثمار العمر”.
يعني بالعربي لا متمسكة ولا مستغنية..
لا منسحبة ولا مدلوقة..
تتحدث بأريحية وعفوية وصراحة، مع بعض التحفظات لزوم الحدود الدينية والاجتماعية..
محتفظة بحيائها واحتشامها وخطوطها الحمراء..
لا تنجر خلف الكلام المعسول والمحاولات المستميتة لاستخراج مشاعر “الحب” أو “اللهفة” منها..
وهي بالطبع محاولات يفعلها كل شاب خاطب، بقصد أو بدون قصد، ليخرج عن مسار خطوبته إلى وضعيه الفارس الوسيم، الذي تستثيره فكرة التأثير في مشاعر أي امرأة لتقع في حبه وغرامه، فما بالك بخطيبته..
وبالتالي.. تفقد الفتاة عقلها “البلوك” لتصبح عمياء لا ترى فيه إلا محاسنه..
لكن وييييين.. البنت مصحصحة.. وأمها وراها متكتكة 😎
الحالة الثالثة (الألغام Mine)
مشاعر سلبية لامتوازنة، لأن المخطوبة “مجبورة” على الخاطب بسبب عوامل أسرية أو مجتمعية أو عوامل تتعلق بها هي:
- مطلقة
- كبيرة العمر
- عاطلة عن العمل
- غير جميلة
- لديها إعاقة
- عقيم
- وحيدة والديها
- الأخت الكبرى
- فقر الحال
- الغيرة والمنافسة مع القريبات
وهذه الحالة أسميها حالة “الألغام Mine”، لأن استمرار شحن هذه المشاعر طوال الخطبة أو ببداية الزواج (بسبب أسباب قبولها) قد ينقلب ضدها..
فتدخل زواجها وهي تشعر بالنفور.. أو الكره.. وتكثر من عقد المقارنات.. بين ما حصلت عليه.. وما كان بإمكانها أن تحصل عليه لولا كذا وكذا..
وينعكس هذا على كل تصرفاتها حتى وإن كان خطيبها أو زوجها إنساناً سوياً يحبها ويعاملها بالحسنى..
وقد يكون تجاهلها لبعض الاختلافات “المصيرية”بينها وبين خطيبها القشة التي تقصم ظهرها بعد زواجها..
فتضطر للعودة الى نقطة الصفر (بالطلاق) أو الاستمرار في زواج معادلته خاسرة من طرفها للأسف!
الحالة الرابعة (اللا نضوج Immature) وهي الأغلب:
مشاعر حيادية أو مترددة أو ضائعة تتعلق بقبول الشخص لأنه ”مقبول“ وبس.
وهذه الحالة (التي هي حالة صاحبة الاستشارة بالأعلى) أسميها حالة “اللا نضوج Immature” ..
لأنها وبغض النظر عمن اقترح فكرة أن الشخص: مقبول أو مناسب أو ماشي حاله أو حتى “لوقطة”، سواء هي أو أهلها أو مجتمعها..
فهي للأسف ستجعل الخطوبة في نظر الفتاة مبنية على “سقف توقعات وهمي” أساسه الأفلام الرومانسية، والقصص العاطفية، وتجارب من حولها. كون الفتاة ليس لديها مقاييس (أو مرجعية) معينة تبني على أساسها اختيارها، لتعمل على اختبار هذا الاختيار بمواقف وأحاديث متنوعة مع الخاطب.
يعني باختصار أخذته لأنه “مناسب”، ثم تريد أن يشتعل فتيل الحب والعشق بطريقة ما، وتعيش قصص الغزل التي تسمعها في فترة الخطوبة، لأنها فترة “رومانسية “سعاد حسني” باعتقادها!
المشكلة هنا أن الأمر قد ينتهي إما:
👈🏻بفسخ خطوبتها هذه.. وأيضاً ما قد يليها من خطوبات أخرى متتالية.. حتى تحصل على “سراب” الحب الوهمي الذي تعيش فيه الحالة الأولى (حالة البلوك)..
