كثير من النساء حققن التوازن بين حياتهن العلمية العملية، وحياتهن الأسرية، لكن هؤلاء النسوة كلهن رأيت عاملا مشتركا بينهن وهو زوج عظيم يساعد في أشغال البيت، في تربية الأبناء، وهنا المشكلة. الرجل في بلدي أنا لا يقوم حتى بخدمة نفسه لو أراد كوب ماء يطلب من زوجته، يريد أن تكون هي في أحسن حال والبيت والأولاد ولا يعذرها إن قصرت، وإن بررت هذا بالعمل خارج البيت فيقول “أنت اخترت العمل لم أجبرك. تحملي المسؤولية “. والأم والمجتمع كله يربي الرجل على هذا مهما كان مستواه العلمي والديني فأغلبهم بهذه العقلية. في هذه الحال أستاذة ماذا أفعل أتنازل عن أحلامي وأختار تخصص لا يوجد فيه ضغط رغم كرهي له كي أستطيع الاهتمام ببيتي وحدي دون الحاجة لمساعدة، أم أختار تخصص أحبه رغم الضغط الذي فيه وأرفض الكثير من العرسان الذين يرون أن أعمال البيت دور المرأة وحدها؟
عجيب أمرك..!
أقرأ لكِ فأعتقد أنكِ تشتكين من عدم التوازن بأسرتك..!
ثم أقرأ لكِ فأعتقد أنك تشتكين من زوجك..!
ثم أقرأ لكِ فأعتقد أنك تتذمرين من وظيفتك..!
ثم أقرأ فأكتشف أنك لا متزوجة.. ولا تعملين.. وأنك محتارة في نوع تخصصك الذي على أساسه ترفضين العرسان الذين يتقدمون لكِ 😐
سؤالي لك طالما أنك تستبقين الأحداث.. وتحبين تخيل السيناريوهات المستقبلية:
ما هو نوع التربية التي ستقدمينها لأبنائك من الذكور.. لتغيري هذه العقلية الدارجة في مجتمعك؟
هل ستربينهم على تحمل المسؤولية.. ومساعدة أمهم في البيت والزوجة المستقبلية؟
اه صحيح.. لن تفعلي ذلك..
لأنه على الأغلب لن يساعدك زوجك اللا مسؤول في التربية..
وعلى الأغلب ستكتفين بلومه ومن ثم المجتمع كله أن عقليته هكذا.. وأن أبناءك أيضاً سيكونون هكذا..
طيب.. ومن المسؤول عن هذه العقلية اذن؟
ما ندري 🤷🏻♀️
إذن من يمكن أن يغير هذا النوع من التربية؟
أيضا.. ما ندري 🤷🏻♀️
يا ابنتي..
من الجميل التخطيط للمستقبل.. وأحييكِ على أنك تفكرين فيما يصلح لأسرتك من الآن.. حسب معطيات مجتمعك الحالية..
لكن ضعي في ذهنك:
ادعاؤك أعلاه 👆🏻حول النساء اللواتي حققن التوازن بسبب الزوج “العظيم”.. والذي سُقتِه لي في بداية كلامك.. لتقنعيني بالنتائج التي توصلتِ لها..
هو ادعاء مضلل للأسف..
مضلل لأنك لا ترين الصورة كاملة…
وليست لديكِ فكرة حقيقية حول الثمن الذي دُفع لأجل هذا التوازن الذي تعتقدينه!
وهو ثمن.. قد يكون أبسط ما فيه (إذا كان صحيحاً كما تّدعين)..
هو استخدام الزوجة لأساليب القوة الناعمة مع الزوج.. لتحقيق هذا التوازن والتعاون بينهما بسبب المصالح المشتركة..
فلا أعتقد بهذه الحالة.. أنكِ تعجزين عن تعلم أساليب القوة الناعمة..
في كسب ود الزوج.. والتحايل عليه لمساعدتك..
أو التعويض عنه بأمور أخرى مثلاً..
أو تفويض المهام لأولادك أنفسهم لمساعدتك..
أو جلب خادمة براتب وظيفتك وتخلصي من الصداع أعلاه..
وصلت الفكرة..؟🙂
لذا.. لديكِ الآن ٣ خيارات:
١. أن تختاري التخصص (المريح أو غير المريح)، ثم تقرري لاحقاً أن تستمري في وظيفتك من عدمها بحسب المسؤوليات التي ستكون على عاتقك كزوجة وأم (في حال زواج، وإنجابك).
٢. أن تتعلمي القوة الناعمة لتستخدميها تدريجياً في زوجك (المستقبلي) لتستطيعي الاستمرار في وظيفتك والتخصص الذي تحبينه مع وجود دعمه لك.
٣. أو.. كحل أخير (هو من اقتراحك أصلاً) أن تقولي:
لا فائدة.. فمهما فعلت وحاولت.. فهذه عقلية الأزواج في مجتمعي ولن تتغير حتى ولو بالقوة الناعمة!
فأقول لكِ عندها:
خوضي الذي تحبين بقلب قوي.. وارمي خلف ظهرك رغبات العرسان وتطلعاتهم..
فتخصص في يدك.. خير من ١٠ عرسان على الشجرة!
جواب حقيقي بخلي الوحدة تعيد حساباتها وتعيد كل الاسباب لنفسها اولا