
كتبت لي تقول:
انا امراة مؤمنة ومثقفة ولله الحمد، تزوجت مبكرا وحملت لكن ابتلاني الله بخطا طبي جعلهم يفقدونني صغيري ورحمي معا، مررت بفترة صعبة صحيا ونفسيا لكن تجاوزتها بمساعدة زوجي ووالداي، والان اكمل دراستي ومستقرة. افكر في ان ازوج زوجي من اخرى تقدم له ما لا استطيع انا، ولكنه يشترط ان نكون متفاهمتين والا لا يريد الاستغناء عني.
كل من حولي وصفوني بالتهور وقد مضى على أزمتي عام لكن ارى نفسي في الطريق الصحيح والتوازن المطلوب علما انني وزوجي على وفاق كبير والحمد لله. ارجوك ارشديني هل سلوكي سوي؟ هل لا ادرك ما افعل؟
حزنتُ لما أصابك.. وأسأل الله أن يعوضك خيراً يا ابنتي..
قد تكون بعض الابتلاءات مؤلمة.. وقد تحمل في طياتها رحمة خفية من رب العالمين..
قد نبصرها بعد حين.. وقد لا نبصرها إلا بعد أن ترفع الأقلام وتجف الصحف!
أحببتُ وصفك لنفسك بأنك امرأة مؤمنة ومثقفة..
ووصفك بأنك تتابعين دراستك وأنك مستقرة..
سؤالي لك: من الذي اقترح ابتداء بفكرة زواج زوجك؟ هل كان منكِ أم منه..؟
أرى حبك لزوجك.. ورغبتك في إرضائه وعدم الوقوف في طريق سعادته..
وربما تجدين أن السبيل الوحيد للحصول على أبناء لكِ هو من زوجة أخرى..
وأنتِ الأعلم بحاجتك تلك بالتأكيد..
لكن أحياناً ندفع ثمن مبادراتنا في حال كانت تطوعية.. ولم تطلب منا..
وأعني بالتطوعية: هي الرغبة في إصلاح حياة الآخر.. في حين أن الآخر لم يشتكِ أو يطلب رأينا أصلاً..
لكن على ما يبدو.. أنكِ بادرتِ..
ولكن زوجك اشترط ألا يخسرك.. وأن تكون الزوجة الثانية متوافقة معك..
وهذا يعني خيارين أمامك:
إما أن يختارها زوجك.. وتخضعين لاختياره.. وتحاولين التوافق معها..
وإما أن تختاريها أنتِ له.. ويكون التوافق أسهل من جانبك..
لكن نصيحتي لكِ:
كونك بادرتِ واقترحت أمر الزواج على زوجك وانتهى الأمر..
ابحثي عن زوجة لزوجك.. بمعاونة والدتك أو ما يعادلها (إن كانت حكيمة).. فهي لديها من الحكمة والبصيرة التي تجعلها تدرك ما يناسبك ويناسب حياتك..
فلا تزال سنك صغيرة.. وربما لا تدركين أطباع النساء أو نواياهن في رحلتك للبحث عن هذه الزوجة..
فتحتاجين لمن هي أكثر حكمة وخبرة وتثقين بها وببعد نظرتها..
ونصيحتي الأخيرة:
لو مضى بك العمر قليلاً.. لازددتِ خبرة بزوجك وبطباعه وبكسب قلبه حتى مع دخول زوجة أخرى..
ولكان لك دور في رعاية أبنائه منها عن طيب نفس وخاطر..
وهذا لا يتأتى إلا بعد دعك.. وتجارب.. وصقل للقوة الناعمة..
لهذا.. أنتِ لستِ على عجلة من أمرك..
ولا تحثي زوجك.. أو تشجعيه.. أو تفتحي الموضوع معه ليل نهار..
فقد تأتِ هذه الزوجة في طريق حياتك مع زوجك.. بدعوة منكِ.. واستخارة منكما..
وقد لا تأتي أصلاً.. وتستمر حياتكما برضا الطرفين بما قدره الله لكما..
من يدري!

برأيي كان ممكن تزرع فكرة تبني طفل يتيم هكذا أفضل لزواجها من أن تدخل زوجة ثانية لحياتها تشاركها زوجها والله أعلم.