👈🏻أو الاستمرار حتى الزواج، وهنا قد تبدأ مقارنات كثيرة بين زوجها وبين غيره، وبين ما تعيشه في زواجها وبين ما تعتقد أنها ”تراه“ في زواجات غيرها (على الواقع أو السوشيال ميديا)..
الشعور الحيادي في الخطوبة (اللا شعور) هو أمر مخيف للأسف، ولا يجب التغاضي عنه أو تجاهله، فهو يشير بكل وضوح إما إلى:
- سقف توقعات لا منطقي
- أو تجربة سيئة سابقة لم يتم تجاوزها
- أو مقارنة وهمية تطفو على السطح
وفي جميع الحالات..
عليكِ إن كنتِ تعيشين هذه الحالة في خطوبتك، أن تراجعي نفسك.. حاجاتك.. اهتماماتك.. مدى نضوجك النفسي..
ومن ثم تراجعي “أسبابك للزواج”.. أهدافك منه وحاجتك له..
ومن ثم أسباب “قبولك” لهذا الشخص بالذات لتحقيق هذه الأسباب..
وأخيراً أن تعملي على “صناعة” المشاعر الإيجابية (حالة النضوج) التي تساعدك على تغذية هذا القبول لينقلك الى بر الزواج بشكل آمن ومطمئن.
كيف تصنعين المشاعر الإيجابية بداية؟
بالدردشة..
وبالمواقف..
وبتخطيط الحبكات..
لمعرفة الشخصية والأفكار والسلوك والمشاعر المتوافقة مع شخصيتك وأفكارك وسلوكك ومشاعرك..
ومن ثم 👈🏻 التحليل.. والمراجعة.. والتغذية الراجعة (المستقلة بينك وبين نفسك، أو بينك وبين خاطبك، أو بينك وبين والدتك ووالدك).
وكلما تكرر ما سبق وكانت نتائجه إيجابية وبالاتجاه الذي تريدين، ستبدأ شرارة من الانجذاب والاهتمام لتجد طريقها في مشاعرك، لتنتقلي إلى الحالة الثانية بإذن الله 😌
كل ما سردته بالأعلى، قد يكون صورة مبالغة للخطوبة..
وقد يعتبره البعض أنه تعقيدات لا داعي لها..
وخليها عالبركة..
والموضوع قسمة ونصيب..
وليش ندخل البنت بمتاهات ونعقدها..
ماشي..
خلينا ماشيين على نظام البطيخة إياها:
حمرا والا قرعة..
لأننا على ما يبدو.. مجتمع تعود على الblock 🤚🏻
ومن بعدها الshock 😵
وما تقوليلي ما قلت!
ثروة هالمقال وبداية لأفكار وفروع كثيرة
شكرا جزيلا
مقال جميل ورائع فعلا لازم تحضر كل فتاة محاضرات عن الخطوبه والزواج او تقرأ كتب عن العلاقات الزوجيه وفهم الجنس الآخر. الزواج قرار مصيري ويحتاج إلى دراسه واعيه ومتزنه وما… اقرئي المزيد »
مقال رائع جداً جزاك الله خيراً
انا لدي نفس المشكلة مخطوبة منذ 3 أشهر تحت ضغط من أهلي أو لنقول تأثير من كلامهم ،، أشعر بالقبول إتجاه خطيبي هو شخص طيب وعلى خلق ويحبني كثيرآ لكني… اقرئي المزيد »
اخت اية : طلبتي منها مساعدتك .. مع انها ادرجت وشرحت كل شيء بالمقالة فوق … !!!! بداية اصلاح وضعك .. انك تعملي بلوك للشخص السابق وتحذفي كل ما يتعلق… اقرئي المزيد »
مقال رائع جزاك الله خير
ما هو لو صارت بوصلة الخطوبة منهج اجباري للمقبلات على الزواج كنا خلصنا من الشربكات و العقد دي
عقليات واعية راسخة*
الله على المقال الرائع و الذي أراه تتمة للمقاول السابق، بعنوان زواج الجاهلية باسم الإسلام. لا بد من طباعته و إلزام كل فتاة و أم بقراءته، لعل و عسى أن… اقرئي المزيد »