– هذا كل شيء يا “رزان”. هل من أسئلة أخرى قبل أن أرحل؟
ابتسمت “رزان” بلطف وهي ترفع رأسها لمحدثتها:
– أشكرك على كل وقتك معي.. أتمنى لك أنتِ التوفيق عزيزتي “هادية”!
بادلتها “هادية” الابتسامة ولملمت بعض حاجياتها وأوراقها ودستها في حقيبتها، وغمزت وهي تهم بالمغادرة محاولة أن تعطي نصيحتها الأخيرة:
– ابتسمي قدر ما تستطيعين، فالناس ستحتاج ابتسامتك في هذا المكان لتخففي عنهم وتخففي عن نفسك أيضاً، ستستمتعين في هذا المكان صدقيني، فقط إن تأملتِ ورأيت الجانب المشرق في ابتلاء من يأتونك كل يوم. رقمي معك، لا تترددي بالاتصال إن احتجتني، سأحاول مساعدتك، لكنني لا أعدك أن أتواجد دائماً.
آخر ما تتذكره رزان هو جلباب هادية الخمري وحجابها الذي أحاط وجهها بكل هدوء ورقة، كانت تخطو نحو بوابة المستشفى الخارجية بخطوات واثقة، واختفت خلال لحظات باتجاه مواقف السيارات الخارجية.
الساعة ٦ مساء..
تأملت “رزان” في الملفات والأدراج أمامها بضع لحظات، بدأت في ترتيبها، وهي تفكر: حبابة جداً هذه ال”هادية”، جعلت الأمر وكأنه لعبة مسلية، هل حقاً من يعمل في هذا المكان يمكن له أن يستمتع؟
ضحكت بينها وبين نفسها وهي تغمغم: ولكن كيف؟؟؟
وَجِلت “رزان” فجأة عندما ضربت كتفها من خلفها الموظفة الأخرى “ندى” وهي تلقي بحقيبتها الضخمة وتصيح بانفعال:
– مرحى.. إذن أنتِ موظفة الاستقبال الجديدة.. هل رحلت “هادية” إذاً وتركتك في استقبال مصائب هذا المستشفى معي؟
افتعلت “رزان” سعلة تمثيلية وهي تقول ضاحكة:
– احم احم.. شكراً على التشجيع ورفع المعنويات من اللحظات الأولى..
“ندى” تهز رأسها مشيرة لجهة البوابة الإلكترونية ومطت شفتيها:
– ها هي أولى المتاعب على قدمين آتية لكِ، خذي هذه الأوراق ولا تنسي أن تسجلي كل شيء، حتى لا تتورطي في أية مسؤوليات قانونية.
سرعان ما رسمت “رزان” على وجهها ملامح جادة، وهي تتأمل وجه أولى المرضى القادمين نحوها.. عبأت بياناته، ووجهته إلى قاعة الانتظار في صالة الطوارئ..
حاولت استكمال ترتيباتها للملفات والأوراق في المكان.. رن جواّلها.. إنها والدتها تطمئن عليها.. شعرت بغصة أنها تقضي مناوبتها الأولى في أول ليلة من ليالي رمضان بعيدة عنها وعن أخوتها، بادلتها عبارات السلام والاطمئنان، ثم صدرت منها آهة دهشة عندما سقط دفتر ملاحظات صغير قديم من بين ثنيات جانب الدرج الأخير وهي تحاول إغلاقه بلامبالاة.
استأذنت من أمها وأغلقت جوّالها بسرعة.
تناولت الدفتر الأصفر الصغير.. يبدو أنه مهترئ بعض الشيء.
بل.. يبدو أنه كان مختبئاً هناك بعناية لفترة طويلة!!
لفت انتباهها الغلاف الذي شخبطت عليه بعض الغيوم تطل من بينها شمس دافئة على استحياء..
وبأصابع حريصة.. رفعت للأعلى الغلاف لتقرأ الصفحة الأولى من الدفتر..
كانت الصفحة تحوي جملة واحدة:
حبيبي يا رسول الله.
يتبع..
فكرت عند طرحك للموضوع قبلا ماذا سيكون؟ مبهرة كعادتك استاذة ان شاء الله في ميزان حسناتك و لا اخفيك انني حين ارجع لقراءة المقالات السابقة انتبه لامور جديدة،، احب اسلوب… اقرئي المزيد »
سردك للقصة جميل جداً ومشوق ❤ ما شاء الله عليك أستاذة خلود
متشوقة لسماع البقية
مقالاتك مثيرة و هادفة و اتشوق لمعرفة علاقة بداية القصة بالجنة و معنى يوتيرن..
رمضان كريم
بارك الله فيك ونفع بك وبعلمك أستاذتي الجميلة خلود الغفري.
بأنتظار المزيد… حبيبي يا رسول الله
Great start thank you so much
بانتظار المزيد
أستاذة خلود سلمت أناملك ❤️
راااائع
متشوقة جدا للبقية
اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
كثيراً ما نزور أماكن خصوصاً المستشفيات و الأماكن الرسمية و نفتقد للوجه البشوش.
متشوقة جداً للقادم
حبيبي يا رسول الله ❤ صلى الله عليه وسلم
كل عام واستروجينات بخير
بانتظار المقال القادم
بانتظار التكملة
يسعد صباحكن جميعا استروجينات ..
بدايه جميله جدا …ومشوقه انتظر ان اقراء التكمله بكل محبه وشوق ..
جزاك الله كل خير